إدانة سائق تسبب في وفاة طفل تم نسيانه بالحافلة المدرسية

بلادنا الخميس ١٢/ديسمبر/٢٠١٩ ١٣:٣٧ م
إدانة سائق تسبب في وفاة طفل تم نسيانه بالحافلة المدرسية

مسقط - الشبيبة

أصدرت إحدى المحاكم الابتدائية حكمها على سائق حافلة مدرسية بجنحة التسبب في وفاة إنسان خطأ بعد وفاة طفل نُسِي في حافلة المدرسة التي يقودها.

وحكت المحكمة بمعاقبة المتهم بالسجن 3 أشهر، والغرامة 300 ريال، مع وقف عقوبة السجن، وبإلزامه بمصاريف الدعوى العمومية، وإحالة المطالبات المدنية إلى المحكمة المدنية المختصة.

ورغم أن سائق الحافلة لم يرتضِ بالحكم الابتدائي وقام باستئنافه إلا أن محكمة الاستئناف قضت بقبول الاستئناف شكلا، وفي الموضوع برفضه، وتأييد الحكم المستأنف، وألزمت المستأنف بالمصاريف.

وتعود تفاصيل القضية التي رصدتها "الشبيبة" من مجلة الإدعاء العام "المجتمع والقانون" في عددها 15 الصادر مؤخرا، إنه في يوم 6 سبتمبر 2018 تلقي أحد مراكز الشرطة بلاغًا مفاده وفاة طفل إثر نسيانه في حافلة مدرسة.

وفور تلقي البلاغ، انتقل رجال الضبطية القضائية، وعضو الادعاء العام المناوب إلى المدرسة، ليتضح لهم، بعد مباشرة الاستدلالات المبدئية، أن قائد الحافلة كان قد أحضر الطلبة إلى المدرسة في صباح ذلك اليوم، وأدخلهم بالحافلة إلى فناء المدرسة، وبعد خروجهم، أغلق باب الحافلة، وتوجه بها خارج المدرسة، حيث المواقف المخصصة لها؛ وقد اكتشف وجود الطالب في الحافلة، عندما عاد إليها في وقت الظهيرة فنادى زملاءه قائدي الحافلات، فأبلغ أحدهم إدارة المدرسة، كما أبلغ الإسعاف، وكذلك الشرطة بالواقعة.

وباستجواب قائد الحافلة من قبل الادعاء العام، أقر بأنه وبعد نزول الطلبة من الحافلة، جال بنظره ناحية المقاعد، ثم أغلق الباب، بعد أن ظن خلو الحافلة من الراكبين؛ فأخرجها إلى حيث المواقف الخارجية -حسب المعتاد- وعند العودة إليها في وقت الظهيرة؛ شاهد الطفل بداخل الحافلة، مُقرًا في الوقت ذاته بأنه لم يمر على جميع المقاعد؛ للتأكد من خلوها من أحد، كما تقضي بذلك التعليمات؛ وإنما اعتمد على إلقاء نظرة عامة من الكرسي المخصص لقائد الحافلة، كما لم يتأكد من ذلك أيضا بعد إيقاف الحافلة خارج المدرسة.

وعلى الفور أصدر الادعاء العام أمرًا بحبسه على ذمة التحقيق. كما تم الاستماع لشهادة مديرة المدرسة، وشهادة أخصائية الشؤون الإدارية والمالية -تحت اليمين القانونية- وقد أكدتا في شهادتيهما بأن أمر تفقد الحافلة، والتأكد من خلوّها من الطلاب، سواء عند وصولهم إلى المدرسة أو عند إيصالهم لمنازلهم، يقع على عاتق سائق الحافلة، ولا يوجد بالحافلات المدرسية – حسب النظام المعمول به- أية مشرفات على الطلبة.

وأُرجِع سبب وفاة الطفل حسبما جاء بتقرير الطب الشرعي إلى نقص الأكسجين والإنهاك الحراري؛ وذلك لوجود الطفل في مكان مغلق لفترة طويلة، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في البيئة المحيطة، الأمر الذي نتج عنه نقص الأكسجين.