السياحة البحرية.. تنوّع وإثراء لاقتصاد السلطنة

بلادنا الثلاثاء ٢٤/ديسمبر/٢٠١٩ ١٤:٠٣ م
السياحة البحرية.. تنوّع وإثراء لاقتصاد السلطنة

مسقط – الشبيبة

تشهد السياحة البحرية في السلطنة إقبالاً كبيراً بتعدد أشكالها وأنواعها؛ إذ أصبحت أحد روافد السياحة النوعية المهمة وذلك لما تزخر به السلطنة من مقومات جغرافية وطبيعة بحرية، وتشكّل مساحة الشواطئ في السلطنة 3165 كيلومترًا مربعًا من مساحتها، وهو ما يجعلها واحدة من البلدان المهيأة لاستضافة الرياضات البحرية، إذ تتعدد أشكال الرياضات والمناشط البحرية والمائية وتعتبر من أهم مناشط الترفيه التي يُقبل عليها السياح بكثرة، ومن أبرزها الغطس السطحي ورحلات مشاهدة الدلافين والغوص للأعماق ومشاهدة الغروب، وتوجد بالسلطنة مؤسسات تعنى بالسياحة البحرية وتروّج لها كما توجد مؤسسات فندقية ومطاعم راقية تلبي حاجة السياح وتوفر مناخًا من المتعة والترفيه.

وأكد صالح بن علي الخايفي مدير الترويج والتسويق السياحي في وزارة السياحة على أن السياحة البحرية بتعدد أنواعها تشهد رواجًا وإقبالًا كبيرًا؛ وذلك لما تتمتع به السلطنة من أماكن خلابة تجذب إليها السياح، وتحوي السياحة البحرية عدة أنواع مختلفة لكل مجال متعته الخاصة منها رحلات القوارب والإبحار ورحلات الغطس وكذلك مشاهدة الدلافين وغيرها الكثير.

ويضيف الخايفي: تدعم وزارة السياحة كل ما يحقق للسلطنة القيمة المضافة والسياحة البحرية هي واحدة من الروافد السياحية النوعية والتي توليها الوزارة اهتمامًا كبيرًا إذ تتمتع السلطنة بشواطئ وأماكن جميلة لممارسة هذا النوع من السياحة، كما تعمل الوزارة على استقطاب السياح للاستمتاع بجمال عمان واكتشاف البيئة البحرية فيها.

وأردف مدير الترويج والتسويق السياحي في وزارة السياحة تعد هذه الفترة من السنة من أفضل الفترات لممارسة الرحلات السياحية البحرية في السلطنة كما يمكن ممارستها في كل الأوقات، وتمتلك المقومات والإمكانات التي تحتاجها السياحة البحرية إذ إنها تنفرد بالأماكن الجميلة لممارسة هذا النشاط السياحي سواء في العاصمة مسقط أو خارجها، ويتميز كل موقع عن الآخر باختلاف وتنوّع بيئته وفرص استثمار كثيرة للشركات في هذا المجال لإضفاء قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال دراسة المجال ومعرفة الاحتياجات وتوفيرها لتنمية سياحة الرحلات البحرية في السلطنة.

**media[1088930]****media[1088930]**

وتابع الخايفي حديثه: هناك العديد من الشركات التي تعمل في مجال السياحة البحرية إذ إنها تقدّم عدة أنشطة وخدمات في هذا الجانب ووزارة السياحة توجّه الشركات بما يرفد السياحة في السلطنة، وبالتالي تحقيق الغايات المشتركة للوزارة والشركات المختصة بما يعود بالخير على الجميع.

وتشهد السياحة البحرية في السلطنة رواجًا طوال العام ويكون الإقبال أكثر في هذا الوقت من العام حيث اعتدال الجو ودرجة حرارة المياه المناسبة للقيام بالسباحة على السطح أو الغوص إلى الأعماق. وهناك عدة مواقع للقيام بالرحلات البحرية، حيث توجد في معظم شواطئ السلطنة شركات متخصصة في مجال الرحلات البحرية تقدّم خدماتها للسياح العمانيين والأجانب، منها محافظة مسندم وأيضا مارينا بندر الروضة ومحمية بندر الخيران ومحمية جزر الديمانيات وجزر الحلانيات وشاطئ السوادي وولاية صور في محافظة جنوب الشرقية وشاطئ الدقم وجزيرة مصيرة في محافظة الوسطى بالإضافة إلى شاطئ الجصة والعديد من المواقع في محافظة ظفار وغيرها الكثير إذ لا يكاد يخلو شاطئ من شواطئ السلطنة من تنظيم الرحلات.

رياضة الغوص
وبالنسبة لرياضة الغوص يوجد العديد من الأماكن لممارسة هذا النشاط وهي فرصة لاستكشاف هذه الأماكن وجعلها وجهة للسياحة في المستقبل، إذ تتمتع السلطنة بثروة كبيرة من الشعاب المرجانية وتنوع الأحياء البحرية المبهرة تتضمن الكائنات البحرية الصغيرة وأيضا الكبيرة كالدلافين وأسماك القرش والحيتان وسط مناظر آسرة للعين والعقل.

وتزخر السلطنة بأماكن كثيرة لممارسة نشاط الغوص الرائج بين أوساط السياح الأجانب ويختلف كل موقع بطبيعته عن الآخر إذ إن بعضها لا تتطلب مهارات كثيرة للغوص فيها، ويتسم الغوص في محافظة مسقط بالسهولة وذلك لأن العمق ليس كبيرًا كما أن التيارات المائية قليلة جدًا، وكذلك هناك بعض الأماكن التي تحتاج إلى بعض المهارات للغوص فيها، كما أن بعضها تتطلب التدريبات الخاصة والتقنيات العالية لممارسة الغطس فيها، حيث إن لكل مكان تجربته الخاصة وجماله وسحره ويبعث الحماس في النفس لسبر أغوار هذا المكان واستكشاف أسراره.

وتعد محمية جزر الديمانيات ومحمية بندر الخيران وشاطئ السوادي وجزر الحلانيات وجزيرة مصيرة وجزيرة الفحل من أشهر الأماكن لممارسة الغوص في السلطنة إذ إن الغواص ينبهر لما يجده بداية من صفاء المياه وتنوع الكائنات البحرية الصغيرة منها والكبيرة والسلاحف البحرية المنتشرة.

وتختلف السياحة البحرية تمامًا عن الأنواع الأخرى من السياحة؛ فالنزول إلى الماء يبعث على الاسترخاء كما يستمتع الغواص عند ممارسة هذا النشاط باكتشاف عالم ما تحت الماء وما يتميز به من روعة إذ يتمكن من مشاهدة أحياء بحرية لم يسبق له رؤيتها في بيئتها الطبيعية كما يستمتع الغواص بملاطفة الكائنات البحرية وعيش تجربة مختلفة ورائعة.

**media[1088931]**

الرحلات البحرية
تنظم العديد من الشركات السياحية المتخصصة بالرحلات البحرية عدة أنواع من الرحلات منها رحلات الصيد وسياحة الجزر ورحلات مشاهدة الدلافين ومشاهدة الغروب وغيرها، كما أن هناك العديد من الفنادق التي تُضمِّن جدول خدماتها رحلات ترفيهية في البيئة البحرية.

وتعد محمية جزر الديمانيات واحدة من أجمل الأماكن التي يرتادها محبو السياحة البحرية؛ وذلك لوجود العديد من الطيور والأحياء البحرية وروعة شواطئها ذات الرمال الناعمة وجمال بيئتها وجزرها الخلابة والتي حافظت بقدر كبير على طبيعتها البكر، وهي تعد من المحميات ذات التراث الطبيعي والغنية بمكونات الجمال وهي تقع ضمن مشروع الحاجز المرجاني الأعظم، كما تضم الجزر عدة مواقع للغوص مقسّمة على مختلف الجزر ما يجعلها المكان المثالي للغواصين الذين لا يملكون المهارة الكبيرة.

وتتميز جزيرة مصيرة في محافظة الوسطى - أكبر جزر السلطنة - بكونها من أفضل الوجهات لعشاق الرياضات البحرية وخاصة ركوب الأمواج وركوب الدراجات المائية والتزلج على الماء والغوص وغيرها من الأنشطة التي يمكن ممارستها في الجزيرة، كما تقام فيها مسابقات الطيران الشراعي على الأمواج، وتشتهر الجزيرة بوجود مختلف أنواع الطيور فيها وكذلك الأحياء البحرية المتنوعة والنادرة.

تطوّر السياحة البحرية
وقال فهد المعشري من مؤسسة أصداف الديمانيات وهي مؤسسة تقدّم خدمات الرحلات البحرية ورحلات المبيت وعدة أنشطة سياحية بالقرب من الموج مسقط بأن الإقبال على الرحلات البحرية في ازدياد من الأجانب الذين يعودون عدة مرات إلى السلطنة للاستمتاع بالرحلات البحرية وذلك لما تتمتع به السلطنة من مواقع جذابة لممارسة السياحة البحرية ومنها الغطس على السطح والغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك ورحلات مشاهدة الغروب وكذلك الدلافين بالقرب من مشروع الموج مسقط، وأيضًا القيام برحلات المناسبات كأعياد الميلاد على متن القارب، كما أن هناك إقبالًا من العمانيين، وتحاول المؤسسة الترويج أكثر للعمانيين لتجربة السياحة البحرية والاستمتاع بها.

ورأى فهد بأن القطاع قد تطوّر كثيرًا عن السابق وقد انعكس ذلك على السياح الذين هم في ازدياد كل سنة سواء من داخل السلطنة أو خارجها. وذكر المعشري بأن السياح الأجانب يستمتعون كثيرًا بالسياحة البحرية في السلطنة إذ إنهم لا يهتمون كثيرًا للمبالغ التي يدفعونها بقدر ما لديهم من شغف لتجربة الرحلات السياحية البحرية ورغم أن بعضهم قد زاروا بعض الأماكن سابقًا إلا أنهم يكررون الرحلات وذلك لجمال ما شاهدوه في بحار السلطنة.

وأشار سليمان القصابي من مؤسسة مناظر مجان للسياحة - شركة تنظيم رحلات سياحية تقدّم رحلات المغامرة والتخييم والغطس السطحي وأيضًا رحلات المشي الجبلي - إلى أن أفضل الأماكن لممارسة السياحة البحرية في السلطنة هي جزر الديمانيات وبندر الخيران في محافظة مسقط وكذلك في محافظة مسندم وغيرها الكثير، ويختلف كل موقع عن الآخر بوجود نوع معيّن من الأنشطة التي يمكن ممارستها كما أنه قد تتشابه طريقة الرحلات البحرية ولكن الأماكن تختلف فلكل مكان مميزات وتنوع في الثروات الموجودة فيه.

**media[1088932]**

ويشير سليمان إلى أن الأجانب من خارج السلطنة هم أكثر السياح الممارسين للسياحة البحرية حيث إنهم يأتون مستعدين لتجربة شيء جديد ومختلف.

وحول الاستثمار في هذا المجال قال القصابي بأنه إذا ما تم استثمار السياحة البحرية بشكل جيّد فإنه سيعود بالخير الكثير على المستثمر والبلد، خاصة في مجالات رحلات مشاهدة الدلافين والغروب والغوص.

ورأى سليمان بأن جزر الديمانيات من الممكن استثمارها بشكل كبير جدًا لتصبح واحدة من أهم الأماكن لممارسة عدة أنشطة سياحية منها سياحة الشواطئ والسباحة على السطح وكذلك الغوص وغيرها من أنواع الرحلات البحرية وهي بحاجة إلى الترويج أكثر وأيضًا تقديم التسهيلات والتنظيم من الجهات المعنية، إذ إنها إذا ما توافرت فيها الجوانب المساعدة لذلك فإنها ستغدو قبلة السياح لممارسة السياحة البحرية.

وأوضح سعيد الغداني - صاحب شركة مغامرات هرمز للسياحة - بأن السياحة البحرية عمومًا تشهد رواجًا كبيرًا بين أوساط السياح الأجانب والعمانيين مشتشهدًا بأنه قبل 10 سنوات من ممارسته المهنة كان قارب واحد فقط يخرج للقيام بالرحلات السياحية أما اليوم فإن العدد قد تضاعف وأصبحت 10 قوارب تخرج من الموج مسقط فقط، إضافة إلى الكثير من القوارب التي تخرج من بندر الخيران ومنتجع ميلينيوم في ولاية المصنعة وغيرها.

وأكد الغداني بأن السياحة البحرية تروّج كثيرًا للسياحة بشكل عام في السلطنة وذلك من خلال الهاشتاجات (الوسوم) في مواقع التواصل الاجتماعي ما يجذب الكثير من السياح الأجانب إلى السلطنة عند مشاهدتهم الصور ومقاطع الفيديو التي تُبث عبر الهاشتاجات.