تكريم الفائزين في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم

بلادنا الأربعاء ٢٥/ديسمبر/٢٠١٩ ٢٢:٤٢ م
تكريم الفائزين في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم

مسقط – خالد عرابي

كرم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة و الفنون التابع لديوان البلاط السلطاني اليوم الفائزين بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها التاسعة والعشرين، وذلك خلال الحفل الذي أقيم خصيصا بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر بولاية ببوشر برعاية وزير الزراعة والثروة السمكية معالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي وذلك بتكليف من المقام السامي من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وبحضور مساعد المفتي العام للسلطنة فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي . وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقة حسب المراكز 2140 متسابقا، فيما بلغ إجمالي عدد الحاصلين على جوائز في المسابقة حسب المراكز 138 متسابقا، يمثلون معظم ولايات السلطنة، وبلغ عدد المتأهلين للتصفيات النهائية حسب المراكز 57 متسابقا.

جميل الصنائع

وقال أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم سعادة حبيب بن محمد الريامي في كلمته في حفل التطريم إن مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم تعد واحدة من دلائل جميل الصنائع من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - .
وأضاف سعادة أن هذه المسابقة انطلقت منذ 29 عامًا بمراكز محدودة ثم استمرت في النمو كما ونوعا، كما من حيث عدد المراكز الموجودة في مختلف ربوع السلطنة ونوعا من حيث الشرائح التي يسمح لها أن تتقدم في التنافس إلى أن وصلنا خلال السنوات الثلاثة أو الأربع الأخيرة لعدد أكبر حتى أننا نسنقنا مع شرطة عمان السلطانية ونجحنا في اشراك عدد من نزلاء السجن المركزي و هذا يعد إضافة أخرى للمسابقة..
وأشار أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم إلى أن هناك مقترح لزيادة عدد مراكز المسابقة في السلطنة خلال العام القادم والتي ستخدم شرائح مختلفة من أبناء المجتمع الذين قد يصعب عليهم في مواقع معينة المشاركة في مراكزها الحالية . وأكد سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أن المسابقة ستستمر وبدعم مباشر من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وبمتابعة مستمرة من وزير ديوان البلاط السلطاني معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي ومن كل القائمين الذين تشرفوا بالعمل في المسابقة . وقال سعادته إننا نعي أن هذه المسابقة استمرت على مدى ثلاثة عقود وتحمل خصوصية حيث تركز على ابناء هذا الوطن المعطاء من ابناء عمان الذين نفخر باجتهادهم وعطاءهم. وأكد على أن عدد المشاركين في الشرائح يتنامى عاما بعد عام.

الأمناء على وحي الله

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة كلمة قال فيها: "الحمد لله الذي شرفنا بالقرآن الكريم وآتانا به ما لم يؤتٍ أحدًا من العالمين جعله لنا ذكرا حكيما وهدانا صراطا مستقيما والصلاة والسلام على من كانت معجزته القرآن الكريم " . وأضاف فضيلته "ما أجمل أن تفيئ في مجتمعنا مواكب النور التي تتوالى عاما بعد عام تزداد ألقا وتنافسا ورغبة بأن تكون في مصافٍ الأمناء على وحي الله تبارك وتعالى وما أسعد هذا المجتمع الذي ينجب أمثال هؤلاء الفتية من الرجال والنساء ومن البنين والبنات " . وتابع مساعد المفتي العام للسلطنة قائلا "وما أعظم البشارة حينما نجد أن الأسر من أباء وأمهات ومن مربين ومعلمات وأساتذة والقراء والمشايخ الحفظة والمُحفظين يصرفون أوقاتهم ويبذلون النفيس من جهودهم في سبيل مواصلة الخير والنور " .
وقال فضيلة الشيخ الدكتور إن الحفظ أمانة وأن الحفظة أُورثوا نصيبا يحتم عليهم أداء هذه الأمانة لبعث الفضيلة وطمس الجهالة والرذيلة وايقاظ النفوس وتزكية الاخلاق، بأن تكونوا مشاعل هداية ونور في المجتمع ، و أن ينظر كل واحد إليكم فيرى فيكم أخلاق وسمت وهدي لأنكم تؤدون أمانة القرأن. و ثقوا تماما أن المجتمع يسعد بكم ويستبشر وأنه معكم في إتاحة الفرص وتذليل الصعاب في تهيئة السبل التي توصلكم إلى هذه المقاضد الشريفة. داعيا إلى التحلي بالصبر والثبات والاستلهام من القرآن الكريم صدق الايمان .

وقال بأن القرأن يخاطبنا كأمة القرآن، وأهل عمان في ذروة صفوف أمة القرأن ، فكأن الكتاب العزيز يخاطبنا لكي نوطيء نفوسنا لمواجهة معترك هذه الحياة بما فيها من محن وفتن، وبما فيها من دوائر وصعوبات، وبما فيها من منح ونعم، كأنه يقول لنا " يا أهل عمان تحلوا بالصبر في كل أوقاتكم، تحلوا بالثبات واستلهموا من القرآن الكريم صدق الإيمان وحقيقة الرضا في بناء ميادين هذا الوطن بالعلم والعمل. بالتماسك والتألف والتأخي والتراحم، وأظهروا اخلاق القرآن، وأظهروا للناس جميعا ما أراده منكم هذا الكتاب العزيز من الهدي القويم، ومن التآخي كالجسد الواحد ومن خوض غمار هذه الحياة دعاة إلى الخير، هداة للصلاح و الاصلاح، متغلبين فيها على كل ما يواجهكم من صعوبات .

مستعصمين بكتاب الله عز وجل . متحدين بنورة المبين، وما أحوج الأوطان و الأمم إلى هذه المعاني حاجتها أيضا إلى معاني الشكر و تقدير النعمة والحفاظ عليها حينما يبسط الله –عز وجل- عليه و آلائه و نعمائه ، و هذا لا يوقف إليه إلا من استمسك بنور الكتاب المبين و ما احوجنا في هذا اليوم إلى هذه المعاني، وما أبلغ المقاصد التي تشوفها باني نهضة عمان وقائد مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من إنشاء هذه المسابقة إذ أن مسابقات القرآن الكريم في عالمنا الاسلامي بحمد الله كثيرة ويشارك فيها ابناءنا و بناتنا بكل شرف واقتدار، ولكنى أرى أن رؤية جلالته لهذه المسابقة أعمق أثرا وأبعد تأثيرا لأن من أجل مقاصدها أن تظهر معاني القرآن في هذا المجتمع وأن تعم رسالته كل بيت فيها، ليتمكنوا من مواصلة مسيرة البناء والتنمية والخير والصلاح والإصلاح في مختلف ظروفهم واحوالهم .
واختتم فضيلته كلمته بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ عُمان وقائدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - وشعبها بكل عز وشرف وسؤدد ومجد وأن يتيح لهم من الخير أعلاه ومن المجد أفضله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وفي نهاية الحفل قام راعي المناسبة وزير الزراعة والثروة السمكية معالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي بتكريم الفائزين في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها التاسعة والعشرين بالإضافة إلى اللجان الأولية والنهائية بالمسابقة. حيث تم تكريم الثلاثة الأوائل في الحفظ مقسمون على سبع مستويات الأول منها في حفظ القرآن كاملا مع التجويد، والثاني في حفظ 24 جزءا متتاليا من القرآن الكريم مع التجويد، والثالث في حفظ 18 جزءا متتاليا من القرآن الكريم مع التجويد، والرابع في حفظ 12 جزءا متتاليا من القرآن الكريم مع التجويد، والخامس في حفظ 6 جزءا متتاليا من القرآن الكريم مع التجويد وذلك لمن هم في سن 15 عاما فما دون، والمستوى السادس في حفظ 4 أجزاء متتاليا من القرآن الكريم مع التجويد لمن هم في سن 11 عاما فما دون، والسابع في حفظ جزأين متتاليين من القرآن الكريم مع التجويد وذلك لمن هم في سن ثمانية أعوام فما دون.