تتويجاً لشرايين التنمية !

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٧/يناير/٢٠٢٠ ١٢:١٨ م
تتويجاً لشرايين التنمية !

علي المطاعني

في يوم العشرين من يناير الجاري على ‏موعد مع حدث كبير يؤخر لشبكة الطرق السلطنة التي تشهد تطورا متسارعا لتلبي متطلبات التنمية الشاملة في البلاد التي تتزايد عاما بعد عام وفق لتطورات السكانية والعمرانية والاقتصادية لم تشهد اي عجزا في تلبيتها يوما من الأيام، بفضل المواكبة المستمرة لشبكات الطرق وتلبية الحكومة لمتطلباتها باعتبارها شرايين التنمية التي تنساب في كل المحافظات والولايات.

ولله الحمد فمنذ بواكير النهضة إهتمت الحكومة بقطاع الطرق لعلمها بأنه الركيزة الأساس لدوران وفاعلية عجلة التنمية ولا بد له من أن يتناغم مع التطورات الإقتصادية والديمغرافية بالبلاد وقد لبى بالفعل هذه الأولويات، فلم نشهد أزمة مرور بفضل المواكبة المستمرة لشبكات الطرق وتلبية الحكومة لمتطلباتها متجاوزة كل التحديات الجغرافية والطبوعرافية التي تميز السلطنة عن غيرها، وكما نعرف أن السمة الجغرافية لسلطنة هي جبالها الشاهقة الصلدة، ورغم فهذا فإنها إي الجبال فشلت في الحيلولة دون مد جسور التواصل بين ولايات السلطنة ومحافظتها مترامية الأطراف بسبب الإرادة والصميمية التي أبدتها الحكومة تطويعها ومن ثم إختراقها للوصول لكل محافظة وولاية.

ولعل إفتتاح طريق الشرقية السريع في العشرين من يناير الجاري بطول 191 كم إنطلاقا من ولاية بدبد وصولا لولاية الكامل والوافي والذي يعد من أعقد وأصعب شبكات الطرق في السلطنة ليس إلا تتويجا ذهبيا لتلك الإرادة التي لاتلين.

وإذا أردنا أن نلقى نظرة موضوعية على ضخامة هذا الإنجاز يمكننا التمعن في النفقين تفصيلا وإبهارا فالأول يقع بين تقاطع سمائل الصناعية وتقاطع الجرداء بطول 650 مترا، والثاني بوادي العق بطول 1450 مترا وكل نفق يتكون من مسارين منفصلين بواقع ثلاث حارات في كل إتجاه وبسرعة تصميمية مسموح بها تبلغ 90 كليومترا في الساعة مع توفير كافة أدوات ومتطلبات السلامة والأمان في حالة وقوع أي حادث لاقدر الله داخلهما.

وفيما بعد هذا الإنجاز التنموي المبهر نجد ووفقا للتصنيفات العالمية بأن السلطنة إحتلت عن جدارة المركز الثامن عالميا في جودة الطرق في مؤشر التنمية الأساسية للنقل البري والموانئ وفق تقرير تنافسية السياحة والسفر العالمي 2019، والثانية عربيا في جودة الأبنية الأساسية للطرق في تقرير التنافسية العالمي لذات العام، والأولى خليجيا في التجارة عبر الحدود في تقرير سهولة ممارسة الأعمال 2020، ‏فهذه الإنجازات لم تأت إعتباطا أو خبط عشواء بطبيعة الحال، بل هي نتاج لعمل مضن بذل فيه المال والجهد والعرق من أجل إرساء دعائم التنمية المستدامة في هذا الوطن العزيز.

بالتأكيد فإن مواطني الشرقية وكل المستخدمين لهذا الطريق الحيوي من الزوار والسياح ستنفرج أساريرهم يوم الإفتتاح عندما يشاهدون بأم أعينهم عظمة هذا الإنجاز ماثلا أمامهم ومرحبا بهم.

والحق نقول بأننا ومهما كتبنا شعرا أو نثرا أو سجعا لن نوفي هذا الإنجاز حقه من الإشادة والتقدير والثناء، هذه حقيقة مثلى، فهو الإضافة الأكثر عنفوانا لمنظومة الطرق العُمانية وتضع بلادنا في مصاف الدول المتقدمة عالميا في هذا الحقل الحيوي.

ومن الإنصاف وللحقيقة والتاريخ نذكر هنا بأن هذا الطريق لم تستطع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ضربت المنطقة برمتها وبلادنا جزءا منها بطبيعة الحال لم تستطع عرقلة جهود إنجازه وبهذه المواصفات العالية، وهنا تكمن عظمة التحدي الذي تم تجاوزه بتوفيق من الله كبير.

نأمل أن تكلل كل الجهود التنموية بالنجاح، وأن تمضي عزيمة الرجال وثابة ومؤمنة بالأهداف بعيدة وقريبة المدى، وأن تستمر ذات الجهود وبذات الزخم في تعبيد وتشييد المزيد من الطرق وبذات المواصفات وبإعتبار أن عجلة التنمية ماضية أبدا في طريقها وبغير توقف بحول الله وقدرته..