رثاء وطن.. وسراج منير

مقالات رأي و تحليلات الجمعة ١٧/يناير/٢٠٢٠ ١٨:٠٣ م
رثاء وطن.. وسراج منير

محمد بن عبدالله الراسبي

تتثاقل الأيدي ان تحمل القلم وتخط الكلمات لكي تسطر وتعبر عن ما يهز مشاعر الوطن بمن فيه، وما يحمله بين طياته في لحظات تودع فيها رمزا وطنيا وأبا حنونا ومعلما قدوة اجاد تعليم أبنائه ووطنه كل دروس الحكمة والتراث والفن والسياسة وغيرها من الدروس حتى أصبح يشار إلى وطنه وشعبه بالبنان وإلى مدرسته العظيمة.

انه يوم ليس كأي يوم ، إنها ساعات ليست كأي الساعات للعمانيين ومن يقيمون على ارضها ، وذلك عندما تروي لنا واقعا عشناه وترجمة معناه وعظيم شأنه ، والتي رسمت بل طبعت على وجوه صغارنا قبل كبارنا ورجالنا قبل نسائنا ..إنها دموع الفراق التي سادت كل بيت، إنها لحظات وداع الأب تتبعها الدعوات وطلب المغفرة لمن كان يوما جزءا منهم وقدوتهم حيثما توجه أهل عمان جميعا.

شواهد سلاسل جبال عمان الراسيات من مسندم شمالا وسمحان جنوبا وقهوان شرقا والحجر غربا تواسي عمان في فقيدها، وعزاؤنا الوحيد ان عمان أسست كمثل تلك الجبال الصم في اساسها وستظل كما ارادها المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-، فنقول كعمانيين إن البناء متين وسنكمله والمسار واضح سنواصله ، والنسيج متلاحم فنزيده لحمة، والعدل قائم وسيبقى بإذن الله.

المواساة والتعبير والحداد في كل بيت من بيوت عمان ،وكل دمعة انسكبت ومازالت تنسكب ماهي إلا ترجمة لمشاعر صادقة لنبل شعب عمان العظيم ووفائهم لقائدهم العظيم ، ومن تربى في كنف حضرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد والذي جعل عمان هي بيتهم الكبير الأمن ، والحضن الدافئ ، والحصن المنيع ، والسد العالي المتين تتكسر أمامه كل العقبات والمعضلات الجسام في سبيل رخاء المواطن وأن يظل دوما بأمن وأمان.

ودعنا قائدا تاريخيا انجز لوطنه وشعبه ولأمته العربية والإسلامية والعالمية الشيء الكثير ونستقبل قائدا به الثقة كاملة والتى اولاها له المغفور له بإذن الله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه بأن يقود عمان للأفضل لخبرته وحنكته ، وهو الذي تعمق وأبحر في تراث الوطن واستقى من السياسة ، وشارك الشباب في شؤونهم وهمومهم ومناشطهم الرياضية منها والثقافية واخذ على عاتقه استراتيجية ٢٠-٤٠ لمستقبل افضل لعمان، فمرحبا بك مولاي قائدا معظما وخير خلف لخير سلف وسراجا يضيء عمان توهجا وتقدما ومتانة.

تحية للأشاوس..تحية لمجلس الدفاع وجميع الأجهزة الأمنية والتي صانت المهمة وادت الامانة بهيبة عملهم الوطني في رمزيته ، وحماية مكتسبات الوطن بكل امانة وإخلاص كما ارادها ورباهم عليها قائدهم في حياته حيث حرصهم وتفانيهم وإخلاصهم المتمثل في سلاسة انتقال السلطة ومراسم التشييع والوداع..لله دركم فيما قدمتموه وتقدمونه من دروس في خدمة الوطن وسلطانه. دمتم ودامت عمان بخير وسلام في ظل قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ويحفظ عمان التاريخ والحاضر والمستقبل.