تعرف ماذا قالت الصحف البحرينية عن المغفور له جلالة "السلطان قابوس".. خسارة للعرب والعالم أجمع

الحدث السبت ١٨/يناير/٢٠٢٠ ١٧:٠٨ م
تعرف ماذا قالت الصحف البحرينية عن المغفور له جلالة "السلطان قابوس".. خسارة للعرب والعالم أجمع

مسقط – وكالات

أفردت الصحف البحرينية الصادرة على مدار الأسبوع الماضي مساحات واسعة للأجواء التي سادت المملكة عقب إعلان وفاة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه- ، مشيرة في صدر صفحاتها إلى تلك المشاركة الوجدانية الكبيرة التي أبدتها مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا، مع شعب السلطنة الشقيق، اذ أمر جلالة الملك المفدى بإقامة صلاة الغائب على روح الفقيد، والحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام خلالها بجميع الدوائر الرسمية داخل المملكة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج.

وقالت الصحف في تغطياتها ومتابعاتها وآراء كتابها إن دول التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية ودول العالم فقدت برحيل السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، قائدا حكيما استطاع برؤيته ومواقفه المشهودة وعلاقات بلاده المتوازنة أن يقود سفينة بلاده في التنمية والتميز، داعية المولى القدير بأن يتغمد الفقيد الرحمة، وأن تمضي السلطنة وشعبها قدما في مسيرة الخير والنماء في ظل القيادة الجديدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، الذي وصفته بأنه "خير خلف لخير سلف".

ونقل أحمد الشيخ عبد الله الفضالة في صحيفة "الأيام" عدة سطور من كتاب "مصلح على العرش" للكاتب الروسي سرجي بليخانوف، وأشار فيه إلى نجاحات التجربة العمانية في الحكم والإدارة والتي قادها السلطان الراحل، مركزا على سيرته ومسيرته الفريدة منذ نشأته في الثامن عشر من نوفمبر 1940، والتي خلص فيها إلى أن الفقيد كان موهوبا بإحساس دافئ تجاه وطنه وشعبه منذ السنوات الأولى من حياته، وارتبط بشعبه ارتباطاً وثيقاً من خلال جولاته السنوية للقائهم والاستماع الى طلباتهم.

وأوضح أن من أهم مآثر السلطان الراحل حرصه الشديد على تقاليد البلاد وتراثها الثقافي، كما احتل التعليم أولوية قصوى في حكمه باعتباره ضرورة قصوى للنجاح ولتحقيق الإصلاحات المطلوبة، مشيرا إلى سياسة المصالحة التي طبقها الفقيد والنهضة المباركة التي أنجزها، وضمنت للسلطنة الرخاء والنماء طوال العقود الماضية، داعيا المولة العزيز القدير بان يتغمد الفقيد الرحمة ولشعبه الصبر والسلوان على مصابهم الأليم.

وقال محميد المحميد بصحيفة "أخبار الخليج" أن السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله تعالى، نموذج بارز ومتميز للقائد الكريم، مشيرا إلى أن جميع أهل الخليج العربي، والشعوب العربية والإسلامية، تأثرت برحيله، سيما مع بصماته الكثيرة من الخير والعطاء ومواقفه المشرفة ونهجه الرفيع في التنسيق والتكامل وبالتحديد في الشأنين الخليجي والعربي.

وذكر المحميد إن مآثر السلطان قابوس شملت العديد من المجالات والقطاعات، وكان همه الأول وشغله الشاغل عمان والمواطن العماني، مشيدا بمواقف السلطنة في عهده، وسياساته الحكيمة إزاء قضايا وملفات المنطقة والعالم، والتي حمت بلاده من كثير من الأزمات التي مرت بالإقليم، ودوره رحمه الله في رفعة شأن بلاده والشعب العماني، وفي صيانة وتطوير العديد من المباني الأثرية والقصور التاريخية في عدد من الدول العربية، والتي كانت تتم بدعم مالي سخي منه.

بدوره أبرز فيصل الشيخ بصحيفة "الوطن" طبيعة العلاقات التاريخية المتينة التي تربط البحرين بسلطنة عمان الشقيقة والارتباط الوثيق الذي يجمع الشعبين ببعضهما البعض، مشيرا إلى بعض أحاديث الذكريات التي عرفها، سيما في العقود السابقة التي شهدت سكن العديد من الأشقاء العمانيين في البحرين، وكيف أنهم ساهموا مع البحرينيين في بناء البحرين وتعميرها، وتركوا بصماتهم الواضحة في النهضة الزراعية وغيرها.

وأضاف أن هناك العشرات من القصص التي تحكي عن تلك العلاقة الحميمية التي تربط شعبي البحرين وعمان، وأنه شخصياً زار السلطنة العام الماضي عدة مرات، ووجد فيها كل الحفاوة والكرم وحسن الاستقبال والضيافة، مؤكدا أن السلطان قابوس رحمه الله كان له مكان أثير في قلوب البحرينيين، ويعلم الجميع حبه للشيخ عيسى رحمه الله، ثم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي نعرف كلنا حبه الكبير لعمان وسلطانها وشعبها.

واعتبرت د. وجدان فهد في صحيفة "أخبار الخليج" أن سلطنة عمان الشقيقة تستبشر خيرا بجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد الذي أكد في أثناء تأديته اليمين الدستورية بعد تنصيبه حاكما، أن عُمان ستسير على نهج السلطان قابوس رحمه الله على صعيد السياسة القائمة على التعايش السلمي بين الشعوب وحسن الجوار، لافتة إلى أن الفقيد ترك بصمات خالدة في التاريخ وترك لشعبه الشقيق إرثا غنيا بالازدهار والتطور والحكمة والاعتدال.

وأوضحت أن الفقيد كان واحدا من الزعماء الذين أسسوا مجلس التعاون الخليجي وحرصوا على تعزيز مسيرته وتحقيق تطلعات أبنائه في مزيد من التقدم والرخاء، وأسهم بشكل فاعل في توثيق عرى التضامن العربي في مواجهة التحديات، مشيرة إلى المسيرة العملية الحافلة بالعطاء للسلطان هيثم بن طارق الذي يُنتظر أن تسير السلطنة في عهده على نهج سلفه الراحل، وأن تحتفظ عمان بنهج سياستها الخارجية القائمة على السلام وإحلال التوازنات وإنعاش مسارات التفاهم الدولية في مختلف القضايا والأزمات.

ورأى أسامة الماجد بصحيفة "البلادئ أن الأمتين العربية والإسلامية وأهل الخليج خصوصا فقدوا قائدا استثنائيا ورجلا حكيما بعد مسيرة حافلة في رفعة شأن بلاده في مختلف الميادين وخدمة قضايا الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، مشيدا بدور الفقيد البارز والمؤثر في وضع دعائم مجلس التعاون الخليجي ومسيرة تطوره ونجاحه طوال أكثر من 3 عقود.

وبين أن السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله يُحسب له ومنذ أن تولى سدة الحكم نجاحاته في تحقيق نهضة كبرى لبلاده في جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو ما ضمن لأبناء السلطنة الرخاء والرفاهية والأمن والأمان ووضعهم على طريق الازدهار والسعادة، داعيا المولى القدير بان تستمر السلطنة في مسيرتها المباركة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.