عُمان ستبقى وفيّة شامخة

مقالات رأي و تحليلات السبت ١٨/يناير/٢٠٢٠ ٢٣:٠٨ م
عُمان ستبقى وفيّة شامخة

عيسى المسعودي

رغم اني ومنذ فترة حاولت ان اهيئ نفسي لتلقي خبر وفاة والدنا السلطان قابوس بعد الاخبار الاخيرة عن حالته الصحية الا انني لم انجح في ذلك ابدا فعندما صحيت فجر السبت لتأدية صلاة الفجر في المسجد الحرام بمكة فتحت هاتفي كالعادة ووجدت عدد كبير من الرسائل تتناقل خبر وفاة قائد عمان وسلطانها ولفترة من الوقت ، واعتقدت كباقي العمانيين لم اصدق الخبر وبدأت ابحث في كل الرسائل المرسلة لعلي اجد احدى هذه الرسائل تشير الي ان الخبر مجرد اشاعة ولكن وجدت التلفزيون العماني يبث بيان الوفاة فجلست على فراشي لم اتحرك ولم استطع الكلام لفترة من هول الصدمة بعدها بدات اتحرك فالغرفة كالشخص الذي لايعرف ماذا يريد واتحدث مع عائلتي ومع نفسي بكلمات غير مركبة وغير مفهومة وبحزن وبكاء شديد حتى جلست على الكرسي لاقول ، انا لله وانا اليه راجعون ، لاتخيل بعد ذلك وطني الحبيب عمان بدون قابوس العظيم كيف سيكون وامام عيني يمر شريط الذكريات سريعا لصور ولجولات وخطابات جلالته لنا وللعروض العسكرية التي كنا نتابعها بشغف وحب لابدأ بعد ذلك قليلا قليلا استوعب الفاجعة الكبرى وابدأ بالدعاء لجلالة الوالد بالرحمة والغفران .

اننا كعمانيين ومنذ السبعينات تابعنا وشهدنا على وطننا الحبيب وهو يتقدم ويتطور في مختلف القطاعات ونتابع العمل المخلص والعظيم والمدروس الذي قام به المغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه يوميا لبناء دولة عصرية يكون لها شأن كبير بين الدول ويعيد جلالته تاريخ عمان التليد بين الامم ، ان مشاعر الحزن التي عبر عنها العمانيين خلال الايام الفائتة بفقدان احد ابناء عمان المخلصين لم تأتي من فراغ فقد دخل جلالته طيب الله ثراه قلوب الناس بعمله المخلص وحبه الشديد لوطنه عمان ولقربه من كل العمانيين فكان القائد الملهم والاب القدوة والاخ المخلص للجميع فحمل على عاتقة رسالة عظيمة ومسؤولية جسيمة نجح فيها باقتدار بحيث اصبحت عماننا الحبيبة وطن المحبة والسلام ووطن الانجازات بشهادة الجميع ، لقد اسس جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه مفهوم جديد ومدرسة فريدة من نوعها في ادارة وحكم وبناء الدول ستستفيد منها الاجيال المقبلة وترك لنا ارث وبلد عظيم علينا جميعا المسؤولية في المحافظة عليها ، لقد احب جلالته عمان وعشقها وعمل مخلصا لها ولشعبها الذين كانوا يمثلون لجلالته عقدا ثمينا وغاليا على قلبة وروحه فخطط من اليوم الاول لاستلام الحكم في البلاد على المحافظة عليهم ورعايتهم والسهر على راحتهم فما كان من الشعب سوى مبادلته المحبة والفخر والاعتزاز بحيث شكلوا لحمة وطنية فريدة من نوعها فالجميع كان خلفة صفا واحدا من اجل عمان التي نعشقها جميعا .

عرف عن جلالة السلطان قابوس بن سعيد وبشهادة كل العمانيين وزعماء دول العالم وشعوبها بانه يمتلك صفات القائد العظيم وشخصية حكيمة وفريدة من الصعب ان تتكرر فلم يكتفي جلالته بالمحافظة على عمان وشعبها وهومعنا بصحته وعافيته بل خطط للمحافظة علينا حتى وهو في اصعب الظروف الصحية ورتب كافة الامور للمحافظة على مستقبل عمان حتى بعد وفاته ، لذلك ورغم كل التقارير الاعلامية والاقاويل من هنا وهناك حول مستقبل عمان الا انه وبحكمة السلطان قابوس طيب الله ثراع شهدنا يوم السبت الفائت انتقال الحكم بطريقة اذهلت العالم واعطت درسأ قابوسيا جديدا للجميع وسطر ابناء قابوس ملحمة وطنية في التماسك وفي تنفيذ التوجيهات السامية بان نكون صفا واحدا لاشقاق ولا فتن وهذا لم يأتي لولا تخطيط جلالته المسبق لمثل هذا اليوم الذي سيذكرة التاريخ كيوم عماني وطني وليعلمنا القائد العظيم درس جديد في الحكمة وليشعرنا اكثر بمدى محبته لنا ولعمان .

فلله دره-طيب الله ثراه- من قائد عظيم فماهذا الحب الكبير الذي كنت تحملة في قلبك لعمان وشعبها العزيز لذلك واكثر ستبقى في قلوب العمانيين رمزا خالدا نسير على خطاه .
اننا امام مرحلة جديدة في مسيرة النهضة العمانية المباركة التي اسسها المغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وعلينا تكملة هذه المسيرة كما اراد وخطط لها جلالته ولعل اولى الخطوات هي الوفاء والعهد للسلطان قابوس بالطاعة لجلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق حفظة الله سلطان عمان وان نعمل بكل اخلاص للمحافظة على انجازات ومكتسبات النهضة وان نخطط ونعمل مع جلالته يدا بيد من اجل عمان ومستقبلها فالسلطان هيثم سيحتاج الي دعمنا جميعا كمواطنيين وعلينا ان نثق به كما وثق به السلطان الراحل وان نكمل معه مسيرة النهضة المباركة لتحقيق انجازات ونجاحات جديدة وان لاننظر فقط لنجاحات الماضي بل العكس نبني عليها وننطلق منها فنحن مطالبين بالعمل لتحقيق الافضل وتكملة المشوار وذلك كما اوصانا مؤسس النهضة العمانية فعلينا جميعا الوفاء بالعهد لتبقى عمان شامخة دائما .