مشروع إنساني عظيم

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٠/يناير/٢٠٢٠ ١١:٤٤ ص
مشروع إنساني عظيم

محمد الرواس

لقد شكل الإرث التاريخي فى البناء الإنساني لنهج عمان عبر التاريخ خطاً، ومساراً أساسه التواصل وشيمته الأخلاق، واسلوبه الدعوة للخير والسلام .

ولقد كانت للهوية العمانية حيثما وجدت عبر العصور والأزمنة والى اليوم الشواهد الحية للتعايش مع بلدان شتى، وثقافات مختلفة ووضع خلالها الانسان العماني أفضل الموروثات الانسانية الا وهي الاخلاق الفاضلة ، بل وغرسها وتركها أثر له وبصمة الى اليوم ، وهذا برهان فطرة انسانية جبل عليها عبر عقود طويلة من الزمن .

فى عماننا العظيمة كان تأصيل القيم والأخلاق عبر العقود السالفة من الزمن والى اليوم يعتبر نهجا اصيلا ومكونا فطريا فطر الله عليه أهل عمان وتوج بدعوة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وكان نهج مكوناته هى الوئام والائتلاف والتسامح والسلام ، والسمو بالأخلاق الانسانية.

ولقد كان نهج جلالة السلطان فى احلال السلام الداخلي والاقليمي والدولي يهدف الى وجود سلام العالمي ينبذ ويدرأ النزاعات عن الشعوب ويعمل على ايجاد الحوار كحل امثل للخلافات ، بجانب ترسيخ ثقافة السلام والوسطية والاعتدال ونبذ العنف والطائفية وسيادة الأخلاق التى استمد جلالة السلطان طيب الله ثراه نهجها من دينه الحنيف ورسوله الكريم وثقافة أمته العمانية التي حققت نتائج شهد بها القاصي والداني، وبفضل من الله عز وجل تحققت هذه الصفات بعمان واليوم جلالة السلطان اهدى للعالم تجربة عمانية خالصة عمل على ارسائها ووضعها بمشروعه العظيم..

لقد جاء «مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الانساني» بمفرداته السامية العقل والعدل والأخلاق ، من أجل تحقيق التوازن فى العلاقات الأنسانية التي تشابها اليوم الكثير من المعضلات وعدم التفاهم وزيادة بؤر التناقضات بين الشعوب والدول ...

ولقد اكد المشروع الانساني العظيم لجلالة السلطان -طيب الله ثراه-على المسؤولية الانسانية كونها عمود الأمر واساسه الذي تبنى عليه القيم والاخلاق فمتى ما انتشرت ثقافة الأخلاق الفاضلة واتت اكلها بالمجتمعات ساد البشرية مظلة من التفاهم والائتلاف والوئام .

ولقد اوصــى مشــروع جلالة السلطان-طيب الله ثراه- بأهمية النهج الذي يعيد التوازن للحياة والذي تبدأ منه مرحلة حل المعظلات ويسود التفاهم والحوار بين البشر ، وعندها يأتي النهوض لاستشراف المستقبل نحو حياة متوازنة مبنية على أساس العيش المشترك بين الطوائف والاديان ، فتكفل الحقوق والواجبات وتصان الحقوق الانسانية وبالنتيجة يحصل الأمن النفسي الذي ينشده الناس والبشرية جمعاء.

ومشروع جلالة السلطان -طيب الله ثراه- للمؤتلف الأنساني بأبعاده الثلاثة الرئيسة أسس لإعادة التوازن للتفاهمات الانسانية بالمجتمعات البشرية بهدف تحسين حياة البشر واعتماد منظومة الأخلاق العالية ، وثالثهما رعاية القيم الروحية فهو مشروع يحمل بجوانبه وضع السلوك البشري فى مقدمة الأبعاد الانسانية حيث أن غرس ثقافة السلام ترسخ وتعزز التفاهم للشراكة المجتمعية الآمنة بالمجتمعات .

مشروع جل ثوابته التضامن الفكري والتضامن المعنوي والفضيلة والوئام والسلام ، حيث ان هذه الثوابت أساس محوري لحقوق الانسان ، وحكم القانون ، وميثاق رئيس للأمم والشعوب .