لن تثنينا التحديات أبدًا

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/يناير/٢٠٢٠ ١٢:٣١ م
لن تثنينا التحديات أبدًا

بقلم: علي المطاعني

البعض بدأ يثير بعض المنغصات والتحديات باعتبارها ستواجه العهد الجديد لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ لأمور يعلمها الجميع في مثل هذه الظروف الاستثنائية، إذ يتوجب علينا جميعًا عدم الإصغاء لها وكشف خباياها وتأويلاتها فهي لا تعدو أن تكون صيدًا جائرًا في المياه العكرة إذا جاز لنا التعبير .
هذا البعض لا يتورع عن كشف بعض الجوانب الائتمانية وتحديات التمويل التنموي والسحب من احتياطيات الدولة والعجز وغيرها من الأمور التي هي تحت السيطرة تمامًا، ولا تشكّل تلك النقاط أي عقبة تواجه البلاد، لنخلص لحقيقة أن تلك الوساوس تهدف للنيل من ثقتنا بأنفسنا ومن ثقتنا في حكومتنا والتأثير سلبًا على الروح الوطنية الوثابة دومًا للذود عن حياض الوطن في كل الملمات إذ سيجدنا على أهبة الاستعداد للردع الأليم .

إن إثارة الاستنتاجات والتحليلات واستخدام التصنيفات الائتمانية كإحدى المحاولات البائسة واليائسة لإظهار دقة ما يزعمونه بهتانًا، هي محاولات مردودة ونعلم مسبقًا عن أهدافها الكثير وهي تخويف المستثمرين الأجانب والوطنيين من الدخول في مشروعات في السلطنة وخلط الأوراق بنحو يثير الفزع في القلوب، مسخرين بعض المحللين المأجورين من أصحاب الهوى والغرض والذين امتهنوا مهنة (التشكيك) والتهويل والتخويف (بالقطعة) وبناء لمقدار المبلغ المدفوع لهم، هي مهنة جديدة أملتها مصيبة انسحاق الوازع الديني والأخلاقي في النفوس والعياذ بالله .

البعض امتعض من نجاح السلطنة وبنحو أذهل العالم في سلاسة انتقال السلطة وبذلك القدر الهائل من المسؤولية الوطنية، فقد كان الحُساد يراهنون على أن العكس هو ما سيحدث، هم بالقطع لا يعلمون شيئًا عن المدى البعيد لحكمة المغفور له جلالة السلطان قابوس عندما وضع أسس وكيفية انتقال السلطة تحسبًا لأي طارئ يمس تماسك الوطن .

أولئك وبعد أن خابت آمالهم في أن يروا بلادنا تعصف بها ريح الخلافات بدأ اللعب على وتيرة التحديات وإثارة القلاقل بشأن الوضع الاقتصادي والتحديات الائتمانية وتنويع مصادر الدخل والباحثين عن عمل وبنحو ممنهج لا يخلو من خبث ودهاء وسوء طوية، ولأننا لسنا في غفلة من أمرنا ولن نكون بحول الله فإن اليقظة والانتباه هما سلاحنا في هذه المرحلة لإيقاف هذه الهجمة التي يحركها الغبن والضغينة لا أكثر .

فنحن اليوم أمام مهمات كبيرة وتحديات جسام تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية والعمل بجد وتكاتف لرفعة هذا الوطن والرقي بشأنه تحقيقًا لتطلعات أبنائه المشروعة في غد أفضل وأرغد بإذن الله وتوفيقه، غير مكترثين بكل الذي يفعله أولئك وباعتبار أن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله .

بالطبع ومع حرصنا ويقظتنا ستبقى التحديات قائمة شأننا في ذلك شأن كل الأمم والشعوب التي تسعى بكل طاقتها لبناء دولها بجدها وعرقها واجتهادها، مرتكزة على إيمانها بقدراتها ومقوماتها وكفاءة أبنائها وقدراتهم على مجابهة التحديات والصعاب والأهوال، وعلينا تحويل تلك التحديات إلى نجاحات في كل ميادين العمل والإنتاج والإبداع، وهذا هو ردنا العملي لكل تلك المحاولات الفاشلة .

نأمل من أولئك الكف عن هذا العبث المكشوف وعليهم أن يعلموا علم اليقين بأن عُمان أكبر وأضخم من كل كيدهم ومكرهم، وأن هذا الوطن هو صاحب إرث تاريخي وحضاري هو الأعرق في شبه جزيرة العرب، وأن هذه الصغائر لن تنال من هذا الشعب المتحضر، وأن أبناء الوطن على موعد معهم في ميادين البناء والإنتاج، بعدها ليعلم الذين ظلموا بأنهم قد اختاروا المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ.