صبرا عمان

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/يناير/٢٠٢٠ ١٢:٥٧ م
صبرا عمان

محمد بن رامس الرواس

كان السلطان قابوس طيب الله ثراه هو السراج المنير الذي اختاره الله وأرسله لنا بعمان عام السبعين فأضاء بنور بصيرته الثاقبة و الصادقة التى الهمه الله اياها، انار طريق التقدم والنماء والازدهار لكل عمان من مسندم إلى ظفار ونهضت بجهده وغراسه الطيب ثمرات الخير والنماء بكل الوطن ، واصلح وانار الله به البلاد بعد عتمة وظلام .. فشيد وانجز ووجه واشرف ونظم وقدم بكل ما يملك من جهد وعطاء سخي بلا كلل ولا ملل ، وبذل زهرة شبابه وروح مشيبه من أجل رفعة شأن وطنه ، فنشر السلام وطمأن الخائف الذى استنجد به وأعان المعوز المحتاج واستمع للمواطن ، وافسح الطريق للجميع للعمل ليشاركوا فى بناء عمان يدا بيد وقالها بصوت عال «عفا الله عما سلف» وقام بحق الجوار خير قيام فسيج عمان بسياج السلام والامان ، ونشر العدل ومد يده للعالم اجمع ... سلطانا ينشد السلام والخير لوطنه وللانسانية جمعاء ، فقد اجتمعت لجلالة السلطان طيب الله ثراه صفات قل أن تجتمع فى بشر بهذا الزمان فكان صادق الكلمة لا يداهن ،وليس للرياء مكانا فى قوله وفعله ، يقول ويفعل عندما تجتمع شواهد الحق امامه ، يؤثر السلام على الفتنة، وينشد الخير فى الجميع فلا يفرق بل يجمع الشمل، ويقرب ويسامح ويعفو بلا مقابل ، فهو صاحب عزيمة وهمة وبه من البر والرحمة ما جعله القدوة لاهل عمان ومحيطها الاقليمي والعالمي ، فأحبه شعبه واحبهم ومن خالطه ازداد شغفا بحبه ومن عاصره وجالسه من ابناء عمان او من قادة دول اوسفراء أو صغارا او كبارا ما ذاقوا منه الا جميل اخلاقه وعظيم صفاته، هو للكرم عنوان وللجميع سيد فى الإحسان...

خمسون عاما قضاها جلالة السلطان طيب الله ثراه وادخله فسيح جناته فى الدعوة والعمل على إنجاز مشاريع الخير والنماء والسلام والأمن والاطمئنان والمحبة والرخاء والسؤدد والصلاح فكان بحق «مصلحا على العرش».

فنسأل الله العلي القدير ان ينزل عليه سكائب من الرحمة كما كان راحما بأهله بعمان، ونسأل المولى القدير ان يغدق عفوه الكريم على السلطان قابوس ، فقد كان يعفو ويسامح ويتجاوز عن كل مسيء ومذنب.
كان جلالة السلطان طيب الله ثراه من مآثره الكريمة انه لا يترك فى مكانه حيثما حل الا الصلح والصلاح والبذرة الطيبة الصالحة والعمل الصالح والخير والنماء والبركات والاحسان ...
نسأل المولى جلت قدرته ان يلبسه حلل الكرامة كما البس عمان حلل الخير والعزة...ولا نقول الا ما قاله الصابرون: انا لله وانا اليه راجعون وانا على فراقك يا سلطاننا قابوس لمحزونون وبباب ربنا واقفون نسأل لك الرحمة كما كنت بنا راحما ، ابا شفوقا واصلا للجميع.