حينما بكى العالم حزنا لفقد المعظم

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٦/فبراير/٢٠٢٠ ١١:٤١ ص
حينما بكى العالم حزنا لفقد المعظم

نصر البوسعيدي

العاشر من يناير 2020م كسر خبر الفقد الكثير من القلوب ليس فقط شعب عُمان الذي شعر باليتم الحقيقي بل العالم بأسره الذي بكى رحيل سيد التسامح والحكمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه ..

لقد وقف العالم أجمع لجلسة تأبينية مؤثرة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك للحديث عن مآثر ذلك القائد العربي الفذ جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه تخليدا لذكراه ولأعماله ولفكره النير وحكمته ودبلوماسيته التي شهد لها القاصي والداني فكان صديق الجميع محبا للسلام ساعيا له في عالم هتكته الصراعات والنزاعات التي كانت ولا زالت ضحيتها الأبرياء.

وقف العالم ليخبر الأمم أن الراحل ليس سلطانا عاديا مر على تاريخ الإنسانية جمعاء، بل هو صانع مجد مخلد لشعبه والعالم أجمع، قائد فذ للسلام سعى بكل ما أوتي من حكمة حتى في آخر أيام حياته من أجل خير الأمة العربية والإسلامية والبشرية بشكل عام.

وهنا أنقل لكم حرفيا ما قيل في حق قائدنا المعظم قابوس بن سعيد رحمه الله وكيف أن العالم ممتن جدا لقيادته وأعماله الإنسانية التي لن ينساها التاريخ أبدا ..
ولتكن البداية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال: « أعرب عن خالص التعازي للعائلة المالكة ولعمان حكومة وشعبا لرحيل السلطان قابوس بن سعيد .. لقد قاد سلطنة عمان لزهاء نصف قرن وحول هذا البلد لبلد مميز اليوم، وطوال حكمه كسب صاحب الجلالة احترام شعبه وشعوب العالم وأعطى الأولوية للتعاون وتعددية الأطراف وقاد عمان للانضمام إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وبفضل قيادته والتزامه فإنه عمد على جعل عمان عضوا مسؤولا ونشطا في الأسرة الدولية، وظلت عمان تحت حكمه محصنة من التوترات والاضطرابات في المنطقة، وفعلا اعتبر رسول سلام وتفاهم وتعايش خارج حدود بلاده، ولطالما أدت عمان دورا محوريا لضمان بقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الأطراف المتناحرة وإن تصور صاحب الجلالة في بلده العزيز قد سمح بارتقاء النساء لمستويات التعليم، وكذلك الرجال من خلال مضاعفته عدد المدارس والمستشفيات والطرق، ونحن نتذكره بما شقه من طرق الحوار، طرق التفاهم، طرق السلام، وأتمنى تمنيات طيبة لجلالة السلطان هيثم بن طارق والذي إذا ينعي قريبه يتولى ريادة عمان، وإنني آمل في أن مساهمات عمان في المنطقة والدبلوماسية الدولية ستتواصل بناء على إرث جلالة السلطان قابوس وسنظل ندعم جهود عمان المتواصلة للنهوض بالسلام والاستقرار في المنطقة، وفي هذه الظروف العصيبة أعرب عن خالص تعازي مجددا وأخلد ذكرى الفقيد».

أما ممثل توجو والذي تحدث بالنيابة عن المجموعة الأفريقية فقال للعالم:

« في لحظات الأسى لشعب عمان والذي ينعي قائده في هذا التاريخ الذي سيترك بصمة لا تمحى فان المجموعة الافريقية تود أن تشاطر هذا الأسى وأن تحيي ذكرى المغفور له الذي لا يعد من الشخصيات البارزة في تاريخ عمان وحسب وانما على الصعيد الدولي كله، لقد كان السلطان قابوس قائدا مستنيرا وذا بصيرة مهتما برفاه بلده وشعبه ومكنه ذلك من أن يضع بلده بنجاح في سبيل التنمية والتقدم وإن النتائج التي أحرزها على كل الصعد منذ نصف قرن جلية عن أي تعليق كما يبين اخر تقرير بشأن التنمية البشرية الصادر في 2019م والذي يصنف عمان من جملة بلدان الشرق الأوسط التي يعد فيه مستوى المعيشة من أعلاها، وأن انفتاح عمان على العالم يعزى أيضا لجلالة السلطان قابوس والذي فهم بشكل مبكر ان الصداقة والتعاون بين الأمم هي خير سبيل للازدهار، وتمكن من جعل بلده الموجود في أقاصي الجزيرة العربية جسرا بين العالم العربي والغربي والأفريقي وأن أفريقيا ممتنة له لأن تحت حكمه مدت أواصر الصداقة بين عمان وجل الدول الأفريقية وتوطدت عبر الزمن من خلال سياسة الانفتاح التي انتهجها، ومن رموز هذه العلاقة المتميزة بين عمان وأفريقيا نستحضر المؤتمر الدولي بين عمان وبلدان القرن الأفريقي الذي انعقد في عام 2016م وذلك برعاية جلالته، كما نتذكر انه قد مول بناء المدارس والمستشفيات والمراكز الثقافية في مختلف أرجاء أفريقيا، وكان السلطان وهو باني بلد مستقر عصري ومزدهر من صناع السلام بين الأمم، وأدى هذا الدور من خلال انتهاج الحياد في الشؤون العالمية وكان يغذي الحوار والانفتاح وهي قيم أساسية ميزة عمله طوال حياته وجعلته من الوسطاء الذين يحظون بالاستماع والاحترام لا في الشرق الأوسط والأدنى فحسب وانما في العالم بأسره، وذلك أدى به لتلقي العديد من الجوائز منها جائزة السلام الدولية في عام 1998م، وجائزة التفاهم الدولي في عام 2004م، وجائزة السلام في 2007م، وهذا يبين أن الفقيد كان شخصية متميزة على الساحة الدولية، وغادرنا تاركا إرثا لا يقاس ولا بد أن يدوم، ووجب الإشارة هنا إلى أن المجموعة الافريقية تعرب عن خالص تعازيها لعمان حكومة وشعبا وعائلة المغفور له، ونأمل لهذا الشعب أن يجد القوة لسد هذا الفراغ الذي تركه ليتغمده الله برحمته الواسعة».

وقال ممثل بروناي بالنيابة عن دول آسيا والمحيط الهادي في كلمتهم التأبينية لتخليد ذكرى جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه :

« نتقدم بخالص التعازي الى سلطنة عمان حكومة وشعبا على وفاة صاحب الجلالة السلطان قابوس .. لقد استمر حكم صاحب الجلالة لخمسة عقود مما جعله الحاكم العربي الذي خدم دولته لأطول فترة، في هذا الوقت قاد الدولة بحكمه ورؤيه ممتازتين، وقد واجه في عمان تحديات صعبة ووضع حجر الزاوية لتحديث الدولة وطور بناها الأساسية ونظامها التعليمي والصحي وأطرها المؤسسية، وبفضل جهوده وتفانيه شهدت السلطنة تقدما اقتصاديا واجتماعيا كبيرا حولها الى اكثر البلدان ازدهارا واستقرارا في الشرق الأوسط مع الحفاظ على إرث وثقافة عمان الثري، وفي الساحة الدولية كان محترما بشكل كبير لمناصرته المستمرة للسلام والتعاون والتفاهم المتبادل، ولقد وجه عمان على مسار الحياد وعدم الانحياز وكان صديق الكل لا عدو له، رسخ سياسته الخارجية ودور السلطنة كوسيط موثوق به ومشيدا لجسور الحلول السلمية للنزاعات، إن خسارة السلطان قابوس لا يشعر بها شعب عمان فقط بل كل المنطقة والعالم ومجددا نتقدم بخالص التعازي لأعضاء الأسرة المالكة وسلطنة عمان حكومة وشعبا لرحيل صاحب الجلالة السلطان قابوس، وليبارك الله سبحانه وتعالى روح الراحل صاحب الجلالة وأن يستقبله بين محبيه».

أما ممثل اذريبحان بالنيابة عن دول أوروبا الشرقية فقال وهو يرثي جلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه :

« انه ببالغ الحزن علمنا بوفاة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان واليوم نحيي ذكرى هذا الرجل رجل النزاهة والرؤية الواسعة والحكمة الذي كرس حياته كلها لخدمة بلاده وشعبه والذي ساهمت قيادته في إضفاء السلام والرخاء على سلطنة عمان، رجل من كبار دعاة العلم والحداثة والتعليم، فوجوده مهد الطريق لرخاء شعبه وتنميته للجيل الحالي وللأجيال المقبلة، إن السلطان قابوس بن سعيد ومساهماته طوال حياته في الشؤون الدولية ودعمه لعمليات الحوار في المنطقة وفي ما ورائها كانت عوامل حاسمة لبناء الثقة وتفادي الأزمات في الأوقات الصعبة، هو نفسه وصف سياسته الخارجية واقتبس انها سياسة حددت بوضوح الرؤية يد تبني من الداخل ويد ممدودة بالخير والعطاء والمشاركة بالأحداث وتنمية العالم، سنتذكر صاحب الجلالة القائد العظيم كرجل دولة حقيقي وبالنيابة عن دول شرق أوروبا نعبر عن خالص تعازينا للعائلة المالكة وحكومة وشعب سلطنة عمان».

من ناحية أخرى قال ممثل جامايكا بالنيابة عن دول أمريكا اللاتينية وبلدان الكاريبي :

« يشرفني أن أتحدث بالنيابة عن مجموعة أمريكا اللاتينية وبلدان الكاريبي في احياء ذكرى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي وافته المنية في العاشر من يناير 2020م ، تلقينا خبر وفاة صاحب الجلالة بكل حزن وأسى خسرت المنطقة قائدا يعتبر والد النهضة العمانية وعزز سياسة التعايش السلمي مع كل الأمم، وخلف وراءه إرثا كبيرا ليس فقط في عمان بل في كل المنطقة، عندما استلم صاحب الجلالة العرش في عام 1970م كانت عمان معزولة عن معظم العالم وكانت تفتقر للبنى الأساسية الحديثة والخدمات، ومستوى الحياة كان يصل فقط لخمسين عاما، وكان هناك فقط 6 أميال من الطرقات المعبدة، وثلاث مدارس رسمية ومستوى رعاية طبية متدن، واليوم تشهد عمان طرق مفتوحه وخدمات انترنت سريعة ومراكز ثقافية ورياضية من أعلى المستويات ووصل مستوى الحياة الى 77 عاما، ومستوى معرفة القراءة والكتابة يقدر ب96% وقد ناصر صاحب الجلالة المساواة بين الجنسين من خلال تعيين النساء في المناصب العالية وتوفير فرص العمل للجميع بما في ذلك الرواتب المتساوية للعمل في القطاعين، وفوق كل ذلك إرثه الأكبر كان في السياسة الخارجية، فقد اعتمدت عمان سياسة الحوار والعدالة في الشؤون الدولية ولقد مضت السلطنة بانتظام على مسار الاستقلال وعدم الانحياز في منطقة مزقتها الحروب والانقسامات ولم يكن هناك أي حروب داخل الحدود العمانية، في الختام نعبر عن عميق تعازينا لسلطنة عمان حكومة وشعبا، فلترقد روحه بسلام».

وقال ممثل الدنمارك بالنيابة عن دول أوروبا الغربية ودول أخرى في حق فقيدنا الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه :

« انه لمن دواعي الفخر والشرف أن نشيد بذكرى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، فقد علمنا ببالغ الأسى في الحادي عشر من يناير خبر وفاة السلطان قابوس، ونود أن نعرب عن خالص تعازينا لعائلته وعمان حكومة وشعبا على هذه الخسارة الجسيمة، إن صاحب الجلالة على مدى زهاء 50 عاما من الحكم قد حول السلطنة لأمة تنعم بالرفاه والحداثة من خلال الاستثمار في التنمية البشرية ومعاير مستوى معيشة السكان، وإن نهجه لمد الجسور بينه وبين شركائه الخارجيين قد كان أساس سياسته الخارجية للنهوض بالسلام والاستقرار ولإسماع صوت العقل في كل المنطقة .. إن وفاته ليست خسارة لسلطنة عمان وحسب وإنما للمنطقة كلها وخارجها، وانتهز هذه الفرصة لأحي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق وأعرب له عن خالص تمنياتنا بالنجاح في المضي قدما، إن خسارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد سننعيه لسنوات طويلة».

أما ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية فقد قال في كلمتها التأبينية أمام العالم :

« السيدات والسادة يشرفنا أن ننضم للحضور هنا للإشادة بواحد من أعظم قادة العالم في السنوات الخمسين المنصرمة الا وهو صاحب الجلالة المغفور له قابوس بن سعيد، لن يفتقده شعب عمان وحسب وإنما أصدقائه أيضا والمعجبون به في العالم بأسره بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية .. عندما تولى السلطان الحكم فان بلده والمنطقة والعالم كانت مختلفة عما هي عليه الان، وإن حكمه شهد تعاقب 9 رؤساء أمريكيين وأزمات إقليمية عديدة وتغيرات تكنولوجية لم يكن لأحد أن يتخيلها، وطوال هذه التغيرات التي كانت مليئة بالتحديات والفرص فان معالم حكمه كانت البصيرة والحكمة، وقاد عمان على هذا الأساس للاستقرار والرفاه وضمن مستقبلا رغدا لشعبه، وإن الرئيس ترامب قد أشار لذلك في برقية التعزئة مشيرا الى أن جلالة السلطان قابوس بصفته أعرق حكام المنطقة قد جلب السلام والرفاه لشعبه وكان صديق للجميع، وإن ريادة السلطان قد تميزت بالصدق والسخاء والتسامح وحب عميق لبلده، والولايات المتحدة الأمريكية مدينة له بالشكر لضمان المرور الآمن لموظفي السفارة الأمريكية في اليمن أثناء الصراع هناك، وكان يجسد رجل الدولة العصري من خلال التزامه الراسخ للحوار والنهوض بالالتزام السلمي في المنطقة المضطربة ولقد اعترف بضرورة الاستماع لكل الأصوات ونقل رسالة الدبلوماسية والحوار لكل من كان يعيره آذان صاغية.

ولذلك فان البلدان التي لم تكن تحاور بعضها البعض كانت تحاوره، العالم ممتن لهذا القائد في هذا المضمار، ولكنه لم يكن قائدا دوليا فحسب فقد كان قائدا عمانيا متميزا أحب بلده وشعبه وعمل كل يوم لضمان توفير الموارد لهم للازدهار، وحينما تربع على العرش فان عمان كانت عرضه للصراعات وتعاني اقتصاديا .. أعاد السلطان النظام وبدأ واحدة من أهم الحملات الإنمائية في التاريخ المعاصر بانيا المدارس والمستشفيات والبنى الأساسية العصرية وأسس المستقبل الرغد، وإن تنفيذ تصوره كان ناجحا لدرجة أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2010م قد اعتبر عمان البلد الذي سجل أكبر تحسن في العالم في مجال التنمية على مدى العقود الأربعة الفائتة وإن نجاحا كهذا لم يكن ممكنا من دون الريادة والبصيرة والحكمة، هذه الريادة التي جسدها والتي على الكل في هذه القاعة أن يطمح لتحقيقها، إننا نأسف الى جانب شعب عمان الذي لم يفقد قائدا محبوبا فحسب، وإنما نحن أيضا نسعى لتخليد إرثه ونظل ملتزمين بالصداقة والشراكة مع عمان».

أما ممثل السودان بالنيابة عن الدول العربية قال في تخليد ذكر قائدنا طيب الله ثراه :

« بسم المجموعة العربية نشاطر اليوم حكومة وشعب سلطنة عمان الأحزان في رحيل المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله قائد نهض بسلطنة عمان الشقيقة الذي عرف بحكمته وإخلاصه ومواقفه التاريخية المشرفة في خدمة قضايا وطنه وأمته حتى آخر يوم من حياته، وبفقده فقدت الأمتان العربية والإسلامية بل الإنسانية جمعا كما فقد كل محب لعمان وشعبها رمزا للوفاء والحكمة والمحبة، فقد كان الراحل قائدا استثنائيا ورجلا حكيما بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى كما كان صاحب مبادئ ومثل وقامة تاريخية كبيرة، سيدي الرئيس نتقدم بأحر التعازي بفقد زعيم عربي وقائد حكيم من اللذين ارتبطت أسمائهم بنهضة شعوبهم، حيث وضع لبنات الدولة الحديثة وأرسى لحكمه الرشيد، وعزز الهوية الوطنية العمانية وسعى للتغلب على ما كانت تواجه البلاد من صراعات، وفتح النوافذ والأبواب في عمان على العالم الخارجي فهبت عليها رياح الحداثة والتقدم والانفتاح ونشأت من العمانيين والعمانيات أجيال واعية متعلمة ومؤهلة ورائده .

وبفقده فقدت سلطنة عمان والأمة العربية رجل سلام وحكمة طبع اسمه في قلوبنا وقلوب أهل عمان والمنطقة والعالم، سيدي الرئيس حينما نتحدث اليوم عن جلالة السلطان قابوس رحمه الله فإننا نروي سيرة وطن في رجل وليس مجرد حاكم عابر للتاريخ بل صانع واحد من أهم المحطات في منطقة الخليج العربي في القرن العشرين والعقدين الأوليين من القرن الحالي، هذا القائد خرج بسلطنة عمان الى الحداثة والتطور فسعى الى تنمية انسانها واعمار بنيانها لتصبح السلطنة في عهده منارة من منارة التقدم والنماء والازدهار، أولى السلطان قابوس طيب الله ثراه عناية كبيرة بتشكيل وتنمية الهياكل السياسية في السلطنة وسعى الى اشراك المواطنين في إدارة شؤون البلاد حيث شهدت السلطنة خلال فترة حكمه استقرار سياسيا وامنيا وتقدما اجتماعيا وتعليميا وانتعاشا اقتصاديا كبيرا انعكس إيجابا على السلطنة ورفاة وتقدم أهلها كذلك أولى اهتماما كبيرا لمشاركة المرأة العمانية في مسيرة النهضة المباركة ووفر لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعم دورها ومكانتها في المجتمع وأكد على ضرورة اسهامها في شتى مجالات التنمية ويسر لذلك النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من اجل بناء عمان واعلاء شأنها كما خصص يوم 17من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية تبرز فيه إنجازاتها خلال عام مضى وتلقي الضوء من خلاله على اسهاماتها في خدمة مجتمعها .

سيدي الرئيس ونحن إذ نحي ذكرى السلطان قابوس لابد لنا من الإشارة الى دوره الكبير والمهم في ترسيخ دعائم الدول العربية وسعيه للتقريب بين الأشقاء العرب حتى في أيامه الأخيرة بل وامتد عطائه ليتوسط حتى بين دول الإقليم في أزماته المختلفة، لقد رحل السلطان قابوس بعد أن أرسى دعائم النهضة في السلطنة وحقق لها الرفاه والإستقرار فمن أمثال السلطان قابوس لا ينبغي أن ينتهي أثرهم بمجرد إنهم رحلوا بل إنما انتقلوا أبدانا وبقيت وستبقى حكمتهم ومواقفهم وعطائهم كقيم يسترشد بها، وسيبقى المغفور له حاضرا في قلوبنا وقلوب أبناء شعبه وأمته بإنجازاتها العظيمة وبمجمل النهج السياسي الذي أرسى قواعده .. وختاما اذ نعدد مآثر فقيد الأمة العربية جلالة السلطان قابوس بن سعيد فانه لا يفوتنا أن نهنئ جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان سائلين المولى عزوجل له الدوام والتوفيق والسداد في إكمال مسيرة الراحل والاستمرار في بناء عمان آمنة مزدهرة والعمل لأجل توطيد أسس الوحدة العربية والاسهام في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة كما نتمنى للشعب العماني العزيز المزيد من التقدم والرخاء في ظل قيادته الرشيدة».

هكذا وقف العالم أجمع يرثي بكلماته الصادقة مآثر سلطان عماني عظيم تخليدا لذكره لأنه حقا أعز الرجال في زماننا وأنقاهم .. رحم الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه والذي سيبقى نهجه خالدا في وطن يقوده اليوم خير خلف جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه مع شعب تشرب بالوعي والمدرسة القابوسية.

المراجع

-مرجع الكلمات التأبينية /‏‏ الحلقة المسجلة للجلسة التأبينية بتلفزيون سلطنة عُمان.