العنقودي يوثق مغامراته عبر "تايتانك أفريقيا"

مزاج الأحد ٠٩/فبراير/٢٠٢٠ ١٠:٢٩ ص
العنقودي يوثق مغامراته عبر "تايتانك أفريقيا"

مسقط - الشبيبة

في كتاب (رجال الطريق) يتحدث العنقودي عن دول مختلفة وهي: الإمارات، السعودية، السودان، أثيوبيا، كينيا، أوغندا، رواندا، بروندي، وتنزانيا.

صدر حديثا عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان كتابان جديدان في حقل أدب الرحلة، للرحالة والمغامر خالد بن سعيد العنقودي، أحدهما بعنوان: (تايتانك أفريقيا)، والثاني بعنوان: (رجال الطريق ـ رحالة عُمان: مسقط إلى أفريقيا).

ويأتي الكتابان الجديدان ضمن مجموعة من الإصدارات والعناوين الحديثة التي ستطرحها مؤسسة بيت الغشام لرواد معرض مسقط الدولي للكتاب 2020 في دورته الخامسة والعشرين، الذي سيقام خلال الفترة من 22 فبراير إلى 2 مارس 2020م.

تايتانك أفريقيا
في كتابه (تايتانك أفريقيا) يوثق خالد العنقودي رحلاته البحرية في آسيا وأفريقيا. يشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول. كتاب في الفصل الأول عن الباخرة رحال، وفي الفصل الثاني تحدث عن رحلته إلى دار السلام زنجبار، فيما خصص الفصل الثالث للحدث عن تايتانك أفريقيا، وجاء الفصل الرابع بعنوان: (أوه يا مال أوه يا بحر)، وخصص الفصل الخامس للحدث عن الجزر العذراء.

في مستهل الكتاب يبدأ المؤلف بتعريف نفسه للقاريء ويتحدث عن أسباب شفغه بالسفر والمغامرة قائلا: «.. والد جدي قد انتقل إلى جزيرة زنجبار خلال الفترة التي تزامنت مع هجرات العمانيين إلى ذلك الأرخبيل، هذا الانتقال من بلدة صغيرة في داخلية عمان تدعى (نزوى) إلى شرق أفريقيا كان له وقع خاص بعدما عاش طفولته فيها حتى رزق جدي بوالدي وهو الذي لم ير عمان سوى عندما وقعت الأحداث ليهاجر بعدها بطريقة عكسية من زنجبار إلى عمان بعدما كان أجداده يهاجرون من عمان إلى زنجبار.

ويضيف العنقودي: «اعتاد أهلنا السفر في الماضي، فلا غرابة أن يكون الأبناء من سر آبائهم حول شغفهم في التنقل من مكان إلى آخر من خلال السفر.

لذلك سرعان ما أدمنت الأسفار منذ أول رحلة رافقت فيها والدي ليبدأ بعدها العشق الأبدي نحو السفر، حيث بت متحمسا أن أحكي حكاياتي القصصية لمعارفنا وغيرهم عن كل رحلة أقوم بها بعدما رأيت العامة عندما يهمون بالسفر إلى كثير من الأقطار، لا يكلفون أنفسهم عناء توثيق كنوز البلدة التي يسافرون إليها، حيث يعودون خاليي الوفاض.

وفي مقدمته للكتاب يقول خالد العنقودي: «لم يستكِن الأجداد قديما إلى السفر عن طريق البحر وهم يرتحلون إلى كثير من أصقاع المعمورة محّملين بالمحامل والمراكب، سالكين في ذلك عدة طرق مختلفة بعدما سجلوا السبق من خلال الريادة، حيث بات البحر جسرا لهم كي يصلوا إلى بلدان تقبع وراء البحار من خلال التبادل التجاري، وكانت سفنهم مليئة بالبضائع وأخشاب الكندل والتوابل وكثير من السلع.

في هذ الإصدار سأقوم بسرد بعض القصص البحرية الواقعية التي سردها لي بعضهم ولم يعرف عنها أحد، ومنها عايشتها شخصيا في البحر واصفا ما رأته عيناي بكل تفاصيلها، ناقلا لقرائي الأعزاء ما قمت بتوثيقه بالكلمة والصورة».

رجال الطريق
وفي كتاب (رجال الطريق) يتحدث خالد العنقودي عن (رحالة عُمان: مسقط إلى أفريقيا) عبر مدن مختلفة وهي أبوظبي، جدة، السودان، أثيوبيا، كينيا، أوغندا، رواندا، بروندي، وتنزانيا.

اشتمل الكتاب على كلمة للمؤلف وسبعة فصول. جاء المؤلف الفصل الأول بعنوان (الفكرة الحلم)، وتحدث في الفصل الثاني السودانـ وفي الفصل الثالث كتب المؤلف عن أرض الأحباش، فمي خصص الفصل الرابع للبقاع الكينية، والفصل الخامس لأوغندا، وكتب في الفصل السادس عن رواندا، أما الفصل السابع فخصصه لتنزانيا.

يقول المؤلف في كلمته: «لقد تجشّمنا أتعاب سفر طويل إلى القارة الأفريقية في سبيل الاستكشاف بعدما طفنا بعضاً من أنحاء الجزيرة العربية، متوكلين على الله إلى أن نزلنا في (جدة) يومين، ومنها إلى أن وصلنا أرض السودان بعدما جاوزنا البحر الأحمر، والذي لم نر شيئا من كنوزه عند الإبحار بعدما أبحرنا ليلاً لنخرج وندخل بعدها إلى تلك الأراضي الفسيحة من أرض أثيوبيا التي تنزهنا فيها أسبوعًا في أمن ووداعة لندخل بعدها البقاع الكينية وتنزهنا فيها هي الأخرى ثم سرعان ما جزناها باتجاه الأراضي المملوكة لأوغندا، ثم باتجاه الأراضي الرواندية، والتي مكثنا بها أسبوعا هي الأخرى، ومنها خرجنا وتعطلنا نحو الدخول إلى أرض بوروندي لعدم توقف إطلاق النار بعدما سرنا في خوف ووجل من هذه الحوادث إلى أن رجعنا سالمين، مقررين بعدها الدخول إلى عمق الأراضي التنزانية - بحفظ الله ورعايته - ونعطف بعد خمس وأربعين (45) يومًا راجعين من الطريق نفسه الذي أتينا منه».

ويضيف خالد العنقودي: «كان الأمر بالنسبة لنا جيدا باعتبار أنّنا شبان في ريعان شبابنا ونحن نقوم بهذه الرحلة، وهي ليست بالرحلة العادية ولا سفرًا مألوفًا كما أسلفت، لكنها رحلة خطرة باهظة التكاليف، حيث إن شبح هلاكنا في مثل هذه الرحلات كان واردًا في أية لحظة ومتربصاً بنا؛ كوننا نخترق أراضي بلدان ليست بلداننا ولا عاداتها من عاداتنا وتقاليدنا، حيث لا نعلم عنها سوى الشيء اليسير من مواقع البحث الإلكتروني، وهي التي تطؤها أقدامنا ومركباتنا لأول مرة.

ويستطرد المؤلف: «إنّ هذه المغامرات والأسفار هي بوابة من البوابات التي تمكن الفرد من أن يخرج من الروتين المألوف إلى عالم آخر مختلف، وهي تجربة مثيرة لا مثيل لها بعدما كان هاجس البحث العلمي نحو تقصي تاريخ الأجداد يلحّ علينا، ويكفينا فخرًا أننا مررنا على أمكنة بها طرقات لم تفتتح بعد، وقد سمح لنا بالعبور عليها. كل ذلك بعدما عايشنا هذه الطرقات بدروبها المطروقة ومجاهلها التي تنتظر منا أن نقوم بكشف أغوارها التي تحتضن تلك الكثبان بقفارها الرملية وتلالها الجبلية وواحاتها الجميلة وببرودتها الليلية بعدما تختفي شمس النهار عنها وهي لاهبة عند الظهيرة».