مواجهة جديدة مع "السكري"

مزاج الخميس ١٣/فبراير/٢٠٢٠ ١٢:٠٢ م
مواجهة جديدة مع "السكري"

دبي - الشبيبة

يطلب خبراء الصحة والمتخصصون في مرض السكري من أفراد المجتمع في منطقة الشرق الأوسط تغيير أسلوب حياتهم والتحكم بحالتهم الصحية.. ويقول استشاري الغدد الصماء واختصاصي مرض السكري في مستشفى كينغز كوليدج لندن في الإمارات الدكتور خان: «لقد انتشر مرض السكري في جميع أنحاء العالم».

ويرى الدكتور عمران خان أن العالم يحتاج إلى التعامل بصورة مغايرة من أجل مواجهة مرض السكري من النوع 2: «لأن الناس ليسوا على دراية كافية كما ينبغي لهم، وللأسف أشعر أن مجتمع دولة الإمارات بدأ يعتبر مرض السكري من الأمور المعتادة، وهذا ما يساهم في تكوين قاعدة لانتشار مرض السكري في نهاية المطاف. يمكن القول إن المرض أمر محتم، وهو غير مفاجئ عند الإصابة به باعتبار أنه منتشر للغاية. إن السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (مؤشر كتلة الجسم من الدهون في الجسم) أضحت من الأمور التي يتم قبولها باعتبارها أنها ليست شيئًا غريبًا كما أنها لا تعد مسألة خطيرة.

ويطلب الدكتور خان من الأشخاص القيام بالمزيد من الحركة وتناول الطعام الصحي، وفي حال كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فعليهم أن يعملوا على التخلص من الوزن الزائد لتجنب الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

ما هو مرض السكري من النوع 2؟
يعد مرض السكري من النوع 2 حالة خطيرة لا يستطيع فيها الأنسولين الذي يصنعه البنكرياس العمل بشكل صحيح، أو أن البنكرياس غير قادر على إنتاج المقدار الكافي من الأنسولين.

وتشمل الأعراض: كثرة التبول، العطش الشديد، فقدان الوزن المفاجئ، عدم وضوح الرؤية، والتعب .

وفي حال عدم معالجة المرض، فمن الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على جسم الإنسان والتي تشمل: النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أمراض الكلى، مشاكل الرؤية (حتى العمى)، الألم أو فقدان الشعور في اليدين والقدمين، وبتر الأصابع أو الأصابع أو الأطراف.

ما حجم المشكلة؟
هناك 15 دولة في العالم يوجد فيها أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري، ومنها: الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتحتل قطر المركز الأعلى حيث تتواجد في المرتبة السادسة. هذا وتحتل الإمارات المرتبة الثالثة في انتشار مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووفقا لبيانات للاتحاد الدولي للسكري، فإن 38.7 مليون شخصًا بالغًا يعاني من مرض السكري. وبحلول عام 2040، من المحتمل أن يرتفع الرقم إلى 82 مليون. ويمكن أن تساهم زيادة الوزن أو السمنة بالإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة تصل إلى 85 ٪.

ما هي أسباب المرض؟
يقول الدكتور خان إن أحد العوامل الرئيسية التي تتسبب بزيادة مرض السكري هو زيادة الثروة والحياة المريحة في المنطقة وما يصاحبها من انخفاض في النشاط البدني. وقال الدكتور خان: «لقد أدى ذلك إلى انتشار أنماط الحياة المستقرة وخيارات الوجبات السريعة التي حلت بدلًا من أنماط العمل والسفر والمأكولات التقليدية».

انجلترا ليست استثناء. و تؤكد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا وهي المنظمة التي تمولها الحكومة وتقدم الرعاية الصحية في إنجلترا عبر الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، أن «مواجهة مرض السكري تعد واحدة من أكبر تحديات الرعاية الصحية في هذا الوقت».

وفي حال استمر الأمر بالشكل ذاته، فسيصاب شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص بالسمنة مع حلول عام 2034، وسيصاب شخص من بين كل 10 أشخاص بمرض السكري من النوع 2. وتعد هذه الحالة السبب الرئيسي لفقدان البصر الذي يمكن تجنبه لدى الأشخاص في سن العمل، كما أنه يعد من العوامل الرئيسية للفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

الدكتور خان يقدم خمس أفكار لمعالجة

مرض السكري من النوع 2:
توفير مسارات المشي في مراكز التسوق بحيث تكون مماثلة لمسارات ركوب الدراجات في الدول الغربية. وأن يحصل المستخدمون على نقاط مكافأة أو خصومات على مشترياتهم من البقالة. تغيير الملصقات الغذائية حتى يفهم أفراد المجتمع ما يأكلونه.

تسخير قوة صناعة الترفيه، وذلك بنشر إعلانات قبل كل برنامج تلفزيوني وفيلم سينمائي. تحتاج الوسائط المطبوعة إلى توفير معلومات صحية سهلة الفهم. كما أننا بحاجة إلى نشر الرسالة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

هناك حاجة إلى توفير برامج تعليمية، خاصة في مراكز التسوق والصيدليات ومتاجر السوبر ماركت. كما يجب على الصناعات الغذائية أن تساهم تعزيز خيارات الأطعمة الصحية في محلات السوبر ماركت والمطاعم.

يمكن للصيادلة تقديم الدعم وفحوصات الدم المجانية وفحوصات الوزن، وربما تقديم سجل أداء وتثقيف أفراد المجتمع حول مؤشر كتلة الجسم والمخاطر المرتبطة بـمرض السكري.

كيفية الوقاية من مرض السكري من النوع 2 :

يمكن خفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 عن طريق:

تناول الطعام الصحي، الحركة، خفض الوزن لمن يعاني من زيادة الوزن.

تمكين المريض: الابتكار والدعم

يقضي مرضى السكري حوالي ثلاث ساعات برفقة اختصاصي الصحة كل عام. وخلال الساعات المتبقية التي يبلغ عددها 8757 ساعة يجب عليهم إدارة مرض السكري بأنفسهم.