أول شركة "محلية" للذهب تصل لكامل طاقتها الإنتاجية

بلادنا الاثنين ١٧/فبراير/٢٠٢٠ ١١:٤٢ ص
أول شركة "محلية" للذهب تصل لكامل طاقتها الإنتاجية

مسقط - الشبيبة

أعلنت شركة معالجة المعادن النفيسة والاستراتيجية التي تعتبر أول شركة محلية مصدّرة لخام الذهب والشركة الوحيدة في السلطنة في مجال معالجة خام الذهب، عن سير عملياتها حسب الخطط المرسومة لتصل إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة بنهاية العام الجاري، الأمر الذي سيضع السلطنة في مصافّ أبرز الدول المنتجة للذهب على مستوى العالم.

وقد تأسست شركة معالجة المعادن النفيسة والاستراتيجية (SPMP) في عام 2014م كمشروع مشترك بين حكومة سلطنة عُمان ممثلة بالصندوق العُماني للاستثمار بنسبة 40 %، وشركة تراي ستار ريسورسز من المملكة المتحدة بنسبة 40 %، وشركة داتكو ناتشرل ريسورسز من الإمارات العربية المتحدة بنسبة 20 %. وقد وضع الشركاء هدفاً مشتركا يتمثل في بناء وتشغيل مصنع لتحميص الأنتيمون واستخلاص الذهب في المنطقة الصناعية الحرة في صحار، بحيث يكون هذا المصنع بعد إكماله أضخم مصنع لتحميص الأنتيمون خارج جمهورية الصين الشعبية، والمصنع «النظيف» الأول على مستوى العالم لاستيفائه المعايير البيئية الصارمة للاتحاد الأوروبي

أهمية وطنية

وفي حديثه على هامش اجتماع لمجلس إدارة الشركة، قال رئيس مجلس الإدارة ناصر بن سليمان الحارثي، : «يحمل مشروع شركة معالجة المعادن النفيسة والاستراتيجية في طيّاته أهمية وطنية لتواؤمه مع رؤية الحكومة واستراتيجيتها في التنويع الاقتصادي من خلال تعظيم مساهمات القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. ونفخر بأن يكون هذا المشروع بعد اكتماله مساهماً أساسياً في إبراز السلطنة كلاعب استراتيجي ذا وزن حقيقي وملموس على الخارطة العالمية لمنتجي المعادن الثمينة والمعادن المصاحبة، ويخطو بثقة نحو رحلة صناعية واعدة للوطن».
وسينتج مصنع شركة معالجة المعادن النفيسة والاستراتيجية عند وصوله إلى القدرة الإنتاجية القصوى 20 ألف طن من خام الأنتيمون (شاملاً المعادن وثلاثيات الأكسيد)، و50 ألف أوقية من الذهب سنوياً، وهو ما يعادل 15 % من متوسط الإنتاج العالمي السنوي للأنتيمون، الأمر الذي يضع السلطنة في مصاف الدول المنتجة لهذا المعدن الاستراتيجي الذي يدخل في العديد من الصناعات ليس أقلها صناعة مكافحات الحرائق وبطاريات السيّارات.

التحديات لم تكن سهلة

وأضاف رئيس مجلس إدارة الشركة ناصر بن سليمان الحارثي: «من خلال المتابعة الحثيثة لسير المشروع ووتيرة الإنجاز فيه، نشعر بالسعادة باقترابنا من تحقيق أهدافنا والوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى للمصنع خلال العام الجاري، ونرى بأن بدء التشغيل الفعلي يعتبر ثمرة لجهود جبّارة بذلها فريق العمل، حيث أن التحديات لم تكن سهلة في رحلتنا لتحقيق هدف عظيم كبناء واحدة من أضخم محامص ومصاهر الأنتيمون في العالم، وكلنا فخر بما تحقق وبروح العمل الجماعي التي أوصلتنا لهذه المرحلة المتقدمة».
تجدر الإشارة إلى إن المصنع قد صمم بأحدث التقنيات وبما يتواءم مع أكثر المعايير البيئية العالمية صرامة، بما فيها مع معايير الاتحاد الأوروبي، ومعايير الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، إلى جانب المعايير واللوائح التنظيمية لوزارة البيئة والشؤون المناخية العُمانية».
كما يضيف الموقع الاستراتيجي للمشروع في المنطقة الحرة في صحار جملة من المزايا الفريدة من بينها سهولة الربط بطرق التجارة العالمية من خلال ميناء صحار للوصول إلى مختلف الأسواق العالمية المستهدفة، بالإضافة إلى تحقيق أقصى استفادة من البنية الأساسية المتطورة بالمنطقة الحرة، والاستفادة من إمكانات القوى العاملة المؤهلة والمدربة في مختلف التخصصات. وقد حققت الشركة خطوات جيدة في إطار سياسة التعمين وتفعيل الكفاءات والكوادر الوطنية حيث بلغت نسبة التعمين قرابة 40 % من إجمالي القوى العاملة في مختلف التخصصات؛ كما بلغت نسبة الموظفات العمانيات 6 % من إجمالي القوى العاملة بالشركة.
وفي هذا الصدد، أكد الحارثي أن الشركة تولي اهتماما كبيرا بتوفير فرص العمل للشباب العماني وبناء قدراتهم وتعزيز القيمة المحلية، مضيفاً في حديثه بقوله:» باعتبارنا شركة قائمة على توظيف أحدث التقنيات ولنا نظرة مستقبلية واعدة، وفي إطار حرصنا الشديد على تمكين الكوادر العمانية، نجحنا خلال فترة قصيرة من الزمن في توفير الكثير من الفرص الوظيفية الواعدة للخريجين من مختلف التخصصات الأكاديمية؛ كالجيولوجيا، والهندسة، والإدارة والمالية، وغيرها من التخصصات الأخرى المطلوبة، ومن منطلق قناعاتنا الراسخة بأهمية رأس المالي البشري وكونه محوراً أساسياً لجميع أعمالنا، نحن نولي أهمية وعناية كبيرتين لتفعيل طاقات الشباب العماني وتزويده بأعلى المهارات والكفاءات المطلوبة لأنهم الدافع والمحرك القوي لمزيد من النجاح والتقدم».