السفير الإيراني لدى السلطنة: العلاقات الثنائیة بين بلدينا تتسم بالصداقة والثقة المتبادلة

بلادنا الثلاثاء ١٨/فبراير/٢٠٢٠ ٢٣:٥٣ م
السفير الإيراني لدى السلطنة: العلاقات الثنائیة بين بلدينا تتسم بالصداقة والثقة المتبادلة

مسقط - الشبيبة

قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عمان سعادة محمـد رضا نوري بمناسبة الذكرى الحادية وأربعين لانتصار الثورة الإسلامية والعيد الوطني للجمهورية الاسلامية الايرانية: إننا نحتفل بالذکری الواحدة وأربعین لإنتصار الثورة الإسلامیة والعید الوطنی للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی الوقت الذی صارت فیه نبتة الثورة الإسلامیة بعد واحد وأربعین عاماً، وبالرغم من العواصف الشدیدة والعوائق المتعاقبة، شجرة مثمرة راسخة الجذور. إن الثورة‌ الإسلامیة التی أتت من أجل القضاء علی الاستبداد الداخلی والهیمنة الخارجیة وتحقیق الحریة والعدالة والإستقلال وبإقامتها النظام الجمهوری قد بدأت عهداً جدیداً قائم علی المشارکة وآراء الشعب لتحقیق الإرادة الوطنیة ومازال هذا العهد مستمراً حتی الآن.

وأضاف سعادته قائلا: إن نیل الإستقلال السیاسی الواقعی وإقامة الدیمقراطیة یعتبر من أهم إنجازات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والذی فی ظله أمکن تحقیق مؤشرات ملحوظة فی الرعایة وتطبیق مبادئ الدیمقراطیة ومنح الحقوق السیاسیة للمواطنین والحفاظ علی العدالة بین الجنسین وزیادة مساهمة المرأة ودورها فی المشارکات الإجتماعیة وحفظ حقوق الأقلیات والتطور العلمی فی مختلف المجالات الطبیة و تکنولوجیا النانو والصناعة والنمو الإقتصادی والبعد عن الإقتصاد أحادی المصدر الذی یعتمد علی النفط وتقلیل مساهمة صادرات النفط فی میزانیة الدولة وتقویة القطاع الخاص ودعم الإستثمار الأجنبی.

فی هذا الإطار وفی سیاق إقامة وتطبیق الدیمقراطیة فإن من الإنجازات القیمة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هو إجراء الإنتخابات الحرة مع الأخذ بعین الإعتبار مبدأ تدوال السلطة المهم بالإعتماد علی آراء الشعب. لقد أجریت فی ایران منذ إنتصار الثورة الإسلامیة وحتی فی أصعب الظروف ما یقرب من 40 إنتخابات وطنیة حرة بمشارکة وسیعة من قبل من یحق لهم التصویت. آخر إنتخابات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة کانت إنتخابات رئاسة الجمهوریة التی جرت فی ۱۹ مایو ۲۰۱۷ ووصلت المشارکة فیها إلی ۷۲ فی المائة، وستجری فی القریب العاجل فی تاریخ ۲۱ فبرایر ۲۰۲۰ انتخابات دورة أخری لمجلس الشوری الإسلامی ومجلس خبراء ‌القیادة فی کافة أنحاء البلاد. لقد أکد شعب ایران بأنتخابه فخامة الدکتور حسن روحانی مرة أخری کرئیس للجمهوریة فی هذه الإنتخابات علی إختیاره نهج الإعتدال والتعاون الوسیع مع کافة دول العالم.
وأكد سعادة السفيرعلى أن التوقیع علی الإتفاق النووی، الذی کان لسلطنة عمان بالقیادة الحکیمة لجلالة السلطان قابوس بن سعید طیب الله ثراه دوراً فی إبرامه، لیس هو فقط أقوی وأهم مثال علی سیاسة التعاون التی تتبعها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مع النظام الدولی، بل إنه فی حد ذاته مثال ناجح علی التعاون الدولی والدبلوماسی متعدد الأطراف الذی یحقق مصالح کل الأطراف ویمکن إعتباره نموذجاً لحل کل الأزمات الدولیة.

إن الجمهوریة الإسلامیة‌ الإیرانیة وبالإضافة إلی إستمرار إتباعها سیاسة التعاون مع النظام الدولی، فهی مازالت تبذل الجهد بالمشارکة مع الجمیع لتوطید العلاقات الدولیة وحل المشاکل الدولیة والإقلیمیة المعقدة لا سیما فی منطقة غرب آسیا المضطربة. إن المواضیع والمشاکل الجماعیة تتطلب مشارکة جماعیة وفی عالمنا المتشابک فی یومنا هذا والمصالح المتداخلة للدول فإنه من غیر الممکن تحقیق مصالح دولة دون النظر إلی مصالح بقیة الدول. إن مشکلة الإرهاب هی إحدی المشاکل المهمة فی منطقتنا وقد جعلت هذه المشکلة فی الأعوام السابقة منطقة غرب آسیا منطقة ملیئة بالمخاطر التی تشکلها مختلف المجموعات المتطرفة مازال الإرهاب یعتبر معضلة الیوم للمجتمع الدولی، تلک المعضلة التی لم ینحصر نطاقها فی منطقة غرب آسیا وإنما تهدد أیضاً اروبا وامریکا والشرق الأدنی. إن ایران تلعب دوراً رئیسیاً فی هزیمة هذه الظاهرة المشئومة ومازالت تفی بإلتزاماتها بهزیمة الإرهاب ودفعت فی هذا الطریق تکالیف بشریة ومادیة باهظة.

وأضاف نوري قائلا: أما بخصوص العلاقات الراسخة بین ایران و سلطنة عمان فقد کانت العلاقات بین البلدین الجارین علی مر التاریخ ترتقی من مرحلة إلی مرحلة أعلی. و نظراً للعوامل المشترکة الثقافیة والدینیة والجغرافیة والخلفیة التاریخیة بین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وسلطنة عمان، فإن العلاقات بینهما تحظی بأهمیة قصوی، فهذه العلاقات الثنائیة والتی تتسم بالصداقة والثقة المتبادلة، مستمرة فی النمو فی جمیع المجالات. إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وسلطنة عمان منذ زمن تتبادلان الأهداف الدولیة المشترکة من أجل عالم یسوده السلام والعدالة والتقدم والإحترام بموجب میثاق الأمم المتحدة. إن التشاور والتنسیق بین البلدین حول المسائل الإقلیمیة والدولیة یمضی قدماً وبشکل مستمر وإن العلاقات الإقتصادیة والتجاریة بین البلدین قد دخلت فی الأعوام السابقة إلی مرحلة جدیدة وإرتفاع حجم التبادل التجاری بین البلدین جاء نتیجةً للمساعی التی بذلت بتوجیهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعید طیب الله ثراه وکبار المسئولین بالسلطنة.

ووأردف قائلا: علی هذا الإساس فأننا علی ثقة تامة بأن العلاقات بین البلدین التی قد وصلت حتی الآن إلی أعلی المستویات بفضل حکمة وقیادة السلطان قابوس بن سعید طیب الله ثراه ستشهد من الآن وصاعداً مزیداً من الإزدهار والتنمیة یوماً بعد یوم وذلک بفضل حکمة وقیادة جلالة السلطان هیثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه -.