مرحلة تحقيق الطموحات والآمال

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٧/فبراير/٢٠٢٠ ١٥:٥٩ م
مرحلة تحقيق الطموحات والآمال

عيسى المسعودي

جاء الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ليترجم ويؤكد على مقولة « السلطان والشعب نبض واحد « والتي كنا نرددها في عهد السلطان الراحل حيث تضمن الخطاب مجموعة من المحاور المهمة والنقاط والخطوات التي ينوي جلالة السلطان تنفيذها خلال المرحلة المقبلة وهي نفس الافكار والمحاور التي هي حديث أبناء عمان مما يؤكد على توافق الرؤى وقرب جلالة السلطان ومعرفته بكل الامور والقضايا التي تشغل المواطنين فالجميع يتفق على حب عمان وعلى العمل من اجل تقدمها وتطورها واعلاء رايتها والحرص على استمرار مسيرة النهضة العمانية وتحقيق المزيد من النجاحات والانجازات في مختلف المجالات والقطاعات وهذا بلاشك لن يتحقق الا من خلال تعاون الجميع والعمل بكل اخلاص وتفاني وبكل عزم واصرار لتحقيق اهداف المرحلة المقبلة من المسيرة الناجحة حيث اشار جلالة السلطان في خطابه التاريخي إلى ان عنوان المرحلة المقبلة سيكون تحقيق طموحات وآمال الشعب من خلال تنفيذ العديد من الاجراءات والخطوات التي تضمن تحقيق اهداف المرحلة المستقبلية .

هناك العديد من المضامين التي جاءت في الخطاب السامي والتي توقف امامها المواطنون بكل تقدير واجلال حيث رسم الخطاب السامي ملامح المرحلة المقبلة وايضا دور كل واحد منا كمواطن في العمل والمشاركة في تنفيذها ولعل الدور الاهم هو التأكيد السامي على المضي بكل عزيمة في طريق البناء والتنمية والاهتمام بالمشاركة الفاعلة في بناء عمان المستقبل من خلال خارطة الطريق التي رسمها جلالته والتي استبشر بها المواطنيين والتي تعتمد على محاور اساسية من بينها وضع الرؤية المستقبلية 2040 امام اعيننا جميعاً فهي نتاج عماني خالص يهدف الي نقل عمان الى آفاق جديدة في مختلف المجالات والقطاعات ولتحقيق ذلك فهناك العديد من الاجراءات التي سيتم تنفيذها باشراف وتوجيهات سامية حددها الخطاب السامي من اهمها اعادة هيكلة الجهاز الاداري للدولة وهو ماتم طرحة في مناقشات الرؤية المستقبلية اضافة الي تأكيد جلالته على اهمية بعض الاسس والامور الهامة والواجب توفرها في المرحلة المقبلة وهي تبسيط الإجراءات وحوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة وتطوير اداء الموظفين ورفع كفاءتهم وكل هذه الامور محل اهتمام وتقدير كافة المواطنيين وهي اساس مهم لتحقيق اهداف ومتطلبات الرؤية المستقبلية وبدون تنفيذها على ارض الواقع لن نحقق اي تقدم او نجاح لهذا جاء الخطاب السامي ليؤكد على هذه النقاط والمحاور الاساسية بحيث سيكون هناك اهتمام وعناية ومتابعة سامية لتنفيذ هذه الامور بهدف تحقيق المصلحة الوطنية العليا التي ستمثل الغاية والهدف السامي لنا جميعاً .

إن تركيز جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه -في خطابة السامي على الاهتمام بالشباب كثروة وطنية يجب تنميتها وتطويرها والوقوف بجنبها يمثل محورا اساسيا في الفكر السامي لجلالته حيث تعتمد الرؤية المستقبلية على هذه الفئة للمشاركة الفعالة في تطوير مختلف القطاعات الرئيسية في البلد والاستماع الي ارائهم وافكارهم والحرص على ترجمتها مع الاهتمام بتعزيز مجالات التعليم وفتح آفاق جديدة امامهم وخاصة فيما يتعلق باعطائهم الفرصة للابداع والابتكار وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة ومعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم حتى يساهموا بشكل اكبر في مسيرة النهضة العمانية وهذا لايمكن ان يتحقق الا من خلال تذليل الصعوبات التي قد تواجهم حالياً وتوفير كافة الامكانيات وتسخيرها لهم فهم ثروة وطنية تعتمد عليها البلد في تحقيق المزيد من النجاحات وقبل ذلك على الجميع من مؤسسات حكومية وخاصة ان يدركوا اهمية الشباب في المنظومة الوطنية والحرص على ترجمة التوجيهات السامية على ارض الواقع واعطائهم الفرصة ليكونوا شركاء حقيقين في الرؤية المستقبلية ولكن قبل ذلك علينا تهيئة البيئة المحفزة والمشجعة لهم والتي تبدأ من الاسرة مروراً بالمدرسة والكلية وميادين العمل وهذا ليس شيئا مستحيلا فالاساس موجود وعلينا فقط ان نبنى عليه ونوليه اهتمامنا لكي يقوم كل شاب عماني بواجبة تجاة وطنة وسلطانه .

لعل من الامور ايضا التي استبشر بها المواطنون في مضامين الخطاب السامي هي مسألة توجية الموارد المالية التوجية الامثل بما يضمن خفض المديونية وزيادة الدخل والاهتمام بالتنويع الاقتصادي فالرؤية المستقبلية 2040 تولي اهتماما كبيرا بهذا الجانب وبموضوع تعزيز الاقتصاد الوطني لضمان استدامته ولعل الاجراءات التي تحدث عنها السلطان هيثم في خطابه كفيلة بتحقيق هذه الاهداف والتي تحتاج الي عمل كبير فعمان تمتلك موارد مالية ومقومات عديدة يجب علينا استغلالها الاستغلال الامثل مع الحرص على طرح الافكار والمشاريع والمبادرات التي تساهم في تحقيق اهداف الرؤية المستقبلية وهذا لن يتحقق الا من خلال دور أكبر للمؤسسات الحكومية المتخصصة والمسؤولة عن هذا الجانب ولعل اعادة هيكلة الجهاز الاداري سيلعب دور كبير في هذا الجانب مع وجود الاهتمام والرعاية السامية لهذا الموضوع الذي يمثل احدى اهم اولويات جلالة السلطان في المرحلة القبلة فتعزيز الاقتصاد الوطني سيحقق العديد من المكاسب للبلد ولعل من اهمها توفير فرص العمل الجديدة للشباب العماني واعطاء دفعة قوية لكافة القطاعات فبدون اقتصاد قوي وموارد مالية لايمكن تحقيق الرؤية المستقبلية فهي عناصر مهمة ومرتبطة بتحقيق الاهداف المستقبلية ولكن علينا ان نكرر ان هذه الخطوات والاجراءات التي يعتزم سلطان البلاد المفدى تحقيقها ستتطلب دعما مجتمعيا وستتطلب منا جميعاً العمل باخلاص وتفان وان نكون يداً واحدة من اجل عمان المستقبل.

Ias1919@hotmail.com