التصدي لكورونا مسؤوليتنا جميعاً

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/مارس/٢٠٢٠ ١٨:٠٨ م
التصدي لكورونا مسؤوليتنا جميعاً

عيسى المسعودي

لاحديث يعلو على الحديث عن فيروس كورونا وتداعيات هذا المرض الخبيث والسريع الانتشار علينا جميعاً فقد تصدر المشهد تماماً في السلطنة وكافة دول العالم ولاتزال الاثار والتداعيات مستمرة وتعصف بكافة القطاعات واصابت مظاهر الحياة بالشلل التام حيث يقدر المختصون والمحللون ان خسائر هذا الفيروس تقدر ببليونات الدولارات والمشكلة الكبرى اننا نعرف بداية هذا المرض ولكن حتى الآن لانعرف متى نهايته وكيف سننجح في ايقافه.

كعادتها في مواجهة الازمات وبتعاون كافة المؤسسات الحكومية والخاصة تحقق السلطنة نجاحات في الحد من انتشار فيروس كورونا وذلك بشهادة منظمة الصحة العالمية التي اشادت بالخطوات والاجراءات التي اتخذتها السلطنة خلال الفترة الفائتة وبالأسلوب الحضاري وبقوة القطاع الصحي في التعامل مع هذا الفيروس حيث تشير الارقام حتى الآن الى انحصار انتشار هذا الوباء الخطير ومن المتوقع ان تواصل اللجنة العليا المشكلة لمتابعة هذا الموضوع اتخاذ العديد من القرارات والتوصيات والاجراءات خلال الفترة المقبلة للحد من انتشار هذا الفيروس ولكن النقطة المحورية في مواجهة هذا الفيروس هو وعي افراد المجتمع والشعور بالمسؤولية والالتزام بتنفيذ التعليمات الصادرة من المؤسسات والجهات المعنية فكل الدور والجهد الذي تقوم به الحكومة والمؤسسات المعنية قد يذهب مع الريح اذا لم يحظ باهتمام افراد المجتمع من مواطنين ومقيمين حيث سيجعلنا ذلك في موقف صعب وخطير في مواجهة فيروس كورونا فالسيناريوهات الصعبة من المحتمل ان نواجها خلال الفترة المقبلة اذا لم يلتزم الجميع بهذه التوجيهات والقرارات ، فالمؤسسات الحكومية المعنية بمتابعة هذا الموضوع تقوم بجهد كبير في مجال تعزيز التوعية المجتمعية لتعزيز الوعي والمؤسسات الاعلامية وقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدورها في هذا المجال وستتواصل هذه الجهود في المساهمة والمشاركة في تنفيذ خطط اعلامية وتوعوية تهدف الي تعريف الجميع بخطورة فيروس كورونا والطرق الوقائية والعلاجية التي يجب على افراد المجتمع اتباعها والتي اصبحت معروفة للاغلبية ولعل من اهمها وحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية هي الالتزام والجلوس في المنازل فهي الوسيلة الامثل حتى الان للحد من انتشار هذا الفيروس مع الاهتمام بالوقاية الصحية والنظافة العامة بشكل مستمر، لذلك علينا جميعاً مسؤولية مجتمعية في التصدى لهذا الفيروس من خلال الالتزام بتنفيذ التعليمات الصادرة من الجهات المعنية.

ان الفترة المقبلة تتطلب منا جميعاً تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك تعزيز تعاون افراد المجتمع مع هذه المؤسسات فهي مصلحة وطنية يجب علينا المشاركة في انجاحها وتنفيذها كذلك على مختلف المؤسسات سواء بالقطاع العام او الخاص تعزيز بيئة العمل واتخاذ اجراءات تساهم في الحد من انتشار الفيروس بين الموظفيين فكما نعلم ان بيئة العمل تشكل تحدي كبير في هذا الوقت بالذات فهناك أكثر من نصف مليون موظف يعملون في القطاعيين العام والخاص وهناك مؤسسات لديها اعداد كبيرة من الموظفيين يعملون في وقت واحد وتحت سقف واحد وبالتالي على ادارة هذه المؤسسات ايجاد الخيارات المناسبة لاستمرار العمل بطريقة صحيحة والقيام باجراءات وقائية واحترازية بهدف تعزيز بيئة العمل والتأكيد على سلامة الموظفيين قبل فوات الاوان وعلى العاملين والمسؤولين عن المطاعم والمقاهي والمحلات الاخرى التي تستقبل الزبائن اتباع الاشتراطات الصحية لضمان سلامة الجميع ، فكلنا مسؤولين في هذا الجانب وكلنا لدينا دور يجب ان نقوم بة فهي مسؤولية مشتركة كذلك علينا واجب التصدي للاشاعات التي يتم تداولها للاسف بين فترة واخرى فكما تابعنا هناك العديد من الاخبار التي تم تداولها ومن مصادر غير رسمية او معتمدة وللاسف تؤثر سلبياً على الخطط التوعوية المعتمدة من قبل الحكومة او من قبل المؤسسات لذلك فالواجب ان يكون لنا جميعاً دوراً ايجابياً في وقف هذه الاشاعات والتصدي لها بكل حزم والاعتماد على الاخبار الصادرة من الجهات الرسمية فقط .

لاشك اننا نعيش اياما صعبة خلال هذه الفترة تتطلب كما اشرنا تعاون الجميع واطلاق المبادرات التي تساهم في التقليل من خطورة واعباء هذا الفيروس الخطير ليس فقط على المؤسسات الحكومية وانما على الجميع دون استثناء لذلك نكرر ندائنا الي رجال الاعمال ومؤسسات القطاع الخاص ان يكون لهم دور بارز وايجابي في هذه المرحلة بهدف التقليل من هذه الاعباء على الحكومة وان تكون لنا جميعاً بصمة حقيقية لمواجهة هذا الفيروس كلا حسب موقعه وامكانياته حتى الفرد البسيط يستطيع المشاركة بفعالية في هذا الجهد من خلال الالتزام بالتعليمات الصادرة والمشاركة في توعية افراد عائلتة والمجتمع الذي يعيش فية فهذا أقل واجب ومجهود يقوم به في هذه الاوقات حتى نتعاون جميعاً وننجح في الحد من انتشار هذا الفيروس والمحافظة على صحتنا.

Ias1919@hotmail.com