تحديات في زمن الكورونا

مؤشر الأربعاء ٢٥/مارس/٢٠٢٠ ٢٣:٢٦ م
تحديات في زمن الكورونا

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

دائما ما نتحدث عن التحديات التي تواجهنا سواء في حياتنا الشخصية او على مستوى القطاعات والمجالات المختلفة ويتم تحديدها ومناقشتها مع ذوي الاختصاص وطرح الحلول لها بهدف التغلب عليها حتى تسير الحياة الي الافضل على كافة المستويات لكن في ظل الظروف الحالية وتداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 اختلفت نوعاً ما هذه التحديات وظهرت امامنا تحديات جديدة بعض منها نواجها لاول مره وقد لايكون لدينا خبراء او متخصصين للحديث عن هذه الانواع من التحديات ورغم انها تحديات مهمة وتؤثر على حياتنا بشكل كبير الا ان الايجابي فيها انها تحديات يمكن التغلب عليها شريطة التعاون و الالتزام وزيادة الوعي عند الناس من اجل مصلحتنا جميعاً .
تحدثت في المقال السابق عن فيروس كورونا وان التصدي لهذا الفيروس والحد من انتشارة هي مسؤوليتنا جميعاً وهذه حقيقية تتأكد امامنا كل يوم ونحن نتابع اخبار وقرارات وتوصيات اللجنة العليا المكلفة لمتابعة تطورات فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) فمن الامور المهمة واحدى التحديات التي تواجهنا حالياً مدى وعي افراد المجتمع من مواطنيين ومقيمين بخطورة هذا الفيروس وبالتالي تنفيذ التعليمات الصادرة من اللجنة او من المؤسسات المعنية بكل دقة وفي مقدمتها الالتزام بتنفيذ هذه التوجيهات والقرارات وخاصة فيما يتعلق بالجلوس في المنازل وعدم الخروج الا للضرورة القصوى مثل العمل او الحالات الطارئة ورغم اننا غير متعودين على هذا الاجراء ولكن لمصلحتنا يجب الالتزام خلال هذه الفترة الصعبة بهذا التوجه وان تكون لدينا شعور بالمسؤولية ، كذلك من التحديات الجديدة التي تواجهنا في معركتنا ضد فيروس كورونا هو الالتزام بتنفيذ التباعد المجتمعي والمقصود بهذا المصطلح الذي بدأ يتحدث عنة المسؤولين اننا علينا ايقاف في هذا الوقت اللقاءات والزيارات العائلية بين الاهل حتى على مستوى العائلة الواحدة والاكتفاء بالاتصال عبر الهاتف للاطمئنان عليهم لان هذه الزيارات والتجمعات احدى اسباب انتشار الفيروس حتى لو لم تكن لديك اصابة او اعراض فالاحتياط واجب وعلينا التكاتف والتعاون مع الدور الذي تقوم بة المؤسسات المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة فرغم صعوبة هذا الموقف في هذا الوقت بالذات الا انه ومن اجل مصلحتنا جميعاً ومصلحة من نحب علينا التوقف عن زيارة احبابنا واهلنا حتى لانصل الي مرحلة خطيرة لاقدر الله اعتقد ان شريحة كبيرة من افراد المجتمع بدأو يتفهمون ويتقيدون بهذا التوجهة فهي مرحلة ان شاء الله وتنتهى على خير ولكن علينا الالتزام بالتعليمات واستغلال قنوات التواصل الاخرى في هذا الوقت من غير التواصل المباشر خاصة وان هيئة تنظيم الاتصالات اعطت الضوء الاخضر لفتح خيارات جديدة للاتصال المرئي وغيرها من الخيارات ويمكن استثمارها في هذا الجانب مع اهتمامنا في تكثيف الوعي بين افراد المجتمع .
من التحديات الحالية التي تواجهنا خلال هذه الفترة هي طرح الناس لفكرة ايقاف العمل في القطاعيين العام والخاص للحد من انتشار فيروس كورونا ولقد تابعنا حديث وزير الصحة خلال اليومين الفائتين في التلفزيون العماني والذي اشار اننا نسير وفق مؤشرات ميدانية وان اللجنة العليا تتعامل مع كافة التطورات الميدانية حول الفيروس بالتدرج بحيث تم اتخاذ العديد من القرارات والتوصيات في الايام الفائتة للحد من انتشار الفيروس والحمدلله تحقق هذه القرارات نجاحاً مقارنة بالارقام المسجلة فعلينا تعزيز ثقتنا في هذه اللجنة وخاصة ان هناك متابعة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وبالتالي فاللجنة اذا رأت من خلال التقارير والمؤشرات اهمية ايقاف العمل فانة بلاشك سيتم اتخاذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب فالجميع يهمه مصلحة سلامتنا وهذه حقيقة لاتحتاج الي برهان او دليل ويجب ان تكون امام اعيننا طوال الوقت وعلينا عدم اثارة الفتنة ونقل الاشاعات والاخبار الغير صحيحة بل العكس يجب ان نكون اكثر وعياً وادراكاً وان نكون قدوة في تعزيز اللحمة الوطنية في كافة الاوقات والظروف فهذي مسؤوليتنا جميعاً لاظهار تعاوننا وتكاتفنا مع كل الخطوات والاجراءات التي تقوم بها المؤسسات الحكومية حتى نحقق هدفنا الاساسي المتمثل في هزيمة هذا الفيروس الخطير .
من الامور المهمة في معركتنا ضد فيروس كورونا دور الاعلام بمختلف وسائلة في هذه المرحلة بالذات وخاصة في اوقات الازمات وذلك بهدف تعزيز وعي افراد المجتمع سواء كانوا مواطنيين او مقيمين فالفرد هو الخط الاول للحماية و للتصدي للفيروس وعلينا تكثيف حملات التوعية بكافة الوسائل واللغات لتصل للجميع كما ان زملائنا الصحفيين والكتاب والنشطاء المغردين الايجابين في التواصل الاجتماعي والذين لديهم متابعين ولهم تقديرهم من الجميع عليهم دور كبير في هذا الجانب وعليهم مسؤولية توعية افراد المجتمع من خلال مقالاتهم التوعوية او التحقيقات والاستطلاعات او التقارير التي يمكن من خلالها تعزيز الوعي المجتمعي وايصال الرسالة الاعلامية ونشر الارشادات الصحية المختلفة باسلوب جديد وسهل يصل الي أكبر شريحة ممكنة فكل التوفيق للجميع لتبقى عمان بلد الامان والسلام ان شاء الله .