المواقف تجاه حالات العجز

مزاج الأحد ٢٩/مارس/٢٠٢٠ ٢٣:٢٥ م
المواقف تجاه حالات العجز

بعد مرور عام على استضافة أبوظبي واحدة من أكبر الألعاب وأكثرها توحداً في تاريخ ألعاب الأولمبياد الخاص، الذي يمتد إلى 50 عاماً، نتحدّث إلى أولئك الذين يسعون إلى البناء على الأثر الذي تركته هذه الدورة وتغيير وجه حالات العجز الخفية لأصحاب الهمم ليس فقط في الإمارات العربية المتحدة بل في جميع أرجاء المنطقة.

في مارس 2019، سنحت الفرصة لأكثر من 7000 رياضي من 192 بلداً حققت أرقاماً قياسية ليعبروا عن مستوياتهم العالية، وذلك حين استضافت أبوظبي أول دورة عالمية للأولمبياد الخاص في الشرق الأوسط.
وقد وُصِّف ذلك الحدث بأنه يُشكّل إرثاً دائماً وتحولاً اجتماعياً في الطريقة ،التي يُعامل بها أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية والجسدية. وأوضح المنظمون والمناصرون لأصحاب الهمم أنهم شهدوا أثراً إيجابياً كبيراً في هذا المنحى منذ إقامة تلك المنافسات.

ويٌعلق المدير الوطني للأولمبياد الخاص الإماراتي طلال الهاشمي قائلا:"ساعدتنا دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص جميعاً على تغيير تصوراتنا حول أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية. لم يعرف معظم الناس من قبل الكثير عن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية. كل ما كنا نعرفه هو الإعاقات الجسدية، التي كانت مرئية وظاهرة للجميع".

البناء على الإرث
ويرى طلال الهاشمي أن دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص لم تكن مجرد حدث يقام للمرة الأولى بالنسبة للإمارات أو المنطقة، حيث أوضح قائلاً: "تعمل الإمارات قيادة وحكومة مع مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي بدأب من أجل الحفاظ على الأثر، الذي حققته دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص لعام 2019 ، من خلال استحداث الكثير من السياسات المتعلقة بأصحاب الهمم وسياسات تدعم إدماجهم في المجتمع."

ولعل من أهم الأمثلة على تلك السياسات سياسة التوظيف التي وضعتها وزارة تنمية المجتمع لربط الباحثين عن عمل من أصحاب الهمم بالوظائف الشاغرة الملائمة لهم في القطاعين العام والخاص.
ويشير طلال :"لقد ساهمت استضافة الإمارات لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص كذلك في إطلاق الكثير من البرامج والمبادرات عبر الإمارات السبع، التي بدأ تنفيذها من أجل تفعيل الدور الاجتماعي لتمكين أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية. وتضم برامجنا الرياضيين الأصحاء، والروبوتات الآلية الموحدة، والتدريب الرياضي الموحد، وبرنامج مدارس الأبطال الموحدة، وبرنامج الفنون الموحدة، والشباب الرياضيين، وبرنامج القيادة".
وتهدف هذه المبادرات إلى وضع نظام داعم وفاعل، يعمل على إرساء مجتمع شامل وخالي من العقبات والعوائق ،ويوفر حياة كريمة ومٌرضية لأصحاب الهمم وأسرهم.

قيادة التحول
يقول طلال إن الأولمبياد الخاص ساعد على تغيير وجه حالات العجز الخفية لأصحاب الهمم، ليس في الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل في جميع أرجاء المنطقة. ويضيف طلال :"لقد منحتنا دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص لرؤية ما هو أبعد من ذلك؛ وأدركنا أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم قدرات مختلفة عن قدراتنا، وأن دورنا يتلخص في تقبلهم ومساعدتهم على المشاركة بصورة أكثر فاعلية في المجتمع."

ويتابع طلال الحديث: "لقد كان هذا العام مليئاً بالإنجازات، حيث نظمنا عدداً من الأيام الرياضية لأكثر من 600 رياضي في مختلف الإمارات، ودربنا أكثر من 400 مدرب، ونشرنا الوعي بين الناس حول أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الفكرية.و نظمنا برامج رياضية مشتركة مع أكثر من خمسين مدرسة في الإمارات العربية المتحدة، وعملنا كذلك على زيادة أعداد الأطباء المدربين المتخصصين في مساعدة أصحاب الهمم بنسبة 35%."
واستمراراً للإرث والأثر الذي حققته دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، فقد تم الإعلان في شهر فبراير عن عقد أول دورة ألعاب إماراتية للأولمبياد الخاص في البلاد هذا العام.

وسيشارك في هذا الحدث أكثر من 650 رياضياً إماراتياً من أصحاب الهمم، والذي يستمر من 20 إلى 22 مارس 2020 في جامعة نيويورك أبوظبي.وستضم الدورة منافسات في ست ألعاب رياضية مختلفة هي: كرة السلة وألعاب القوى والكرة الطائرة وكرة الريشة والسباحة ورفع الأثقال.

ويواصل طلال القول:"لقد تم إنجاز الكثير، ولكن الإرث الأعظم والأثر الأهم سوف يتحقق قريباً، وذلك في دورة الألعاب الإماراتية للأولمبياد الخاص في أبو ظبي 2020 تحت شعار "كلنا واحد". إننا في حاجة إلى توحيد جهود كافة الهيئات والمؤسسات الخاصة والحكومية. وعلى صناع القرار السياسي أن يضعوا في الاعتبار بأن كل فرد في المجتمع يستطيع أن يضيف قيمة إلى المجتمع بأسره."

دعم التغيير
تقول شوبيكا كالرا،المؤسس المشارك لمجموعة "ونجز أوف إنجلز" وهي مجموعة مناصرة لأصحاب الهمم ومقرها الإمارات العربية المتحدة،إنها لاحظت تحسناً ملحوظاً منذ استضافة الإمارات لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص. وأضافت قائلة:"يحدث تغيير في المواقف تجاه حالات العجز.وقد أسهمت دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، التي أقيمت العام الماضي، على نشر الوعى في هذا الصدد...وعلى الرغم من أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها،أعتقد أنه من المهم حالياً أن يكون هناك تغييراً قوياً...قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن أثره يدوم طويلاً".

وتقول وزيرة الدولة لشؤون الشباب شما المزروعي إن دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص الأخيرة شكلت "نقطة تحول لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة.وسوف تبني دورة الألعاب الإماراتية للأولمبياد الخاص على ما تحقق من خلال إقامة ذلك الحدث الرياضي الهام بصورة سنوية.وسيكون هذا الحدث الرياضي بمثابة منصة لزيادة التفاهم والتسامح والاندماج في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة".

* صحفية مستقلة، حيث تكتب لصالح العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية في مختلف أنحاء المنطقة