شعرة معاوية بين انقاذ الأرواح والاقتصاد

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٣٠/مارس/٢٠٢٠ ٢٣:٣١ م
شعرة معاوية بين انقاذ الأرواح والاقتصاد

بقلم: علي المطاعني
شعرة معاوية هي التي تفصل مابين إنقاذ الأرواح من فيروس كورونا، وبين إنقاذ الإقتصاد، لذلك لابد من أن نوازن في هذا الأمر بالدقة المطلوبة وبالحرص الأكيد وبالإنتباه الكامل الذي تمليه ضرورة المرحلة، إذ لايمكننا وبأي حال من الأحوال أن نسمح بإنهيار النظام الصحي تحت وطئة التأثيرات الإقتصادية والناتجة كأمر طبيعي من الثقل الهائل الذي يضعه الفيروس المتناهي الصغر حجما، الضخم والهائل وزنا على مجريات الحياة محليا وعالميا، بالالتزام لفترة قصيرة من عمر الزمن بكل تأثيراتها وتبعاتها افضل من معاناة صحية مستمرة ندفع تكلفتها باهضا وتتتسع تبعاتها الى كل شبر من الوطن، وهو ما يجب أن نعيه جيدا.
فالبقاء بمنازلنا وكما تشير به علينا الجهات المختصة يندرج تحت الحرص على تخفيف الضغط على نظامنا الصحي الذي مابرح يعمل بأقصى طاقته للتصدي للجانحة وتبعاتها وإسقاطاتها على المنظومة الاقتصادية، فكلما كان الإلتزام فاعلا وقويا وصارما بتلك التوجيهات فذلك يعني تخفيف الضغط على المنظومة الوطنية الاقتصادية، والعكس أيضا صحيح بطبيعة الحال.
فاليوم يجب أن نتحمل بعض الشىء تبعات التأثيرات الاقتصادية الناتجة من تأثيرات الإجراءات الصحية المتبعة كلا في مجاله واختصاصه، فضلا التعاضد المالي من الذين يستطيعوا من أصحاب الأعمال والشركات لتخفيف وطاءة الأزمة على من معهم من موظفين والمجتمع من خلال التزام ببعض المحفزات وتطبيق التعليمات والرأفة العاملين بعدم ترسيحهم وغيرها من الإجراءات التي يتطلب التعاون في انجاح خطواتها.
فالموائمة وإحداث نوع من التجانس والتناسق مابين طرفي المعادلة ليس بالأمر السهل أو اليسير سيما، الا أن الفيروس إذا ما طال أمد بقاءه لاقدر الله فذلك يعني أن الفاتورة الاقتصادية ستغدو باهظة، وستلقي بظلالها وتبعاتها على المنظومة الصحية، لهذا نؤكد بأن هذه المعادلة وعبر طرفيها تحتاج لتوازن شديد الدقة وعال الحساسية فإي أختلال فيها غير مرحب به، وبالتالي فإن تشديد الإجراءات والوصول بها لآفاق الصرامة هو الخط الذي ينبغي أن نسير فيه وبغير أن نحيد عنه قيد أنمله الذي سوف يختزل الوقت والجهد والمال باقل التكاليف.
في المقابل يتطلب ان نعي بأن التكلفة الاقتصادية والمالية البسيطة في فترة قصيرة افضل من تداعي المنظومة الصحية بتزايد الحالات المصابة وتكلفتها المالية والاقتصادية الباهضه على الامد المتوسط والطويل وهو ما يتطلب أحكامه بشكل يحدد الأولويات والتزام به.
نامل أن نستحضر أبدا وقائع هذه المحنة على كافة الصُعد الإقتصادية والصحية والإجتماعية والإيمانية والروحانية والمعيشية، وأن نتخذها ملاذا نستخلص منها كل الدروس والعبر بنحو جاد، إذ يستحيل أن تمر مرور الكلام وبغير أن نشبعها دراسة وتحليلا وتمحيصا، كما أن نظامنا الصحي وهو المعني أكثر من غيره بهذه الموعظة سيخرج بالكثير من الدروس والمواعظ التي ستفيدنا قطعا في مسقبل أيامنا، ولنا أن نعمد على إيجاد الربط المحكم والدقيق كما أشرنا مابين متطلبات النظام الصحي ومتطلبات سلامة إقتصادنا الوطني في أوقات الملمات، ونحسب بأن المستقبل القريب وبعد أن تنجلي الغمة بإذن الله سيشهد وتعود الامور الى طبيعتها لإستخلاص المفيد من هذا الموقف الأكثر قسوة في تاريخ البشرية الحديث.