الصحة النفسية لابنائنا في ظل كورونا

مزاج الأربعاء ٠١/أبريل/٢٠٢٠ ٠٠:٤٥ ص
الصحة النفسية لابنائنا في ظل كورونا

مسقط - خالد عرابي
يمر العالم خلال هذه الفترة بظرف استثنائي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) الذي تؤثر على مختلف نواحي الحياة الإنسانية بما فيها الجانب الاجتماعي والذي اقتضت الظروف الاستثنائية فيه تغيير نمط الحياة الاجتماعية بشكل مفاجئ وعلى رأسها النمط الأسري، حيث أصبح بقاء أفراد الأسرة في المنزل لأسابيع مطلبا لدعم المجتمع في عبور هذا الظرف الاستثنائي، وقد تغير نمط الحياة الأسرية مع هذا الظرف بشكل مفاجئ حيث أصبح العمل لكثير من الوالدين من المنزل عن بعد وتعليق دراسة الأبناء في مختلف المراحل العمرية وبقائهم جميعا بالمنزل لفترة طويلة واقتصار مناشطهم الحياتية اليومية داخل المنزل، مما يستدعي مواكبة هذا التغييروالتكيف معه بطريقة صحية لعبور هذه المرحلة الاستثنائية بسلام واستثمارها بشكل إيجابي.. وهنا تحدثت "الشبيبة" مع نادية بنت راشد بن سيف المكتومية، المتخصصة في المجال التربوي والنفسي لتحدثنا عن أفضل الطرق والأساليب للتعامل مع الأطفال نفسيا لعبور هذه الفترة بسلام و دون أي تأثيرات نفسية عليهم.

في البداية أكدت نادية المكتومية قائلة: إن هذه المرحلة تستدعي استثمار الوقت الأسري بشكل مفيد وفعال لجميع أفراد الأسرة تجنبا للملل والشعور بالاكتئاب والضيق لدى جميع أفراد الأسرة، لذلك من المهم وضع مناشط أسرية تمارس بشكل جماعي وبشكل فردي، ونقصد بالمناشط الأسرية الجماعية هو وضع خطة أسبوعية ويومية يشترك في أداء أنشطتها جميع أفراد الأسرة وبالتأكيد ستختلف نوعية هذه المناشط حسب ظروف كل أسرة وأعمار الأبناء فيها غير أنه من المهم أن توضع بشكل يشارك فيه الجميع وذلك لتعزيز الدفئ والتقارب بين أفراد الأسرة من مثل: أداء الصلوات في جماعة، تدارس القرآن وحفظه، جلسات النقاش الأسري الذي يتم من خلالها طرح قضايا مختلفة للنقاش بهدف تبادل الخبرات والآراء وتعليم مهارات الحديث والاستماع الفعال للآخرين فضلا عن مهارات الاقناع واحترام الرأي والرأي الآخر وغيرها من المهارات الحياتية الفعالة في جلسات النقاش، كذلك يجب أن نكثر من جرعات الترفيه الجماعي خلال وجودنا بالمنزل ومن المهم أن يتشارك الجميع في اقتراح بعض الألعاب الترفيهية العقلية والحركية يمارسونها بشكل جماعي لما لها من أثر التنفيس والترويح عن أفراد الأسرة وقضاء أوقات ممتعة، فضلا عن تعليم مهارات حياتية حسب نوعية اللعبة، ومن المهم جدا أن نركز على جرعات الألعاب الحركية خصوصا في هذه الفترة لما لها من أثر إيجابي في طرد الملل وتفريغ الطاقة السلبية عند الجميع خاصة صغار السن فلا ننسى بأن الأطفال والمراهقين تعودوا سابقا على الحركة وتفريغ طاقتهم الحركية بين المدرسة والمنزل وخارج المنزل لذلك تعد هذه الألعاب الحركية الهادفة مطلبا ملحا في هذه الظروف الاستثانئية وتعويضا مهما لهم.

خطة مكتوبة
ونصحت المكتومية بأن تكون الخطة المنزلية مكتوبة ومنظمة حسب الأوقات وتوضع بشكل تشاركي من قبل الجميع وتتسم بالمرونة والتنوع ولا ننسى بتدريب الأبناء أيضا على وضع خطط شخصية فردية لهم بحيث يقوم كل فرد بوضع خطته الشخصية بما يتناسب مع مهاراته وميوله وهواياته التي يتفرد هو بها مما يكسبهم مهارات التخطيط الشخصي وتنظيم الوقت والأولويات وكذلك يعزز لديهم العودة للاهتمام بالهوايات الشخصية والتي ربما أهملت في فترة من الفترات في الظروف العادية حيث ان الهواية تعتبر عنصرا مهما من عناصر التعبير عن الذات وتفريغ الطاقات.

وقالت : يجب أن ننظر لهذه الفترة الاستثنائية بشكل إيجابي وكهبة ووقت مستقطع من الحياة، والحقيقة لو تأمل كل واحد فينا مكاسب هذه الفترة سنجد معظم الناس يتفقون بأنهم منذ زمن طويل لم يحظو بمثل هذا الوقت الكافي ليقضوه مع أفراد أسرتهم وبأن هذه الفترة أعادت توطيد علاقاتهم بأفراد أسرتهم والقرب منهم بشكل فعال، أيضا لا ننسى بأن هذه الفترة فرصة ذهبية للتأمل الذاتي وإعادة النظر في الخطط الحياتية الشخصية وغربلتها وإعادة صياغتها بشكل مختلف، فكم واحد منا رجع لممارسة هواية يحبها ضاعت في زحمة الحياة وضيق الوقت.
وأكدت المكتومية قائلة: من المهم أيضا في هذه المرحلة توزيع الأدوار في تنظيم كل ما ذكر بين جميع أفراد الأسرة بحيث تكون المسؤوليات تشاركية ولا تقع على عاتق الأمهات فقط، أيضا من المهم تفهم الجوانب النفسية التي يمر بها جميع أفراد الأسرة خاصة الفوضى والشغب الذي يقوم به الأطفال أحيانا وتغير المزاج لدى الكبار حيث تحتاج المرحلة تفهما لهذه الجوانب ومعالجتها بطريقة إيجابية والتحلي بالصبر والحكمة لعبور هذه المرحلة بسلام وإيجابية، حفظ الله الجميع وبلادنا والإنسانية جمعاء وتذكر بأن تحول التحديات لفرص واستثمارها بشكل إيجابي.