" ضعف الطالب والمطلوب "

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠١/أبريل/٢٠٢٠ ٢٢:٤٢ م
" ضعف الطالب والمطلوب "

محمد بن رامس الرواس

استيقظت قبل عدة أيام مساء من قيلولة ، وكان بجانبي هاتفي النقال ، فامسكت به اطلع على آخر الأخبار ، ولقد هالني جداً ما تتناقله وسائل التواصل والصحف ونشرات الأخبار حول جائحة كورونا التى اجتاحت العالم بسبب فايروس وقفت امامه كل علوم الطب البشري حائرة فى انقاذ الناس من خطره ، وقد انصرف العلماء والباحثين كلاً فى مختبراته ومعامله الطبية للبحث عن دواء ناجع للقضاء عليه .
إن اماني الناس اليوم قد توحدت فى الدعاء لرب السماء جل جلاله فى ان يصل الأطباء الى دواء للشفاء من هذا الفايروس الذي يتسبب يوميا فى قتل مئات من اليشر فى ارجاء المعمورة دون تمييز بين بلد واخر ، فاغلقت المحلات التجارية ومنعت التجمعات ولاذ الناس ببيوتهم وتدهورت اسواق المال وتكبدت الدول البليونات للتصدي لتداعايته المستمرة الى هذه الساعة.
لم يجد أطباء العالم دواء ناجع ولا شفاء للسقيم من هذا المرض الذي لا يرى بالعين المجردة ، حقاً صدق المولى العزيز الحكيم عندما ذكر فى محكم التنزيل " ضعف الطالب والمطلوب "
عدت الى فراشي واسلمت راسي الى يدي وانشات افكر فى أمر هذا هذا الفايروس العجيب واقول فى نفسي هل يعي هذا الفايروس ما يفعله ببني ادم؟ ، وهل يعلم مدى تضررهم من هذه الأزمة التى عمت الكرة الأرضية ... هنا ذكرت أن بعض الناس قد لا يشعرون وهم يدبرون المكائد ويشعلون الحروب ويظلموا الناس ويغلقون الأبواب ويوصدونها امام الضعفاء ويسلبون الآخرون حقوقهم ، نعم قد لايعلمون وقد لايشعرون ...
أن من ضمن اصعب المسائل التي يحار العقل فى تدبرها أن يكون هناك مخلوق صغير بحجم الذرة لا نراه يحمل الشقاء للكثير من الناس فيسلبهم أطمانهم وصحتهم وحرياتهم ولقاءتهم وتواصلهم .
لقد حلق الطير فى السماء مسبحاً للواحد الاحد ، والحوت سابحاً فى اعماق البحار ملبياً للمولى عزت قدرته ، ويبقى الانسان بين السماء والارض يلقن الدرس تلو الدرس والعاقبة لمن يعي ، واليوم هو حبيساً مسلوب جوهر حريته فى التنقل بسبب فايروس ضعيف عجز عن مواجهته ، تركه قلقاً حذراً ، مروع القلب مرتعد الفرائص يفرض على نفسة عشرات المحاذير ، ويراقب تحركاته وتحركات من حوله من اجل ان ينجو من خطر الاصابة ، فويل للانسان ما اعجبه وما اجهله وما اضعفه ، حبسه فايروس بحجم الذرة وسلبه طيب عيشه وحريته.