المسؤولية المجتمعية على المحك

مقالات رأي و تحليلات السبت ٠٤/أبريل/٢٠٢٠ ٢١:٣١ م
المسؤولية المجتمعية على المحك

محمد بن رامس الرواس

إن القطاع الخاص بمؤسساته وشركاته عندما يقومون بدورهم والوفاء بالتزاماتهم الوطنية في هذه الجائحة (كورونا المستجد) فإنهم بذلك يوفون بمسؤولياتهم المجتمعية التي تضطلع بها أمام الوطن، إن شعارنا اليوم في عُمان (جميعنا صف واحد وكلنا مسؤول) حيث أن بث روح الآخاء والتعاون واستدعاء قيمنا الإسلامية والعربية والعُمانية النبيلة من أجل الخروج من هذه الأزمة لمكافحة فايروس كورونا والحد من انتشاره، ناشرين مظلة كبرى للمسؤولية المجتمعية تشمل كل فرد في عُمان ليصبح جزء من استراتيجية الممارسات الخيرية المجتمعية.
إن العالم اليوم توصل إلى قناعة أن الصحة أهم من المال وإن مجتمع الأعمال بعد تحقيقه الأرباح خلال السنوات الماضية مطالب اليوم بالالتفاف إلى مسؤوليته الاجتماعية بمفهومها العملي في هذه الأزمة حيث أصبحت اليوم هذه المسؤولية الاجتماعية على المحك وفي اختبار مطلوب فيه الالتزام بثقافة ونهج بتأكيد الالتفاف إلى المجتمع والمساندة في زوال هذه الأزمة التي حلت والتي لا يمكن التنبؤ بمداها، واليوم مصلحة المجتمع الصحية أصبحت قضية وطنية وهي فوق كل الاعتبارات.
ولن يغيب عن أذهاننا أن العديد من هذه المؤسسات والشركات الوطنية كانت ولا تزال لها مساهمات مجتمعية حاضرة وشاهدة على مدى تجاوب هذه الشركات والمؤسسات لكن اليوم نحن في وضع استثنائي ولا بد أن يكون هناك وعي أكبر لدى الجميع لأن المسؤولية الاجتماعية اصبح لها أبعاد كبرى والمساندة أصبحت التزام وطني من قبل الجميع من أجل العمل على تخطي هذه الأزمة والمساهمة في تحسين الوضع الصحي سواء للمرضى أو حماية الاصحاء.
كانت هناك دراسة أجرت من قِبل الجمعية الامريكية (AMA ) عام ٢٠٠٥م عن الدوافع الخارجية التي تؤثر بشكل مباشر في أخلاقيات الأعمال فكانت من نتائج هذه الدراسة أن دوافع المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات الاعمال من الأولويات، ولا شك أن الاهتمام بقضايا المسؤولية المجتمعية قد ارتبطت اليوم باتجاه الأمن الصحي للوطن
إن التوجه نحو ممارسة المسؤوليات المجتمعية لكافة شرائح المجتمع مطلوبة كلاً حسب امكانياته وحدوده وقدراته فلا أحد مستثنى اليوم، وتعزيز الوعي أصبح مطلب هام في هذا الشأن، وأخيراً وليس أخراً إن واجبنا أن نحيي تلك المؤسسات، رجال الاعمال الذين بادروا بدعم الصندوق الوقفي لدعم الخدمات الصحية كما نحيي الأطباء وطواقم التمريض في المستشفيات
فالسلسلة واحدة والعمل واحد والهدف واحد ألا وهو صحة الوطن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
لقد برزت العديد من الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال خلال سنوات مضت وإلى اليوم مشمرة عن سواعدها لدعم كافة سبل المسؤولية الاجتماعية باذلين أموال نقدياً ومواد عينية مطبقين بذلك نهج ومفهوم المسؤولية الاجتماعية خاصة في هذا الوقت العصيب، فمتى تكون المسؤولية الاجتماعية إن لم تكن في هذه الأيام وفي هذه المواقف الصعبة؟ فليبارك الله الجميع للوقوف صفاً واحداً مع الحكومة الرشيدة.