الأعمال الفنية في متناول الجميع

مزاج الأحد ٠٥/أبريل/٢٠٢٠ ٢٠:١٠ م
الأعمال الفنية في متناول الجميع

عزمت الفنانة لينا موافي على تقديم الأعمال الفنية وإتاحتها للجميع، وهي على قناعة تامة بضرورة أن يستمتع الجميع بذلك الفن – سواء من الطلاب ومتذوقي الفنون وحتى الأفراد العاديين. وتهدف الرسامة المصرية إلى تعريف الناس بالأعمال الفنية من خلال معرضها "TAM Gallery" الذي يتخذ من القاهرة مقرًا له، والذي يعرض أعمال الفنانين الصاعدين والمعروفين على شبكة الإنترنت وخارجها.

وباعتبارها شابة مبدعة، فقد كافحت كثيرًا من أجل المشاركة في المعارض الفنية بسبب انحصار الساحة الفنية وتفككها في مصر في ذلك الوقت. وبعد مرور عدة سنوات، وبعد أن غمرت نفسها في مهن أخرى، قررت لينا موافي وصديقة طفولتها دينا شعبان إنشاء منصة للفنانين الصاعدين الشباب في مصر.

"بدأت الفكرة في الواقع أثناء تناولنا القهوة"، كما أشارت لينا موافي. "كنت أعبر عن مدى إحباطي لصديقتي بشأن اهتمام المعارض الفنية فقط بعرض الأعمال الفنية للفنانين من أهل النخبة والمعروفين. وفي الوقت نفسه، كان صديقتي تقول: "أريد أن أشتري عملاً فنيًا ولكنني لا أستطيع أن أتحمل ثمنه"، ثم توصلنا إلى فكرة بناء مكان يلتقي فيه هؤلاء الجمهور والفنانين. وقررنا إطلاقه على شبكة الإنترنت أولاً".
يعرض حاليًا معرض ""TAM Gallery الفني الذي تأسس عام 2012، الأعمال الفنية للفنانين الشباب الصاعدين والمعروفين على موقعه الإلكتروني ومن خلال مقرات المعارض الكبيرة التي تقع في ضواحي القاهرة. كما أنه عقد شراكة مع مجموعة من الشركات لدمج الأعمال الفنية في بعض ساحات الشركات ومشاريعها.

إن المساحة الكبيرة لمبنى معرض ""TAM تفسح المجال لاستضافة عدد من المعارض على مدار العام،
ومن الأمثلة البارزة على ذلك (معرض القاهرة السنوي للفنون)، الذي يقام الآن في دورته السادسة. ويضم المعرض لوحات وصور فوتوغرافية ومنحوتات وأعمال فنية أخرى.
وتشرح لينا موافي قائلةً: "إن ما نحن بصدده حاليًا يعتبر في صميم العمل كونه يمثل انعكاسًا حقيقيًا للمشهد الفني المصري المعاصر "لدينا مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية لفنانين صاعدين وفنانين في منتصف حياتهم المهنية وفنانين معروفين. لهذا السبب فإن تجربتنا تُمثل عمومًا تجربة فريدة من نوعها ".

وإلى جانب عرض الأعمال الفنية، ترغب لينا موافي في أن يتفاعل الأشخاص مع الفنون وتجربتها بجميع أشكالها.
ففي نوفمبر من العام الماضي، نظم معرض "TAM Gallery"عرضًا فنيًا غير تقليدي تحت عنوان "كوكب بلا منطق" للاحتفاء بالجنون والإثارة الذي يكتنفان الحياه في القاهرة. وذلك سعيًا لاصطحاب الزوار في رحلة غامرة، حيث يظهر العرض في صورة متاهة تُتيح للناس استكشاف وجهات نظر مختلفة عن المدينة والمؤسسات والمنازل، وكذلك طريقة تفكير الأشخاص.

تقول لينا موافي "نريد أن نجعل الأعمال الفنية متاحة للجميع. ونرغب في أن يراها الناس في الشوارع، وأن يتفاعلون معها، وأن يجربونها في حياتهم اليومية".
ومع ذلك، فإن الطريق إلى النجاح لم يكن سهلاً على الإطلاق. وبالنظر إلى المشهد الفني المحلي المفكك حاليًا، فقد كان من الصعب الدخول إلى السوق وتقديم الأعمال الفنية وإتاحتها للجميع كما هو الحال اليوم.
"لم يكن هناك معيار متبع في سوق الأعمال الفنية. وكان لابد من أن نضع المعيار خاص بنا ونشق طريقنا
قام المؤسسون بذلك من خلال تعريف الناس بالأعمال الفينة بشكل تدريجي من خلال عقد جلسات إعلامية وجولات مجانية بصحبة مرشدين.
تشير لينا موافي " ليس الغرض من ذلك التحدث عن الأعمال الفنية؛ فهي مشروحة باللغة الإنجليزية".

إن تقديم الأعمال الفنية في صورة جيدة دون الترهيب منها يُمثل عاملاً رئيسيًا آخر في إدراك الناس لصورتها الحقيقية، نظرًا لأن لديهم أحيانًا ذلك الانطباع بأنها باهظة التكاليف للغاية، وفقًا لما ذكرته لينا موافي.
ولهذا السبب تُعرض أعمال الفنانين الصاعدين الشباب لإعطاء الزوار فرصة التعرف على الأعمال الفنية الجديدة والميسور التكلفة. في فصل الصيف، ينظم معرض "TAM Gallery" معارض سنوية يتم تنظيمها مع مراعاة نقطة السعر.

والأهم من ذلك، أن لينا موافي تُشجع الناس على الإيمان بخياراتهم الفنية وتفضيلاتهم.
إذ تقول "لا يوجد عمل فني سيء؛ فإما أن يكون هناك ترابط بينك وبين العمل الفني أو لا".
وتوضح أن الناس بحاجة إلى الثقة في أحكامهم حين يتعلق الأمر بالأعمال الفنية. وعلى الرغم من تقديمها لخدمات استشارية للعملاء، سواء من الأفراد أو المهنيين، فهي تُشجع الناس على التعرف على الأعمال الفنية التي يتردد صداها معهم.

" لا يوجد أحد لديه ذوق أعلى أو أقل– بل إن أذواق الناس مختلفة".
وبالنظر إلى المستقبل، فإن معرض "TAM Gallery" يصب تركيزه على السوق العالمية، ويتطلع إلى إيجاد المزيد من الفرص للفنانين المصريين من خلال بيع أعمالهم في الخارج.
واختتمت لينا موافي حديثها قائلة، "أما الآن بعد أن وضحت الرؤية أخيرًا، بدأ الناس في إدراك قيمة الأعمال الفنية. ويتجلى ذلك بوضوح في التصوير السينمائي والتصوير الفوتوغرافي وغيرها من الوسائط أيضًا، وأصبحت هناك صحوة.

مهتمة بالتنمية وريادة الأعمال