ضيق التنفس وكورونا

مزاج الأربعاء ٠٨/أبريل/٢٠٢٠ ٢٢:٣٠ م
ضيق التنفس وكورونا

بيروت - ش
نظرا للزيادة المطردة والكبيرة في أعداد الأفراد الذين تشخص إصابتهم بفيروس كورونا (كوفيد -19) يوما بعد يوم في دول عدة حول العالم، بدأت تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن واحدا من أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها إلى جانب السعال هو ضيق التنفس. ومن هنا يأتي السؤال: كيف يمكن معرفة ما إن كان ذلك العارض بالتحديد يرتبط بفيروس كورونا أم أنه ناتج عن شيء آخر تماما؟

وردا على ذلك، وبحسب "لبنان 24" أوضح باحثون من جمعية الرئة الأمريكية "ALA"، أن ضيق التنفس يوصف بكونه "ضيقا في الصدر"، ويحدث حين لا تحصل الرئتان على قدر كاف من الهواء، وأضاف باحثون من "مايو كلينك" أنَّ هذا الضيق قد يسبب شعورا بالاختناق.

ومع هذا، فإنه من المهم في واقع الأمر ملاحظة أن هناك مشاكل تنفسية مماثلة لا تُصنف باعتبارها ضيق تنفس على سبيل المثال، وعلَق هنا سانديب جوبتا، الطبيب المتخصص في أمراض الرئة، بقوله: "من الناحية العلمية، يمكن تعريف عارض ضيق التنفس بأنه قِصَر عملية الشهيق والزفير عن عملية التنفس الطبيعية لكن بإيقاع متساو، وفي حالات ضيق التنفس، عادة ما يكون الشهيق أقصر بكثير من الزفير".
وقال باحثون إن هناك طريقة أخرى تساعد على تحديد ما إن كان ضيق التنفس ناتجا عن الإصابة بفيروس كورونا أم لا، وهي الطريقة التي تعتمد على أسباب محتملة أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، ومن أبرز هذه الأسباب الشائعة هو الشعور بالتوتر. وحال كان التوتر أو الذعر هما بالفعل مصدر المشكلة، فمن المرجح أن تهدأ الأعراض بشكلٍ سريع نسبيا مقارنة بضيق التنفس المستمر الذي ينتج غالبا عن كورونا. وأضاف غوبتا: "إذا استمر ضيق التنفس لبضع ساعات ولم يتحسن أو عاد، فمن الأفضل دائما طلب الرعاية الطبية. وقد يؤدي الانتظار طويلا لتفاقم المرض وزيادة تعقيده".

نقطة ضعف كورونا
ومن ناحية أخرى كشفت دراسة أمريكية حديثة عن نقطة ضعف في فيروس كورونا المستجد، يمكن من خلالها قتله باستخدام اللقاحات. وأظهرت الدراسة، التي أجراها معهد سكريبس الأمريكي للبحوث، أن هناك جانبا معينا من جذر الفيروس يمكن استهدافه باللقاح، تهاجمه الأجسام المضادة وتلتحم بالفيروس من خلاله، وذلك بعدما قام باحثون برسم خريطة تفاعل الأجسام البشرية المضادة مع الفيروس المسبب لوباء كوفيد-19.

وقد تم أخذ الأجسام البشرية المضادة المستخدمة في الدراسة، من جسد مريض تعافى من السارس قبل عدة سنوات، لكن تبين أنها تتفاعل أيضا مع فيروس كورونا المستجد.
وفي تعليقه، قال الطبيب المشرف على الدراسة، إيان ويلسون، إن "معرفة التسلسل المحفوظ للفيروس، يمكن أن تساعد في تصميم هيكلي للقاحات وعلاجات ضد فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى الحماية من الفيروسات التاجية الأخرى، كالتي يمكن أن تظهر في المستقبل". ووصف ويلسون الموقع الذي يمكن للأجسام المضادة مهاجمة الفيروس من خلاله، بـ"كعب أخيل"، في إشارة إلى نقطة ضعف الفيروس التاجي.

كما قال المؤلف المشارك بالدراسة، مينغ يوان، "وجدنا أن هذه المنطقة مخبأة داخل الفيروس، ولا تكشف إلا عندما يغير الفيروس بنيته، كما يجري أثناء العدوى الطبيعية". وقال معهد سكريبس إنه يسعى للحصول على تبرعات دم من المتعافين من فيروس كورونا المستجد، من أجل فحص الأجسام المضادة المحتملة. وكانت دراسة سابقة لدورية الجمعية الطبية الأمريكية، قد أشارت إلى أن دماء المتعافين من فيروس كورونا يمكن أن تساعد في علاج الحالات الصعبة.