بعد جدل "أم هارون".. تعرف لماذا استوطن اليهود قديما ولاية "صحار" ؟

بلادنا الأحد ٢٦/أبريل/٢٠٢٠ ٢٢:١٠ م
بعد جدل "أم هارون".. تعرف لماذا استوطن اليهود قديما ولاية "صحار" ؟

مسقط - الشبيبة

يشهد الشارع الكويتي بصفة خاصة والشارع الخليجي بصفة عامة، جدلا واسعا بعد عرض أولى حلقات مسلسل "أم هارون" الذي يذاع حاليا في عدد من القنوات التلفزيونية مع بداية شهر رمضان المبارك، والذي يتناول تاريخ اليهود في الخليج، الأمر الذي تصدر مؤشرات موقع "تويتر" ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بالخليج.

والحديث عن اليهود في منطقة الخليج العربي جعل العديد يتسأل عن هل اليهود بالفعل كان لهم تواجد في الدول الخليجية ومن بينها سلطنة عمان؟، "الشبيبة" رصدت من المراجع التاريخية تواجد اليهود في السلطنة وخروجهم المبكر منها في نهايات القرن التاسع عشر.

كتاب "عمان مجد التاريخ وحكايته" لمؤلفه نصر بن ناصر بن خلفان البوسعيدي، الذي صدر في عام 2018 ، تناول المقابر اليهودية التي تمّ العثور عليها في ولاية "صحار" ، موضحا أن وجود تلك المقابر ليس إلا دليلا على أن هناك هجرات لجماعات يهودية استوطنت المنطقة منذ عدة قرون خاصة تلك العائلات التي استقرت في المدينة خلال القرون الأولى من الهجرة .

ويقول البوسعيدي، في كتابه الذي أعتمد فيه على مجلة "الدراسات العمانية"، العدد 15 الصادرة عن وزارة التراث والثقافة العمانية عام 2008 كمصدر مهم في بحثه، إن الرحالة الانجليزي "جيمس ولستد" عندما زار صحار في القرن التاسع عشر الميلادي التقى 20 عائلة يهودية كانت تقطن في البلدة ، ولها كنيس صغير، ويكسبون رزق عيشهم عن طريق إقراض المال.

وأوضح البوسعيدي أن يهود صحار كانوا يصنعون أحجار الطابوق على النمط نفسه الذي يصنعه يهود صنعاء في اليمن ، وكانوا يستخدمون هذه الأحجار في مقابرهم التي احتوى بعضها كتابات عبرية، وقطعا أثرية تعود للقرن الثاني عشر ميلادي .

ويشير كتاب "عمان مجد التاريخ وحكايته" نقلا عن بعض المصادر التاريخية أن بعض من الجماعات اليهودية الثرية التي استقرت في البحرين والذين كانوا يتاجرون في العبيد والفراء والسيوف التي يجلبونها من الغرب لشبه الجزيرة العربية والهند والصين في القرن التاسع ميلادي يعتبرون صحار وجهة رئيسية بتجارتهم عبر بغداد ومدنها .

وعن انحسار التواجد اليهودي في صحار، قال البوسعيدي ، "كان ساحل الخليج العربي مهداُ للمستوطنات اليهودية كمستوطنة سيراف التي يقال بأن يهوديّا يدعى ( روزبيح يومتوب ) قد حكمها بفترة من الفترات، وعندما تضاءلت أهمية سيراف في القرن الحادي عشر ميلادي وأصبحت قيس المركز التجاري المهم للهند ، هاجر إليها أكثر من 500 يهودي مثلما أرخ ذلك الرحالة اليهودي بنجامين من توديلا الاسبانية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ميلادي.

كما ذكر بنجامين بأن اليهود كانوا مسيطرين على تجارة اللؤلؤ في القطيف، ولم يذكر صحار في روايته ابداً ويعتبر ذلك مثار جدل ودليل يؤكد بأن صحار في تلك الفترة كانت تعاني من الركود والاضمحلال الذي أدّى إلى هجرة اليهود منها بحثا عن مركز تجاري آخر أكثر حيوية لينحسر بذلك الوجود اليهودي في صحار ولم يبقى منهم هناك سوى المقابر .

الجدير بالذكر، أن أغلب يهود الخليج هاجروا قبيل تفجر الصراع العربي الإسرائيلي باستثناء الكويت، التي ظلوا بها حتى مطلع خمسينيات القرن الماضي، والبحرين التي يعيش بها مواطنون من أتباع الديانة اليهودية حتى الآن، بحسب أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الكويت ومؤلف كتاب اليهود في الخليج د.يوسف المطيري، في حديث لقناة الجزيرة القطرية.