سفيرة الصين لدى السلطنة: سينتهي "كورونا" أخيراً وسيأتي الربيع حتماً

بلادنا الأحد ٠٣/مايو/٢٠٢٠ ١٩:١٤ م
سفيرة الصين لدى السلطنة: سينتهي "كورونا" أخيراً وسيأتي الربيع حتماً

مسقط - الشبيبة

قالت سعادة لي لينغ بينغ السفيرة فوق العادة والمفوضة لجمهورية الصين الشعبية في السلطنة إن الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا يعد أكبر وأخطرحدثا طارئا للصحة العامة منذ تأسيس جهورية الصين الشعبية حيث انتشر على أسرع وجه وتسبب في أكثر إصابات وكان من أصعب الحالات احتواء عليها.

وأضافت أنه من أجل مكافحة الفيروس والوقاية منه باسرع وقت ممكن، قد اتخذّت الحكومة الصينية تحت القيادة المباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصيا التدابير الوقائية أكثر شمولا وصرامة ودقة حيث تكافل وتضامن الشعب الصيني بمليار وأربعمائة مليون نسمة معا ودفعوا ثمنا باهظا وقدموا تضحيات ضخمة في المعركة العنيدة ضد الوباء. بفضل الجهود المشتركة التي بذلها جميع أبناء الشعب الصيني، يتحسن الوضع الوبائي في الصين باطراد حيث بلغ عدد الشفاء 77610 حالة من بين 82862 إصابات مؤكدة متراكمة في أنحاء البلاد، ، يعني انه يبقي عدد المصابين 619 حالة فقط في الوقت الحالي، كما لقد تم رفع قيود السفر عن مدينة ووهان الصينية التي تعتبر مركز انتشار الوباء في يوم 8 إبريل الجاري، لذا يمكن القول إن الصين قد خرجت من أصعب مرحلة لمكافحة هذه الكارثة.

الآن أصبحت مكافحة تفشي فيروس كورونا أهم مهمة وأخطر تحد لحكومات البلدان المختلفة مع اندلاع هذا الفيروس وانتشاره السريع في أنحاء العالم. لا يعرف هذا الفيروس الحدود الدولية ولا يفرق بين الأجناس والأعراق. فلا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغلب على الوباء ويحمي الموطن المشترك للبشرية إلا بالتضامن والتكافل. ظلت الصين تلتزم ببناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وتنشر في وقته أحدث المعلومات عن وضع فيروس كوفيد-19 بطريقة مفتوحة وشفافة ومسؤولة وتتبادل خبرتها في مكافحة المرض وعلاجه الطبي وتعزز التعاون في البحث العلمي مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي من دون تحفظ.

ابتداء من يوم 3 يناير عام 2020م، تبلغ الصين بانتظام منظمة الصحة العالمية والدول والمناطق المعنية بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية المعلومات عن وضع فيروس كوفيد-19. في يوم 7 يناير الماضي، نجحت الصين في عزل أول سلالة لفيروس كورونا المستجد. في يوم 10 يناير الماضي، تم اختراع كاشف الاختبار الابتدائية. في يوم 12 يناير الماضي، تم تقديم معلومات تسلسل الجينوم لفيروس كورونا المستجد إلى منظمة الصحة العالمية ونشرها أيضا في المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا (GISAID) وتقاسمها عالميا. منذ يوم 21 يناير، بدأت الحكومة الصينية تحديث المعلومات الوبائية لليوم السابق على أساس يومي. كانت اللجنة الوطنية الصينية للصحة تصدر النسختين السادسة والسابعة من "دليل الوقاية من الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد"، وتقيم العديد من مؤتمرات الفيديو لخبراء الصحة مع الدول الـ17 لأوروبا الشرقية والدول الإفريقية ودول منطقة الشرق الأوسط على التوالي، وذلك لتبادل الخبرات والمعلومات حول مكافحة الوباء في الوقت المناسب. تحظى الممارسات الصينية السالفة الذكر بتقدير عالي واعتراف واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي.

اما في سلطنة عمان، نقدر كل التقدير لجهود الحكومة الكبيرة من أجل مكافحة الوباء. فمنذ بداية حدوث الوباء فيها، اولت الحكومة اهتماما بالغا بهذا الأمر وتحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وبالتخطيط الشامل للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19)، عملت وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الخارجية ووزارة التجارة والصناعة والشرطة السلطانية والقوات المسلحة السلطانية وغيرها من الجهات المعنية على تعزيز التنسيق والتعاون فيما بينها واتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية الصارمة والفعالة لاحتواء انتشار الوباء، كما تبرع جلالته شخصيا بمبلغ كبير لدعم الجهود الوطنية لمجابهتها. فنرى انه حتى الآن قد تصدّرت سلطنة عمان في عدد من المؤشرات مثل معدل الشفاء بين دول المنطقة، فيعود الفضل إلى الجهود الجبارة والمطردة التي بذلها جلالته المعظم والحكومة العمانية حفاظا على صحة المواطنين والمقيمين مما يعكس التقاليد المتميزة المتّسمة بالسلام والاستقرار والشمول والتي تلتزم بها سلطنة عمان على المدى الطويل. فيقدم الجانب الصيني تقديرا عاليا لها.

إن الصين وعمان صديقان حميمان منذ القدم، وأيضا شريكان استراتيجيان يتعاون بعضهما مع بعض بشكل وثيثق. لدينا نفس الشعور بتضحيات قدمها الشعب العماني لمجابهة هذا الوباء، نولي اهتماما كبيرا وندعم سلسلة من بالإجراءات الوقائية الفعالة التي اعتمدتها الحكومة العمانية. قد حافظت السفارة على التواصل والتنسيق الوثيق مع وزارتي الصحة والخارجية وغيرهما من الجهات المعنية العمانية بشأن الوقاية من الوباء ومكافحته والتقاسم معها أنواعا مختلفة من معطيات وبيانات الوقاية والمكافحة في وقت مبكر، كما تعمل السفارة على مساعدة وزارة الصحة ووزارة الدفاع والجمعية الطبية العمانية والجهات الأخرى في شراء مواد الوقاية من الأوبئة من الصين. بالإضافة إلى ذلك، إن الشركات الصينية والجالية الصينية في عمان تشارك الشعب العماني في مكافحة هذه الجائحة، وتقدم دعما فعالا إلى"موطنهم الثاني" ، بما في ذلك التبرع بأجهزة الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة الحرارة إلى مطار مسقط الدولي، والتبرع بكواشف اختبار الحمض النووي وتقديم الدعم المالي إلى وزارة الصحة. ستتبرع الشركات الصينية بالمواد الطبية إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. في يوم 10 من هذا الشهر، نيابة عن الحكومة الصينية، سلّمتُ مائة ألف كمامة طبية يتبرع بها الجانب الصيني كدفعة أولى من الدعم إلى وزارة الصحة العمانية. يعكس كل هذا العلاقات التعاونية الوثيقة بين البلدين والصداقة العميقة بين الشعبين الصيني العماني. وفي المستقبل، سنستغل آليات التعاون القائمة بشكل كامل لمواصلة التنسيق والتعاون الوثيقين مع جهات الجانب العماني وتقديم دعم ومساعدة أكثر على قدر استطاعتنا لمكافحة تفشي الوباء في عمان.

لا شتاء لن يمر، ولا ربيع لن يأتي. قد أوضحت هذه المعركة ضد الوباء مرة أخرى أنه لا يوجد في العالم بلد في مأمن من الخطر، وأن البشرية كله تتمتع بالمصير المشترك بكل معنى الكلمة. ما دمنا جميعا نتضامن ونتعاون ونساعد بعضنا بعضا ونتشارك في السراء والضراء، لا بد لفجر النصر أن يبزغ قريبا.