بالصدقات تتنزل الرحمات

مقالات رأي و تحليلات السبت ١٦/مايو/٢٠٢٠ ١٩:٢٩ م
بالصدقات تتنزل الرحمات

محمد بن رامس الرواس

(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)*البقرة آية ٢٧٤

الهيئة العمانية للأعمال الخيرية ، دار العطاء ، جمعية بهجة للأيتام، وغيرها الكثير من الجمعيات الأهلية التي تقدم خدماتها الخيرية والتطوعية بالمجتمع العُماني الكبير، بل وأكثر من ذلك حيث تمتد اذرعها إلى خارج عُمان، كل هذه الجمعيات الخيرية هي كف من أكفف البر والإحسان التي تحتاج لها كل بلد
لتكسب رضى الله -سبحانه وتعالى- فتتنزل معها الرحمات ويرفع الله الازمات وتنجلي الكُربات.
قبل عدة سنوات شرُفت بزيارة جمعية الرحمة العالمية بالكويت فوجدتها مؤسسة متكاملة الأركان تشبه إلى حد كبير الشركات والمؤسسات العالمية من حيث التنظيم سواء من التقسيم الإداري أو طريقة عمل الموظفين أو بالآلية التي يعملون بها ويجتهدون على إنجازها بأوجه الخير.
اخذت جولة بمبنى الجمعية مع مضيفي الأخ عبدالعزيز الكندري فشاهدت العجب العجاب من انجازات الرحمة العالمية حول العالم ، ولم نترك مكان بالمؤسسة الا دخلناه وجلسنا مع الموظفين ليشرحوا لنا عملهم ومهامهم التي تغطي كثير من الدول والبلدان الإسلامية.
وبعد أن انتهت الزيارة ونزل معي مضيفي الكريم إلى مواقف السيارات شاهدت سيارات عليها ارقام دبلوماسية فلما سألت ،قال لي ان هناك بعض السفراء وممثليهم من بعض الدول العربية والإسلامية يأتون إلينا للتنسيق والتعاون وطلب العون من الرحمة العالمية لبلدانهم.
ذهبت وانا مندهش من كم العطاء الذي يوزع من هذه الجمعية الخيرية العظيمة، حينها خطر ببالي أزمة الكويت عام ١٩٩٠م، وتذكرت كيف ان الله ارجع الكويت لأهلها في خلال سنة واحدة بعد أن ظن اهلها انهم مغلوبون، بالتأكيد أن مثل هذه المؤسسات الخيرية كانت من رحمات الله في الأرض ولا يريد لها المولى -عز وجل- أن تُغلق أبوابها.
عندما تتباهى أعمال الخير بمقامها فإن الصدقة تكون هي أفضل الأعمال والقربات إلى الله، حيث أنها طهارة لبدن الإنسان، وهي كذلك منجاة للدول والبلدان من الأخطار وكلما ما ساند الواحد منا هذه الجمعيات بالصدقات فإنه بلا شك يساعد على أداء مهامها على أكمل وجه، وكلما زاد عطاء الجمعيات للمستحقين أزداد تنزل الرحمات والألطاف من الله الملك الجليل -عز وجل-.