خبيرة الموارد البشرية خولة العامرية: كورونا ترسم خريطة جديدة لمستقبل مفاهيم العمل

مؤشر الأربعاء ٢٠/مايو/٢٠٢٠ ٢٠:٥٠ م
خبيرة الموارد البشرية خولة العامرية: كورونا ترسم خريطة جديدة لمستقبل مفاهيم العمل

مسقط - خالد عرابي
أكدت أحدث الدراسات حول "تأثيرات فيروس كورونا المستجد على قطاعات الأعمال والوظائف محليا" أن قطاعات ومؤسسات الأعمال الفائزة في ظل أزمة "كورونا" هي التي تمكنت من أداء أعمالها عن بُعد (online)، وحولت كافة أعمالها لتصبح عبر الإنترنت، فيما ازدادت أهمية الوظائف التي تتم عن بُعد، والتي يمكن إثراؤها بأعمال التحليل، في حين تأثرت الأعمال التي تتطلب اتصال مباشر Front liners، وقد تتعرض للتقلص والاختفاء، حتى يتم تطويرها لتنفذ عبر التكنولوجيا والتطبيقات الذكية.

من خلال هذا الحوار مع خولة العامرية ، إحدى الاستشارايات والقيادات المتخصصة في الموارد البشرية والتي تعمل كرئيس دائرة الموارد بشرية في الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة ش.م.ع.م "بيئة" تكشف لنا عن أهم المستجدات في قطاع الموارد البشرية بعد أزمة كورونا كوفيد 19 ومستقبل الوظائف والعمل في السلطنة في حوار خاص للـ "الشبيبة".

خولة خريجة جامعة بدفوردشير وحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال في العام 2001 وحاصلة على الماجستير في عام 2003 في تخصص إدارة الموارد البشرية من نفس الجامعه .

أكدت العامرية على أن سوق العمل يمر بأزمة عالمية كبرى وأن أكثر القطاعات تضررا من حيث خسارة الموظفين لأعمالهم قطاع السياحة والسفر إلى جانب بعض القطاعات الحيوية وتعاملت السلطنة بانتهاج برنامج إدارة ازمات يعتبر جيدا لأزمة لم تكن في الحسبان وهو ابقاء الموظفين على رأس عملهم والتفاوض مع المؤسسات بجملة من الحلول مع موظفيها مع وضع حلول تعزز التعمين والاحلال وتشغيل الباحثين. وتقنين التكاليف وترتيب الأولويات.

واستشهدت ببعض الحقائق العالمية ومنها فقدان 20 مليون أمريكي وثلث العمالة في بريطانيا من عمر 25 فلأقل لوظائفهم في ظل هذه الجائحة. وأن معظم الشركات أعادت ترتيب وتقنين أولوياتها من حيث الأهداف الإستراتيجية والمساهمين و الاحتياجات البشرية. كما هي الحال في عالمنا العربي حيث تأثرت الشركات الصغيرة إلى المتوسطة وفقد بعض العاملين وظائفهم وجاء التركيز بجميع الدول العربية لإعطاء الأولويه لمواطنيها.

توجهات الموارد البشرية
وتضيف خولة العامرية أن أزمة الكورونا ستعمل على تسريع استخدام الحكومات الأنظمة الحديثة التكنولوجية من حيث استغلال الموارد البشرية الوطنية وربطها بالتقنيات المتاحة وتفعيل دور الحكومة الإلكترونية . ورغم اختلاف الثقافات والمفاهيم والسياسات والإجراءات فإن إدارات الموارد البشرية اعتمدت أساليب مشابهة نوعا ما لمواجهة الأزمة مثل العمل عن بُعد (من البيت) ، تخفيض ساعات العمل، تغيير شروط العمل، الاجتماع عبر قنوات الويب، التدريب أونلاين . إلى جانب اعتماد أساليب مغايرة لإدارة القوى العاملة مما يضمن شروطا ناجحة في الحفاظ على اليد العاملة المنتجة في هذه الفترة العصيبة وستستمر هذه الممارسات حتى بعد مرور أزمة كورونا والتركيز على الانتاجية وسيتم تقييم الفرد على الإنتاجية والكفاءة ولن يقتصرعلى الشهادات والمؤهلات الجامعية وتدريجيا الإبداع أو الابتكار سيضاف إلى مقياس قيمة تميزالفرد. و بالتاكيد ليس للحضور والانصراف موقع في تقييم الأفراد.

وأشارت إلى أنه بالنسبة لتغيير الحد الأدنى للأجور والرسوم بالنسبة للمؤسسات المتناهية الصغر يجب أن يصاغ لها قوانين خاصة لانعاشها في السوق المحلي ولضمان استمراريتها لأن رأس مالها التشغيلي بسيط لا يمكن أن نضعها في مقارنة مع المؤسسات المتوسطة والكبيرة. كما ستظهر شركات ناشئة في مجال التقنيات وتطبيقات الهواتف وستخلق خدمات تسهل من حياة البشرية وستحتاج هذه الأفكار لدعم الحكومات والصناديق الاستثمارية .

صياغة السياسات والإجراءات
وقالت: يجب أن يكون هنالك شفافية في التعامل داخل المؤسسة لأن صناع القرارات في إدارة الأزمات أثبتت أن القرارات المشتركة من خلال إشراك الموظفين وأخذ آرائهم كانت نتائجها إيجابية لخوض هذه الأزمة حيث وضعت أقسام الموارد البشرية بعض الإجراءات الاحترازية مثل توفير الأدوات والتطبيقات المناسبة للعمل عن بعد وتقليل الرواتب بما فيهم رواتب أصحاب الشركة وأعضاء مجالس الإدارات وتقليل عدد الساعات كما تم إعادة دراسة إستراتيجيات الشركات من حيث وضع الأولويات في المقدمة، وضبط المصاريف التشغيلية وتطبيق سياسة توزيع الحصص بالشركة مقابل الاستغناء عن جزء من الراتب والوصول إلى اتفاقيات مع الموظفين تعتمد على وضع كل موظف من تجميد الحوافز و صناديق الادخار والرواتب الإضافية. وتجنب تخفيض الرواتب المتدنية للفئة الأكثر عرضة للتأثر والحفاظ على الكوادر المؤهلة ضروري جدا وكسب ولاءها الوظيفي ضروري على صعيد المستقبل القريب سيثبت لنا أهمية ذلك.

وأضافت العامرية قائلة: نرى في هذه الأونه هناك إعادة حسابات والنظر بعين الاعتبار على تقنين الخسائر وتخفيض التكاليف مع ضمان استمرارية الأعمال، وهذا يعكس أبعاد أخرى تتخذها الإدارات كما أشرنا سابقا كأعادة الهيكلة والدمج و تأجيل بعض المشاريع كما التوجة إلى وضع آليات للاستغلال الأمثل للموارد.

وأردفت قائلة: شئنا أم أبينا يجب أن نتعايش مع هذا الوباء من خلال الالتزام بالتباعد الاجتماعي واخذ التدابير اللازمة والتي تنادي بها الجهات المختصة ليل نهار واستمرار عجلة العمل والانتاج . والخروج من مرحلة الصدمة والتغيير من أسلوب حياتنا المعيشي والصحي وحاليا تعكف بعض الشركات على تطوير كابينات تعقيم للموظفين والزوار للشركات والمسافرين وخلق تطبيقات تتبع المصابين والتاريخ الصحي لهم من خلال تسخير التكنلوجيا وقواعد البيانات للتحكم والسيطرة على المرض .

الجائحة و الوظائف القادمة
رئيسة دائرة الموارد بشرية في شركة "بيئة" قالت: من المتوقع التركيز نحو الشركات (online) حيث انتعشت هذه الفترة ارباح شركة أمازون وجوجل ومايكروسوفت وأبل. حيث اعلنت أمازون عن حاجتها لتشغيل 100 ألف عامل نظرا لزيادة الطلب . كما تأثرت سلبا شركات الضيافة والطيران والفنادق والأحداث الرياضية والفنية والسياحية. حيث عانت من الخسائر الفادحة بحيث قلصت نشاطاتها وكما قلصت عدد موظفيها. وتواجه الكثير من هذه الأعمال عدم القدرة على الاستمرارية و بالتالي تتجة نحو الاغلاق . وعليه فالمستقبل في الوظائف سيتركز على:
قطاع التكنولوجيا والاتصالات الرقمية، قطاع الصحة وعلوم الطب والأدوية، الابتكارات والأبحاث والاحصائيات. ولابد أن ندرك بأن الفترة القادمة سيتم التركيز نحو هدف برمجة الوظائف التي يمكن أن تكون آلية.

دور جديد ونظرة إيجابية
ورأت العامرية أن هناك مرحلة جديدة نتطلع إليها في الموارد البشرية حيث ستواجة كثير من التحديات والضغوطات وجب عليها الالتزام بإجراءات ومعايير مهنية محترفة لخلق أنظمة تضمن تطوير الأفراد وخلق بيئة عمل بقيم وأهداف واضحة. وتمكين الموارد البشرية يأتي من إيمان القيادات العليا والالتزام بالانظمة. وهذه هي فترة بروز القيادات الفعالة.

فمن أهم مسؤوليات الموارد البشرية القادمة: التأكد من وجود مهارات أساسية في القيادات تمكن القائد من توجية الأفراد نحو الأهداف وخلق ارتباط بين الموظف والمؤسسة. كما تسعى إلى تطوير بيئة عمل تمكن من نمو الأفراد وتطويرهم. وبناء علاقات أو تطوير شبكات الوظائف لإعطاء فرص وخيارات لتمكن من استقطاب أفضل الكفاءات. وتعزيز الاتصال و التواصل بين الأفراد والمؤسسة لخلق الولاء والارتباط. مع التركيز نحو الاهتمام بالراحة والسعادة والصحة البدنية والنفسية .

خولة العامرية بدأت كمحاضرة في كلية مجان الجامعية وبعد مرور عام انتقلت إلى قطاع الاتصالات بالشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) كموظفة في قسم التوظيف في الموارد البشرية وتم ترقيتها بعد ذلك كرئيس قسم التقييم وقياس الموارد البشرية والتي من مهامها أنها كانت تقوم بعمل تفييم الاستمارات وأداء المقابلات إلى جانب تقييم التدريب والاحصائيات وغيرها من المهام كقياس كفاءة الموارد البشرية . تم ترقيتها بعد ذلك الى مدير أول في ادارة التغيير والاتصال الداخلي وقامت بمهام عمل مختلفة وتم تسليمها مدير عام بالوكالة . وفي عام 2010 انتقلت خولة العامرية إلى شركة حكومية متخصصة في صيانة السفن حيث شغرت وظيفة رئيس دائرة إدارة الموارد البشرية في شركة عمان للحوض الجاف ODC وهو قطاع يعتبر الأول من نوعة في السلطنة ولا تجد في ذاك الوقت الموارد البشرية المؤهلة لهذا القطاع فقامت بوضع إستراتيجية تأهيل الشباب الخريجين من الكليات المتخصصة في العلوم البحرية وتدريبهم خارج السلطنة مثل الشركة الكورية DSME العملاقة المتخصصة في بناء السفن إلى جانب تأهيلهم أيضا إلى رومانيا وكانت المرأه الوحيدة القيادية في هذا القطاع بالدقم . وبعد مضي ثلاث أعوام جاءت فرصة العمل في الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة ش.م.ع.م (بيئة ) والتي تستمر فيها حاليا .