قصص ذات مغزى

مزاج الأربعاء ٢٧/مايو/٢٠٢٠ ١٧:٥٠ م
قصص ذات مغزى

لطالما تحمست فرح الرافعي وإسراء محمود إبراهيم وندى أحمد سالم لأن يصبحن جزءاً من عالم تصميم في المنطقة العربية. ولكنهن اصطدمن بندرة مبادرات الدعم للمصممين في بلدهن الأم، مصر، كما هو الحال في دول الجوار. ولذلك، قررت رائدات الأعمال الثلاثة خوض تجربة إنشاء منصة "فيلم ماي ديزاين"، والتي انطلقت أولى فعالياتها في 2018 بالقاهرة، بهدف توثيق رحلة عملية التصميم والاحتفاء بها.

فقد أراد الثلاثي تنظيم حدث عربي على غرار الأحداث والمهرجانات الدولية، التي تعرض أفلاماً تسجيلية لعمليات التصميم، على أن تكون مصر مركزاً لهذا الحدث الإقليمي الذي يُركز على عرض كيفية عمل العناصر المختلفة في مجال التصميمات.ويأمل الثلاثي كذلك في بث الروح من جديد في عملية التصميم بين الناس في المنطقة العربية.

ومن جانبها، تقول فرح الرافعي:"باعتبارنا مصريين عاشوا جُل حياتهم في الغربة، فقد تولدت داخلنا رغبة في العودة إلى بلدنا الذي لم نشهد تطوره، ولم نحظَ بفرصة لاستكشاف كثير من جوانبه الإبداعية. لقد كنا دوماً من المنتقدين لمدى ثراء دعم العاملين بمجال التصميم على المستوى الدولي، ولمدى تعدد المبادرات الداعمة للمصممين المبدعين وأعمالهم حول العالم. وقد حفزنا ذلك إلى لفت الانتباه إلى ثراء المجال الإبداعي في مصر وأهمية دعمه."
وتسعى رائدات الأعمال الثلاثة- من خلال منصة "فيلم ماي ديزاين- إلى منح فرصة للمصممين والمخرجين المصريين كي يعرضوا قصص صناعة أعمالهم الفنية الفريدة وعرضها في جميع أنحاء العالم العربي.

سرد قصص المصممين
وتُعلق إسراء إبراهيم على اختيار الأفلام لتكون الوسيلة المستخدمة في سرد القصص قائلة:"الفيلم أداة بالغة الأهمية - خصوصاً في عصر وسائل الإعلام الرقمي و التواصل الاجتماعي - سواءً لأغراض التواصل أو التعبير عن الآراء أو الترفيه. يمكن من خلال الفيلم توصيل أفكار معقدة في سياق ثقافي واجتماعي بطريقة سهلة عن طريق تكوين رابطة نفسية وعاطفية بين صُناع الفيلم والمُتلقي."

كما توضح ندى سالم أن الدورة الأولى من أنشطة منصة "فيلم ماي ديزاين"في 2019 قد تميزت بعرض أفلام تشرح وتوضح عملية التصميم ورحلة المصممين مع المنتج. أما بالنسبة لأنشطة الدورة الثانية، فيُخطط المنظمون لعرض أفلامٍ تحتفي بالمتميزين من المصممين- سواء المشاهير أو المواهب الجديدة- وتعريف الجمهور بما يحدث خلال عملية التصميم. إن الفكرة الرئيسية للمنصة هي إنتاج المزيد من الأفلام الوثائقية التي تقدم نظرة متعمقة حول أفكار التصميم السائدة على الصعيدين المحلي والعالمي.وتضيف ندى:"إننا نخطط كذلك لعمل برنامج متنوع وثري يتضمن عرض أفلام و عقد لقاءات وإقامة حلقات نقاشية ومعارض."

تكوين مجتمع
على الرغم من نجاح رائدات الأعمال الثلاثة في تدشين منصة "فيلم ماي ديزاين"، فقد كافح الثلاثي من أجل تكوين مجتمع من المصممين المتحمسين للفكرة في مصر. فقد أمضى الثلاثي جل حياتهن في الإمارات، وتوجب عليهن البدء من الصفر في تكوين شبكة من المصممين وصانعي الأفلام داخل مصر.

وتضيف فرح الرافعي: "لقد كان التحدي الأساسي لنا هو الترويج للمبادرة واجتذاب الداعمين. فقد عشنا جُل أعمارنا خارج مصر، ولم يعرفنا أو يسمع عنا إلا القليل.ولا يعرف أحد خلفيتنا أو مساهماتنا في أحداث التصميم الإقليمية والدولية." ولعل ذلك هو ما جعل الثلاثي يتواصل مع مصممين وصانعي أفلام وأعضاء المجتمع الإبداعي في مصر لتقديم أنفسهن و فكرتهن و مفهومهن للمشروع الجديد.
و تستطرد فرح: "لقد زرنا مصممين ومخرجين سينمائيين في أماكن التصوير، وقمنا بعروض تقديمية لطلاب وأساتذة بالجامعات، وألقينا كلمات في فاعليات متعلقة بالتصميم بهدف الترويج للمنصة، والتعريف بخططنا المستقبلية، وتشجيع الحاضرين للانضمام إلينا في "فيلم ماي ديزاين"."

ونظراً لحداثة المشروع، فإن مؤسسيه لا يزالون يعملون جاهدين على توسيع قاعدة المشاركين به وصياغة الكيان في شكل مبادرة مبتكرة تجمع المصممين وصانعي الأفلام.
أما بالنسبة للرؤية المستقبلية للمشروع، فإن الثلاثي يهدف إلى عرض سلسلة أفلام على الإنترنت عن مصممين مصريين، وكذلك عمل برنامج مُخصص للمصممين وصانعي الأفلام الجدد ممن يسعون إلى توثيق أعمالهم الإبداعية.

وتختتم ندى سالم الحديث بقولها: :"هدفنا هو أن تضع منصة "فيلم ماي ديزاين"مصر كوجهة رائدة تجمع بين ثنائية السينما والتصميم ليكون ذلك تجمٌعاً ذا ثقل في عالم أفلام التصميم في المنطقة العربية وفي العالم أجمع."