جنود الميدان

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠١/يونيو/٢٠٢٠ ٢٠:٣٢ م
جنود الميدان

بقلم: مريم بنت عيسى بن محمد الزدجالية

دعونا نتخيل ونحن في هذه الأزمة "أزمة كورونا" لا وجود للجمعيات الخيرية أو الفرق التطوعية، أعتقد أنه أمرٌ مخيف يشعرنا بالوحدة والغربة..
دعونا نتخيل ونحن في هذه الأزمة لا وجود للمتطوعين ولا توجد أعمال خيرية..
هل تعلم أنه خلال شهر رمضان فقط استقبلت جمعية دار العطاء أكثر من ١٥ ألف طلب للمساعدة، وأنه تم صرف (١٠٧٠٠٥) ريالات عمانية، لمساعدة (٤٥٩١) أسرة، وقام بالعمل ٣٠ موظفا ومتطوعا.. وما زال العمل والصرف مستمرا.
السؤال: من قام بهذا العمل الجبار؟ ومن استقبل الطلبات وفرزها، وبدأ بالتنظيم والتنسيق والتوزيع والتوصيل والبحث والتقصي للوصول للمستحقين الحقيقيين في زمني قياسي؟
نعم هم جنود الميدان، يعملون بكل إخلاص وعطاء وحماس، يقومون بعملهم وسط ظروف استثنائية، همهم الوحيد توصيل المساعدة للمستحقين وتخفيف الكرب عنهم..
تحية إجلال لكل الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية والمتطوعين والكادر الوظيفي في الجمعيات الذين يعملون ليل نهار لاستيعاب حجم العمل وحالة الطوارئ، وتحية خاصة للداعمين من الأيادي السخية والشركات المتبرعة..
دائما نرى في هذه الأزمات من يظهر ويلمع دور القطاع الأهلي “التطوعي الخيري”، ويعد هذا دليلا على أهمية هذا القطاع فهو يعمل كذراع مساعد للقطاع الحكومي والقطاع الخاص، وله عدة نقاط قوة نذكر منها:
- المصداقية في البحث والتقصي للوصول للفئات المستحقة وليس التوزيع العشوائي.
- سرعة اتخاذ القرار والصرف لتقديم المساعدة المطلوبة العينية أو النقدية مثل: (سداد متأخرات وإيجار وقروض ومساعدات مالية وعلاجية ومساعدات إنسانية وغيرها).
- سرعة الوصول للمستحقين عبر شبكات الفرق الخيرية والمتطوعين.
- تقوم شركات القطاع الخاص بتقديم خدماتها والتبرع عبر قنوات الجمعيات مثل: تعاونت شركة نماء للكهرباء بدفع فواتير الكهرباء للأسر المتضررة من جائحة كورونا، وتبرعت المطاعم بالوجبات، وتعاونت عدة شركات لتقديم مواد تموينية وتوزيع طرود غذائية وغيرها.
- إيجاد فرص للمتطوعين للعمل والمشاركة.
- استقطاب واحتواء المبادرات الخيرية وتنظيم العمل الخيري مثل: “مبادرة الساعي“ لتوصيل الأدوية للمرضى من مستشفى الجامعة لمنازلهم بالتعاون مع بريد مسقط، ومبادرة “شفاء” لتوفير الأدوية للأمراض المزمنة للوافدين.
- أخيراً عمل هذه الجمعيات هو قيمة مضافة للمجتمع لا يكلف من موازنات الحكومة شيئا، بالعكس هو الملطف المساعد لتخفيف عبء وشدة الأزمة ، ففي بعص الدول يقاس (الجهد المبذول) و(الوقت التطوعي) بقيمة مالية، ولولا جهود الهيئة العمانية للأعمال الخيرية والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية، ووقوفها تجاه الأسر المتضررة، وخاصة أسر ولاية مطرح -التي تم عزلها صحيًا- لتفاقمت الأزمة بشكل أكبر، وكما نعلم أن ولاية مطرح كانت بؤرة انتشار الفيروس، لكن هذا لم يوقف من عزيمة وإصرار الجمعيات الخيرية على الوقوف مع كل المتضررين بتوفير المستلزمات الأساسية من أدوية وطرود غذائية وغيرها.
فهذه الجمعيات هي نبض المجتمع وإحساسه، تنشر الخير والمحبة والألفة والتعاضد والتكافل في المجتمع بكافة أشكاله، وتعمل الجمعيات برسالتها الإنسانية، حيث لا تفرق بين جنس أو عرق أو دين هنا في هذه الأزمة، نحن ننظر للإنسان إنسانا، نمد له يد العون، لأننا في عُمان أرض المحبة والأمان.
ودائما في الأزمات تظهر لنا الحاجة للتنسيق بين الشركاء، فقامت جمعية دار العطاء بالتنسيق مع الصندوق العماني للتكنولوجيا وشركة شبكة العالم لحلول تقنية المعلومات بإطلاق منصة ”ترابط“ وهي منصة تربط بين الجمعيات الخيرية وتهدف لمنع الازدواجية في تقديم الطلب للمساعدة، ويستمر العطاء والعمل الخيري والتطوعي في بلدنا الحبيبة عُمان..
وهنا أتقدم بالشكر العظيم والتقدير الكبير لكل جنود جمعية دار العطاء الذين بذلوا قصارى جهدهم وعملوا بأضعاف ساعات العمل تحت ضغط نفسي ومعنوي شديد لإنجاز عملهم..
وتحية إجلال وتقدير لشركائنا في العمل الخيري الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وجمعية الرحمة للطفولة والأمومة وجمعية بهجة العمانية للأيتام، وفريق إشراقة أمل، وفريق سوا نبني، وفريق نداء الخير، وفريق العامرات الخيري وفريق مطرح الخيري وفريق الوطن.
فعلاً هؤلاء هم جنود الميدان..
وجزى الله المحسنين خير جزاء..