الرياضة العالمية تكافح للعودة التدريجية

الجماهير الثلاثاء ٠٢/يونيو/٢٠٢٠ ٢٣:٣٨ م
الرياضة العالمية تكافح للعودة التدريجية

مسقط - العمانية

تواجه الرياضة العالمية التي تكافح للعودة تدريجيا إلى نشاطها الطبيعي مع بدء رفع القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا المستجد تحديات غير مسبوقة وضبابية في ظل عدم يقين لما سيبدو عليه المشهد بالنسبة للاعبين، أصحاب المصالح والرعاة في المستقبل.

وفرض "كوفيد-19" شللا شبه كامل على الأحداث والمنافسات الرياضية
حول العالم منذ منتصف مارس الماضي، مما أدى إلى تداعيات مالية قاسية
على الأندية واللاعبين والهيئات وأصحاب المصالح.

ويرى المدير التسويقي السابق في اللجنة الأولمبية الدولية الإيرلندي
مايكل باين أنه على الرغم من أن طريق الخروج من الأزمة "سيكون مؤلما
جدا "، إلا أن الرياضة ستعود "بصحة أفضل وأقوى" من قبل.

وفي الوقت الذي يحذر فيه وجهٌ بارز في مجال الإعلان منظمي الأولمبياد
وكأس أوروبا لكرة القدم اللذين أرجئا من العام الحالي إلى صيف 2021
أن إعادة تنظيمهما ستكون صعبة وحذرة، إلا أن المدير التنفيذي السابق
للفورمولا واحد البريطاني بيرني ايكلستون يرى أن المشجع العادي سيكون
سعيدا بمجرد عودة المنافسات الرياضية.

بعيدا عن بعض الاستثناءات، مثل كرة القدم في بيلاروسيا والسباقات في
هونغ كونغ وأستراليا، فإن فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر
من 355 ألف شخص، أوقف غالبية المنافسات حول العالم التي بدأت
تعاود نشاطها تدريجيا في الأسابيع الأخيرة فيما ينتظر البعض الآخر دوره.

ويقول باين الذي أمضى قرابة عقدين من الزمن في اللجنة الدولية ويُنسب
إليه دور بارز في الترويج لعلامتها التجارية وجذب الرعاة إليها: إن تلك
الأزمة المفاجئة كشفت مدى عدم جهوزية عالم الرياضة.

وأشار في حديث مع وكالة فرانس برس إلى أنه "أكانت اتحادات رياضية
دولية، أندية كرة قدم أو فرق فورمولا واحد، فإن غالبيتها كانت تعمل فوق
إمكاناتها المادية".

وتابع "عدد قليل فقط من الهيئات او الاتحادات كانت لديها أموال مخصصة
ليوم أسود"، مضيفا أن الأزمة كانت بمثابة "أكبر جرس إنذار على
الإطلاق".

ويؤكد باين أن على أندية كرة القدم التقليص من إنفاقها لأن الايرادات من
بيع التذاكر "ستستغرق بعض الوقت لتعود".

وفي حال أجازت السلطات المعنية تواجد الجماهير في الأحداث الرياضية
العام المقبل، لا سيما خلال الألعاب الأولمبية وكأس أوروبا، فمن المرجح
أن تفرض إجراءات التباعد الاجتماعي في المنشآت والملاعب.

ويعتبر مارتن سوريل الخبير البريطاني المخضرم في مجال الإعلان
ومؤسس شركة "دبليو بي بي" الرائدة، أن الرياضة في سباق مع الوقت.
ويقول: في حديث مع فرانس برس "أعتقد أن الأمر سيكون حذرا جدا /
لمنظمي أولمبياد طوكيو/ لأن عليهم: أن ينظموا الأمور منذ الآن وإجراء
التعديلات، وهو أمر معقد للغاية".

ويرى تيرينس بيرنز الذي ساهم منذ أن ترك منصب المدير التسويقي في
اللجنة الأولمبية الدولية، في فوز خمس مدن بحق استضافة الألعاب
الأولمبية، أن فرض قيود وإجراءات على المشجعين سيحرم الأحداث
الرياضية الكبرى جزء من خصوصيتها".

ومع ذلك، يبدو بيرنز متفائلا بشأن مستقبل الرعاة لكنه يتوقع أن يكونوا
أكثر دقة في اختيار مشاريعهم.

ويقول: "ستكون الرياضة دائما عنصرا رئيسيا في استراتيجية التسويق
والترويج للعلامات التجارية نظرا لفعاليتها العاطفية".

وتابع "عطفا على ذلك، لا أتوقع تراجع عمل الرعاة عالميا، ولكنهم
سيكونون حذرين أكثر من قبل وأكثر دقة في المكان الذي ينفقون فيه
أموالهم"، مضيفا "أن ذلك يعني أن على الرياضة أن تعمل بجهد أكبر، وفي
بعض الأحيان سيتحتم عليها أن تجدد نفسها، لجذب الرعاة الذين كانت
تضمنهم سابقا".