ضرورة ملحة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٣/يونيو/٢٠٢٠ ٢٠:٣٠ م
ضرورة ملحة

بقلم: محمد رامس الرواس
عندما نقف بفخر واعتزاز على تأسيس دولتنا العصرية الحديثة عمُان، يجب ان نضع نصب أعيننا قوة وثبات المسيرة العمانية والركب المبارك الذي يخدم ويسخر كافة جهوده لصالح سلطتنا العزيزة وما تم حصده من عطاء على مر الايام والشهور والسنين.
لا يزال الحديث مستمر عن الحالة المدارية التى تعرضت لها محافظة ظفار بالأمس القريب وتحولت الى أعصار، حيث ان أثارها وما خلفته وراءها من الخسائر فى الممتلكات لا تزال تعالج الى اليوم، وجميعنا يعلم ويعي أن الحالات المدارية والاعاصير خلال السنوات الماضية بالسلطنة عامة ومحافظة ظفار خاصة مستمرة كونها مدينة اجوائها شبه استوائية وواقعة هي واخواتها مدن الساحل العماني على ضفاف المحيط الهندي الذي تنشأ فيه مثل هذه الأعاصير، وتاريخ هذه الاعاصير بمحافظة ظفار ومحافظات السلطنة الآخرى مدون باحرف مداده كله احزان ومآسي...
واليوم مع اتساع رقعة مدينة صلالة وزيادة السكان كونها العاصمة الثانية بالسلطنة، كان ولا يزال موضوع انشاء شبكة تصريف مياه الامطار، من الأهمية بمكانة أن تنفذ منذ عقود من الزمن، لكنه لا يزال الامر يناقش ويراوح مكانه ويؤجل حسمه والبت فيه، وقد تمضي سنوات وتتبدل الاماكن لكن السؤال يضل متى سيتم تنفيذ مشروع بمثل هذه الأهمية فى هذه المدينة الجميلة لحماية الارواح والممتلكات ودراء الاخطار؟؟؟.
وما من منصف ينكر أن هذا الأمر قد بحث باروقة ذوي الاختصاص والمسؤولية واشبع نقاشات وانتقل لاكثر من جهة لكن التنفيذ لم يتم الى هذه الساعة...
جميعنا يتفق ان احد أهم اركان البنية التحتية بالمدن هي شبكات تصريف المياه، سواء كانت صرف صحي او تصريف مياه الأمطار التي تستقبلها على هيئة منخفضات جوية، او حالات مدارية. او اعاصير مؤسمية، وعدم وجود مثل هذه البنية يوثر بشكل مباشر على الطرق والمنشاءات وكافة البنى التحتية والعمرانية والمنشات الصناعية الاخرى.
لقد حان الوقت بالتاكيد وتأخر كثير، وهناك عواقب وخيمة قد تحدث جراء مزيد من التأجيل لمثل هذه المشاريع الحيوية الهامة التي تساعد فى التعامل مع كميات الامطار والمياه التي تهطل وتصتدم بالمدن الساحلية، واستشهد هنا بالكم الهائل التى وصل اليه منسوب مياه الامطار الاخيرة للحالة المدارية على محافظة ظفار وتحولت الى اعصار حيث بلغ منسوب المياه الي 1044مليمتر وهو رقم قياسي عالمي.
ان مشروع تصريف مياه الامطار سواء بصلالة أو اية مدينة عمانية، لهو بحق يعد وقاية وحاجة ملحة، وهو بالتالي يخلق توازن بيئي، والبدء بانشاءه من الاولويات القصوي بكافة مدن الساحل العمانية التي تتعرض لمثل هذه الاعاصير التي اصبحت شبه سنوية واحيانا قد تحدث أكثر من مرة خلال العام الواحد.
رسالة عاجلة: جميعنا لا يحبذ الذم والقدح والتعليقات الغير اخلاقية وبث المعلومات الخاطئة خلال مناقشة موضوع ما، خاصة خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فالمسؤولية الاخلاقية للانسان العماني تفرض عليه التزام القوانين والاطر الأخلاقية، فهي من أهم صفاته التى فطره الله عليها واشاد بها القاصي قبل الداني، لذا عندما ننافش موضوعاً ما يجب ان تكون مرجعيتنا الى المسؤولية الاخلاقية العمانية.