الصينيون أنفقوا 277 بليون دولار على السفر في 2018

مؤشر الأربعاء ٠٣/يونيو/٢٠٢٠ ٢١:٢٢ م
الصينيون أنفقوا 277 بليون دولار على السفر في 2018

دبي-ش

يتطلع الخبراء والعاملون في قطاع السفر في الشرق الأوسط إلى الصين لبدء الرحلات الدولية مجدداً، لاسيما بعد أن تمكنت من احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، وهو ما ساهم في إعادة عجلة السفر الترفيهي داخل البلد إلى الدوران مجدداً. في هذا الإطار، ناقشت مجموعة من الخبراء، الدراسة المشتركة التي أجرتها كل من "آيفي ألاينس للاستشارات السياحية" و"مجموعة كومفورت السياحية في الصين أو كما تعرف اختصاراً بـ سي سي تي" و"رابطة آسيا والمحيط الهادئ للسفر ’باتا‘"، وذلك خلال إحدى المنتديات الافتراضية ضمن الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي الذي يقام على مدار ثلاثة أيام متتالية.
في هذا الإطار، سلط منتدى السياحة الصينية الضوء عن كثب على الفرص المتاحة التي يوفرها سوق الترفيه الصيني الخارجي في مرحلة ما بعد كوفيد-19، كما ناقش الخطوات الواجب على الوجهات ومعالم الجذب السياحي في العالم اتخاذها لطمأنة السياح الصينيين، بأن وجهاتهم آمنة وجاهزة لزيارتها واوضح المنتدى أن الصينيين انفقوا 277 بليون دولار على السفر خلال العام 2018.
بهذه المناسبة، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: "بدأنا نشهد بالفعل بعض المؤشرات الإيجابية القادمة من الصين، والتي تدل على بدء تعافي صناعة السفر والسياحة فيها. وفي ضوء ذلك، يتطلع العديد من الخبراء في هذا المجال إلى الصين كبوابة لاستعادة نشاط السياحة الدولية مجدداً".
شارك في هذه الجلسة التي أدارها الدكتور آدام وو كلاً من الدكتور طالب الرفاعي رئيس المعهد الدولي للسلام من أجل السياحة والذي شغل سابقاً منصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية وهيلين شابوفالوفا مؤسسة ومديرة شركة "بان أوكرانيا"، بالإضافة إلى ليزا دينه مديرة السياحة في "فيا آوتليتس" وتوني أونغ المدير التنفيذي للأعمال ونائب الرئيس في "إتش سي جي إنترناشونال ترافيل جروب"، التي تضم أكثر من 7,000 وكيل سفر محلي في الصين، وتركز بصورة رئيسية على السفر الخارجي.
افتتح الدكتوررفاعي النقاش بمقارنة سريعة بين أزمة كوفيد-19 والأزمات الأخرى التي واجهتها صناعة السياحة والسفر في الفائت قائلاً: "بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، كان على الناس أن يعتادوا على القيود الأمنية التي فُرضت مثل خلع الأحذية والأحزمة في المطارات، وتجنب حمل المواد السائلة، وهو ما أصبح معتاداً اليوم. في الوقت الراهن، يخشى الناس السفر، ولكن هذه المخاوف ستتغير لاحقاً، حيث سيتم وضع بروتوكولات وضوابط جديدة، وكلما طبق هذا الأمر بزمنٍ أسرع، كلما ساهم في منح الناس الثقة التي من شأنها أن تشجعهم على السفر مجدداً".
وأشار الدكتور رفاعي إلى أن الحكومات بحاجة إلى التعاون المشترك من خلال توقيع اتفاقات ثنائية، موضحاً في الوقت عينه أن وضع برنامج موحد ومعتمد دولياً، من شأنه أن يساعد على توحيد مستويات التعقيم والبروتوكول العام.
بدورها ألمحت هيلين شابوفالوفا أن السياحة البيئية ستشكل توجهاً رئيسياً عندما يتم رفع القيود المفروضة على السفر الدولي، فقالت: "ستلعب العوامل الطبيعية مع المساحات الخضراء المفتوحة والمناظر الخلابة والأنهار، والأماكن التي توفر الهواء النقي دوراً كبيراً في استقطاب الزوار وتحديد رغباتهم في مرحلة ما بعد كوفيد-19".
من جانبها أكدت ليزا دينه أنه لطالما كان التسوق عاملاً رئيسياً في جذب السياح الصينيين، لاسيما التسوق المرتبط بالعلامات الفاخرة، مؤكدةً أن هذا التوجه سيشهد تغييرات متوقعة أيضاً، بما يوازن بين إدارة المخاطر وتجربة العملاء. وأضافت: "إن الثقة هي العملة الجديدة، كما أن الطلب لا يزال قائماً، ولكن الأولويات اختلفت، حيث ستصبح الصحة والسلامة وبناء العلاقات عوامل جذب رئيسية في المرحلة المقبلة. لذا فإن التدريب سيكون ضرورياً لتغيير طريقة التفكير كلياً".
ومن المواضيع الحيوية التي تمت مناقشتها أيضاً، تبني حلول التكنولوجيا، والدور الذي تلعبه الشركات والهيئات الدولية العاملة في مجال السياحة، ولماذا يتوجب على الوجهات السياحية تغيير توجهاتها، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل السلامة وثقة المستهلك.
بالعودة إلى الدراسة، أشار نحو نصف المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته الشركات التي أعدت هذه الدراسة، أنهم عادةً ما يفضلون الرحلات الجماعية، ولكن في ظل الظروف الحالية التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن العديد من الصينيين باتوا يحبذون السفر الآن في مجموعات صغيرة، كي يتسنى لهم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.