إلى المتقاعدين: شكرا وماقصرتوا

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٤/يونيو/٢٠٢٠ ٢٠:٣٠ م
إلى المتقاعدين: شكرا وماقصرتوا

عيسى المسعودي

مجموعة كبيرة من الموظفيين سواء كانوا يعملون في المؤسسات الحكومية او العسكرية سيخرجون هذا العام الي التقاعد وسيكون امام مرحلة جديدة في حياتهم ، ورغم الحديث عبر قنوات التواصل الاجتماعي ومن خلال المقالات العديدة التي نشرت خلال الايام الفائتة والتي ذكر اصحابها العديد من وجهات النظر حول موضوع التقاعد وخاصة ردة الفعل من البعض حول هذا التوجهة الحكومي الذي يعتقد البعض انه كان مفاجئاً ولكن من وجهة نظري ان هذا التوجة كان متوقعاً في ظل الظروف الاقتصادية واحدى الحلول لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة ورغم ذلك الا ان الاغلبية الكبرى من الموظفيين بدأو يفكرون بواقعية وينظرون الي مرحلة التقاعد من الجانب الايجابي والتخطيط للمرحلة المقبلة فالامور الايجابية في التقاعد عديدة وسيكتشفها الموظفين المتقاعدين مع الايام ، المهم أن علينا عدم النظر فقط للموضوع من زاوية الالتزامات المادية فهذا الامر بلاشك سيكون له اكثر من حل وخيار المهم التفكير بالمرحلة المقبلة واستغلال ايجابياتها بشكل أفضل .
خلال السنوات الفائتة من عمر النهضة العمانية بذلوها هؤلاء الموظفيين الذين سيتقاعدون خلال الفترة المقبلة من هذا العام جهود جبارة علينا ان نقف امامها بكل اعتزاز وفخر فهناك مجموعة كبيرة عملوا ليل نهار وبكل جهد وعطاء وتضحية في سبيل المشاركة في بناء عمان المتطورة والتي نراها اليوم شامخة في مختلف المجالات والقطاعات فكان لهم دور بارز في مسيرة النهضة كلا في مكانة وموقعة وفي كل الاعمال والمبادين وبلاشك اننا جميعاً سجلنا في ذاكرتنا العديد من المواقف مع هؤلاء الموظفيين وخاصة في المؤسسات المدنية فمع كل زيارة او مراجعة لمؤسسة حكومية نلتقى باحد هؤلاء الموظفيين المخلصين والذين كانوا يجتهدون حسب امكانياتهم وخبراتهم في الفترات الفائتة في انجاز معاملاتنا والاجابة على استفسارتنا وغيرها من الخدمات المختلفة ، فما تحقق خلال مسيرة النهضة العمانية مفخرة لنا جميعا وبلاشك ان هذه المسيرة كان خلفها رجال مخلصين وعاشقين للعمل والاخلاص للوطن ولنشر الابتسامة في وجوهنا فغالبيتنا كما قلت لنا مواقف مختلفة ومتباينة مع هؤلاء الموظفيين لكن علينا ان نتفق جميعاً من وجهة نظري انهم ادوا ماعليهم حسب قدراتهم واكثر من ذلك وتركوا بصمة على الجيل الحالي ان يكمل المشوار وان ينطلق من حيث انتهى الاخرين وان يساهموا في تنمية وتطوير الاعمال في كل المؤسسات وعليهم ان يقدموا الاحترام والتقدير لكل الموظفيين الذين سيخرجون الي التقاعد فقد كانوا رجال المرحلة السابقة وعلى جيل الشباب ان يدرك ان المرحلة المقبلة تتطلب جهد وعمل كبير وتحمل للمسؤولية ، لذلك على جميع الموظفين او المسؤولين ونحن نودعهم وهم يتركون ميادين العمل ان نقف وقفة اعتزاز واجلال من اجلهم وان نرفع لهم القبعة وأن نتقدم اليهم بالشكر والتقدير والعرفان على كل الجهود التي بذلوها وعلى المؤسسات التي كانوا يعملون بها ان تكرمهم بحيث تبقى الذكرى الطيبة بين الجميع .
أن موضوع الموظفيين المتقاعدين ليس بجديد وخلال السنوات الفائتة كانت هناك نسبة من الموظفين خرجوا الي التقاعد لاسباب مختلفة ولكن هذا العام سيكون الوضع مختلفاً تماماً فنسبة المتقاعدين ستكون كبيرة جداً وفي مختلف المؤسسات والقطاعات وكما ذكرنا فان هذا توجه حكومي من المتوقع ان يستمر خلال المرحلة المقبلة ولقد كتبت خلال الفترة الفائتة عدد من المقالات حول هذا الموضوع من بينها مقال بعنوان " متقاعد في ورطة " ومقال اخر بعنوان " مبادرات لاجل المتقاعدين " وذكرت في هذه المقالات ان فئة المتقاعدين من الفئات المهمة والتي يجب الاهتمام بها ورعايتها سواء المتقاعدين من المؤسسات الحكومية او من القطاع الخاص او القوات المسلحة فهذة الفئة قدمت الكثير للوطن كلا في مجالة وقدمت اعمال جليلة وساهمت بوقتها وجهدها وتفكيرها وصحتها طوال سنوات فترة العمل ومنهم من تميز وقدم تضحيات مقدرة فبعض المتقاعدين من عمل في مؤسستة لاكثر من 35 عاما ولنتصورهذه السنوات والعطاءات والعمل المتواصل وفي ظروف ومتغيرات متعددة وتحديات وغيرها من الظروف لكن استمر هذا الموظف في التفاني والعمل المتواصل حتى وصل سن التقاعد ليبدأ مرحلة جديدة مختلفة في حياته ، لذلك فان الوقت قد حان ونحن نعيش عصر النهضة المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه - ان يتم اطلاق مبادرات وبرامج خاصة تهتم بفئة المتقاعدين وهم بلاشك يشكلون نسبة كبيرة خاصة مع الفئة التي ستترك العمل بنهاية هذا العام من خلال تقديم امتيازات وحوافز تساعدهم لتجاوز المرحلة المقبلة من حياتهم مثل الحصول على التأمين الصحي وعلى اصدار بطاقات تخفيضات من مختلف المحلات والمراكز التجارية وطرح عروض وتخفيضات خاصة لفئة المتقاعدين في الفنادق وشركات السفر والسياحة والمطاعم وشركات التأمين وشركات السيارات وغيرها من الشركات وذلك كنوع من رد الجميل والوفاء لهذه الفئة المهمة والتي تعبت طوال سنوات العمل واصبح من الضروري ان تعيش السنوات المقبلة في طمأنينة وراحة بال وليس في خوف وقلق.
اننا كلنا ثقة ونحن نتابع بين فترة واخرى صدور التوجيهات والاوامر السامية ان يحظى المتقاعدين بالاهتمام السامي وان يتم اطلاق المبادرات والبرامج التي تساهم في اسعاد هذه الفئة التي قدمت الكثير للوطن وان تحاول مؤسسات الدولة وبعض مؤسسات القطاع الخاص الاستفادة من بعض الخبرات التي يمكن ان تقدم اضافة في بعض التخصصات لاسيما الفنية والطبية والاعلامية وغيرها من المجالات التخصصية فالموظف المتقاعد لايعني ان عملة وعطائه قد انتهى وانما هي مرحلة وصفحة جديدة في حياته يجب ان يستثمرها بشكل ايجابي سواء على المستوى الشخصي او على المستوى المجتمعي ، مره اخرى كل الشكر والتقدير لجيل الطيبين من المتقاعدين وعلينا جميعاً أن نقول لهم بصوت واحد " شكرا وماقصرتوا ".

Ias1919@hotmail.com