نوافذ عُمان على العالم

مقالات رأي و تحليلات السبت ٢٧/يونيو/٢٠٢٠ ٢٠:١٩ م
نوافذ عُمان على العالم

بقلم: محمد رامس محمد الرواس
حبا الله جغرافية الطبيعة العُمانية بمميزات أستراتيجية من خلال إطلالتها على بحر العرب وخليج عُمان والمحيط الهندي، ومنح - سبحانه وتعالى- العُمانيون جرأة على ركوب البحر وبناء السفن، فبنوا حضارة ساهموا من خلالها في الحضارة الإنسانية، وامتهنوا التجارة مع الهند والصين وأفريقيا ووصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط، وكانوا ركيزة من ركائز الاقتصاد العالمي في العصور التاريخية المختلفة .
ولقد أستثمر العُمانيون هذه الميزات الطبيعية خير استثمار فعرفوا أسرار الرياح الموسمية الجنوبية والشمالية فاستخدموها خير استخدام فأصبحوا ربابنة ورواداً للبحار .

إن الشواطئ العُمانية والخلجان من مسندم إلى جنوب عمُان والتي شيد بقربها العمانيون الموانئ التاريخية الهامة متعددة الاستخدامات ومختلفة المهام، مختارة بعناية قرب المواقع الجغرافية التي سخرها الله لهم ، فلقد كانت عماُن مهيئه طبيعياً لقيام موانئ بحرية ، فتفاعل الإنسان العُماني مع هذه البيئة البحرية فأنشأ المدن والموانئ على طول الشريط الساحلي، فكانت تجارة أهل عُمان مربحاً لأهلها من التجار وجذباً للتجارة الخارجية ، لكنها في ذات الوقت كانت مطمعاً للطامعين من المغامرين والقراصنة على مر العصور والأزمنة .

لقد كانت الموانئ العُمانية قديماً محصنة بالجبال والخلجان حماية لها من القراصنة وهبوب الرياح ووقاية لها من آثار غير محسوبة، ولقد كان للخلجان (الأخوار) في عُمان قرب الموانئ العُمانية قديماً فوائد عديدة أهمها تأمين الأنشطة البحرية المتعددة سواء من نقل بحري أو تجارة أو صيد الأسماك.
واليوم ونحن نستدعي التاريخ البحري للموانئ العُمانية في ظل النهضة المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق -أيده الله- لابد أن نضع بالحسبان جوهرية ازدهار الموانئ العُمانية القديمة من حيث اتساع مجالها البحري حتى أصبحت أسواقاً لتجارة العالم من خلال قيامها بالأعمال اللوجستية ، والذي منحها زخماً قوياً لرفد الاقتصاد العُماني عبر التاريخ ، حيث لا تزال تجارة العالم في حوض المحيط الهندي إلى اليوم هي بؤرة الصراع التجاري العالمي قديماً وحديثاً .
ولقد كان للموانئ العُمانية مساهمة فعالة وتأثير كبير في التجارة العالمية على مر العصور، ومن هذه الموانئ ميناء ماكا أو ماكيتا (مسندم)، وميناء سمهرم، وميناء رأس فرتك، وميناء ريسوت (ميناء صلالة حالياً)، وميناء أورجيرس (جزيرة مصيرة)، وميناء قلهات، وميناء مسقط، وميناء صحار، وميناء جلفار .... وغيرها من الموانئ العُمانية التي كانت تعمل بنشاط بصادراتها ووارداتها من السلع والبضائع المتعددة .

نستدعي اليوم تاريخ موانئنا البحرية العُمانية من أجل تواصل واستمرار نظام تجاري بحري عالمي عبر موانئ حديثة صحار – صلالة – مسقط - الدقم – مسندم ، من أجل تواصل حضاري يجدد لنا مسيرة التجارة البحرية العُمانية، ولنستكمل ونستعيد معها منظومة موانئنا العُمانية على شواطئ وسواحل وخلجاننا التي أنعم الله بها علينا.

بالأمس القريب وجه جلالة السلطان هيثم بن طارق -أيده الله- بتنفيذ مشروع تطوير ميناء الصيد متعدد الأغراض بولاية دبا حيث يقوم هذا المشروع بتعزيز قطاعات السياحة والثروة السمكية والنقل البحري واللوجستي بمحافظة مسندم والذي يأتي من خلال رؤية عُمان ٢٠٤٠ الاقتصادية التي تركز فيها على استغلال المواقع الاستراتيجية البحرية.

mramis@ssds.co.om