المساعدة على الطريق

مزاج الاثنين ٢٩/يونيو/٢٠٢٠ ١٩:٣٠ م
المساعدة على الطريق

تشير التقديرات إلى أن أزمة المرور في القاهرة وحدها تكبد الاقتصاد المصري خسائر قيمتها 7 بليون دولار أمريكي سنوياً. تشمل هذه الخسائر النفقات الصحية المترتبة على تلوث الهواء والإنتاجية المهدرة بسبب تعطل حركة المرور والنفقات الخاصة بالإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق.

ولطالما عانت مصر نقص خدمات المساعدة المناسبة على الطريق؛ مما أدى إلى تفاقم أزمة الازدحام المروري المزمن في البلاد. وفي تقرير نُشِر عام 2017، أشار مركز بوليتزر الأمريكي إلى أن الخسائر الاقتصادية السنوية بسبب الازدحام المروري في منطقة القاهرة الكبرى وحدها بلغت 7 بليون دولار. وذكر التقرير أنه من بين الأسباب الرئيسية لهذا الازدحام تعطل السيارات والحوادث.

وسعياً منهم لتقديم حل لهذه المشكلة، أطلق رواد الأعمال المصريون محمد أبو الفتوح وإسلام أحمد وعمرو عصام شركتهم ماي داي.
وقال أبو الفتوح البالغ من العمر 34 عاماً: "أجرينا دراسة استقصائية على نحو 300 شخص لمعرفة المزيد عن السوق. رحب المشاركون في الدراسة كثيراً بفكرة إصدار تطبيق لمساعدتهم في حال واجهوا أزمة على الطريق".

ووفقاً لهذه الدراسة، بلغ متوسط وقت انتظار خدمة قطرالسيارة نحو ساعتين وكانت أسعار الخدمة دائماً متفاوتة ومتضخمة. كذلك، سلط المشاركون الضوء على مخاوف تتعلق بالسلامة ونقص الاهتمام بالعملاء في مثل هذه الخدمات.
وأضاف أبو الفتوح: "أردنا إنشاء منصة بنموذج مماثل لتطبيقات خدمات التنقل بالسيارة، مع الاستعانة بشبكة كبيرة من مزودي الخدمات".

الأيام الأولى
واجه تطبيق ماي داي العديد من العقبات بعد إصداره التجريبي في نوفمبر 2018. بالنسبة للمبتدئين، كانت الخدمة متاحة ثماني ساعات فقط يومياً. علاوة على ذلك، أثبت نموذج الأعمال الأولي القائم على الاشتراك في التطبيق فشله لأن المستخدمين لم يكونوا على دراية كافية بالشركة ليقرروا الاشتراك.

وأوضح أبو الفتوح قائلاً: "بدأنا استكشاف خيار الدفع حسب الطلب. لذلك أضفنا خطاً ساخناً لتنظيم الطلبات التي نتلقاها، مع تخصيص التطبيق للاشتراكات والشركات".
عندما يتصل العميل بالخط الساخن، يجيب أحد مندوبي ماي داي ويربط العملاء بسائقي شاحنات قطر السيارات ثم يخبر العميل بالوقت المقدر للوصول وتكلفة الخدمة.

تدريجياً أصبح الخط الساخن متاحاً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ثم حصلت الشركة على دفعة قوية في الاتجاه الصحيح أوائل عام 2019 بعد أن وقعت عقد شراكة مع إحدى أكبر شركات خدمات التنقل بالسيارة في البلاد لتحصل الشركة على تدفقات نقدية كانت في أمس الحاجة إليها. وأبرمت الشركة بعد ذلك بفترة قصيرة المزيد من الصفقات وتوفر حالياً خدمات المساعدة على الطريق لأكثر من 30 ألف زبون من خلال مختلف الشركاء التجاريين مثل البنوك وشركات التأمين.

خطط النمو والمستقبل
أُطلِّق التطبيق رسمياً في يناير 2019 وتوسع نطاق خدماته بعدها بوقت قصير من المواقع الأولية في القاهرة والجيزة ليشمل جميع الطرق السريعة في مختلف المحافظات حالياً. ويجري تتبع معظم مزودي الخدمات المتعاقدين مع تطبيق ماي داي من خلال نظام التموضع العالمي GPS، مع وجود خطط لإدراج باقي مزودي الخدمة قريباً.

وأشار أبو الفتوح قائلاً: "تضم منصتنا الآن 1200 مزود خدمة ما بين شاحنات القطر والسيارات والدراجات النارية. إذا كان المستخدم يحتاج إلى مساعدة في تغيير الإطارات فقط، فيمكننا إرسال سائق دراجة نارية بالأدوات اللازمة للمساعدة في حقيبة ظهره".

وعلى الرغم من عدم تقديم الخدمات بأسعار أقل كثيراً من أصحاب شاحنات القطر المستقلة، ازدادت شعبية تطبيق ماي داي بسبب الخدمة السريعة ومراقبة الجودة وثبات الأسعار دون وجود رسوم خفية. تحصل الشركة على عمولة من الطلبات ويستفيد شركاؤها من تدفق مستمر للعمل من خلالها.

كان أحد التحديات الأساسية التي واجهت شركة ماي داي مبكراً هو توظيف موظفين موهوبين لضمان هذا المستوى من الجودة. عالج الشركاء المؤسسون هذه المشكلة من خلال توفير بيئة عمل صحية بدلاً من الظروف القاسية التي تفرضها العديد من الشركات الناشئة. وعلى الرغم من عدم اعتمادها الكامل على التطبيق، واجهت الشركة أيضاً بعض التحديات التقنية.
وكشف أبو الفتوح قائلاً: "في عام 2020 نستثمر في التكنولوجيا. نريد أن يحتوي تطبيقنا على خيار الدفع حسب الطلب أيضاً. لذلك سنطلق إصداراً جديداً من التطبيق في غضون شهور قليلة".
وستستفيد ماي داي من استثمار ضخم جرى مؤخراً في الشركة لتحقيق هذا الهدف.

وقال أبو الفتوح: "نتمتع بمكانة فريدة تمكننا من تقديم شركتنا على أنها العلامة التجارية المفضلة لتوفير خدمات المساعدة على الطريق في البلاد. أحد الجوانب الأساسية الذي نخطط لاستثمار هذه الأموال فيه هو التسويق وزيادة الوعي بعلامتنا التجارية وخدماتنا".

وتعليقاً على الخطط الأخرى للشركة، قال أبو الفتوح: "ندرس إضافة بعض خدمات الصيانة البسيطة مثل فحص السيارات والإصلاحات السريعة على الطريق. نريد أيضاً التوسع خلال الشهور القليلة القادمة. في الوقت الحالي نستكشف الوضع ونقابل الموردين، بالإضافة إلى إجراء أبحاث السوق، وقريباً سنقتحم سوقاً جديدةً في بلد جديد".