تجسير الفجوات بين التعليم النظري والممارسة العملية

بلادنا السبت ٠٤/يوليو/٢٠٢٠ ٢١:١١ م
تجسير الفجوات بين التعليم النظري والممارسة العملية

مسقط - ش
استضاف المجلس العماني للاختصاصات الطبية عبر الاتصال المرئي الدكتور أحمد بن سالم المنظري – المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط – في حلقة نقاشية خاصة حول التعليم الطبي وفيروس كورونا "تجسير الفجوات بين التعليم النظري والممارسة العملية"، حضرها أكثر من ١٣٠ مشارك من الكوادر الطبية.
وصرح الدكتور أحمد المنظري قائلا: أثر فيروس كورونا (كوفيد-19) تأثيراً كبيراً في تعليم الممارسين الصحيين، حيث أغلقت المؤسسات التعليمية أبوابها، واستعانت بالحلول الرقمية في التعليم عبر الإنترنت. وفي حين انتقلت هذه المؤسسات سريعاً إلى تطوير منصات تعليمية مخصصة لهذا الغرض بهدف استئناف أنشطتها التعليمية، لا يزال تطوير المهارات العملية يُشكِّل تحدياً، لأنه يتطلب حضور الطلاب بأنفسهم في البيئات السريرية. وينبغي للهيئات التنظيمية تعديل معاييرها لتناول المخاوف بشأن الرقابة على الجودة، وللنظر في أسئلة جديدة أثارتها الجائحة بشأن مدى نجاح البرامج الحالية للتعليم الصحي في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية. وينبغي إعادة توجيه المناهج الدراسية لتغطية موضوعات أساسية مثل الصحة العامة والوبائيات والترصُّد والاستجابة للفاشيات، بشكل أفضل. ويجب أيضاً توسيع نطاق القدرات التعليمية كي يتسنى تدريب المزيد من الاختصاصيين في مجال الصحة العامة، وأخصائي الوبائيات، والمراقبين الصحيين.
وأوضح الدكتور المنظري: أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط يستعرض تأثير فيروس كورونا (كوفيد-19) على تعليم الممارسين الصحيين، واستجابة هذه المؤسسات التعليمية، من أجل توجيهها نحو "الوضع المعتاد الجديد" واستعدادًا لأي فاشيات قد تحدث مستقبلا.
وضمن الحلقة النقاشية التي نضمها المجلس العماني للاختصاصات الطبية، حاوره الدكتور عبدالله المنيري – مدير دائرة الاستراتيجية والتخطيط، أوضح الدكتور أحمد المنظري: توجد لدينا في سلطنة عمان رؤى واضحة وقوية لدى مؤسسات التعليم الطبي فيما يخص التعليم الطبي وتطوير الكوادر الصحية سواء في كليات الطب أو المجلس العماني للاختصاصات الطبية.
في حين أن فيروس كورونا (كوفيد19) أثر بشكل عام على السلطنة والمنطقة، وبشكل خاص على التعليم الطبي، فإن الكثير من الدول تواجه صعوبة في توقع مستقبل الجائحة، ومنها دول متقدمة صحيا وليس فقط بلدنا ودول المنطقة، ولذلك نجد فرق عمل متواصلة وبشكل مستمر مع نظيراتها في الدول الأخرى لتبادل الخبرات في هذا المجال، ويجب علينا ربط هذه التحديات بالتعليم الطبي وتطوير مناهجه وممارساته بما يتوافق مع المستجدات والدروس المستفادة من هذه الجائحة
وهناك تحديات عديدة تواجهها النظم الصحية بسبب الجائحة ومنها الانخفاض في تقديم الخدمات الصحية التي لا ترتبط مباشرة بالفيروس ولها أسباب كثيرة منها تخوف المجتمع من زيارة المؤسسات الصحية لتلقي الخدمات العلاجية، وعدم استعداد النظام الصحي في بداية الجائحة.
كما ساهمت بعض الممارسات الدينية والعادات المجتمعية بالمنطقة في زيادة انتشار الجائحة كالأعياد والعمرة والزيارات العائلية المتكررة وحضور المناسبات، وغيرها، وعلينا إعداد الأطباء والممارسين الصحيين بالمعارف العلمية في هذا المجال ليكونوا على استعداد لمواجهتها إن حدثت في المستقبل. ويجب علينا أن نكون مستعدين مستقبلا لمواجهة مثل هذه الجائحة، حيث أننا في بدايتها واجهنا صعوبة في توفير الأدوات والفحوصات اللازمة لمواجهة المرض، كما يجب علينا إيجاد طريقة لاستيعاب الفئات غير القادرة على الحجر المنزلي في الحجر المؤسسي، ومن أمثلة ذلك الفئات التي تعيش في المخيمات في بعض دول المنطقة
وتواجه النظم الصحية عالميا بعض القصور حول أساسيات التواصل فيما يخص المخاطر وإدارتها في المناهج التعليمية، ويجب علينا تقويتها، ويواجه العاملين في القطاع الصحي الكثير من الضغوطات حاليا منها الزيادة في ضغط العمل، والتعرض للمخاطر، والضغوطات النفسية والجسدية، كما أنهم يواجهون أحيانا ممارسات عنيفة من فئات المجتمع المتأثرة بالجائحة ويجب علينا إضافة أساليب للتعامل مع مثل هذه الضغوطات في مناهج التعليم الطبي.
وخلال حديثه، قال الدكتور أحمد المنظري: ليس لدينا متسع من الوقت لمواجهة الوباء وتطوير مناهج التعليم الطبي حيث أن الجائحة في ذروتها، وفي اعتقادي أن أي تطوير وتعديل في المناهج التعليمية الطبية يجب أن يبدأ فورا لتشمل مقررات تعنى بصحة المجتمع، والبحث والابتكار، واكساب الطلبة والمتدربين الخبرات والمعارف المتعلقة بالتحديات الصحية، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي والعالمي.
وهناك عدد من الدروس المستفادة والتي تعلمناها من الجائحة، تتمثل في: تطوير نظام التعليم الطبي الالكتروني (عن بعد)، وتطوير المناهج التعليمية الطبية بما يتناسب مع المستجدات الحالية، كما أننا بحاجة إلى علماء أوبئة في العالم والمنطقة، ومن الدروس المستفادة أيضا أهمية إشراك المجتمع.
وبالحديث عن القصور في جانب التعليم الطبي والوعي المجتمعي، هناك حاجة ملحة لإدخال التعليم الطبي في مناهج ما قبل الدراسة الجامعية وخلال الدراسة الجامعية، لضمان الوعي وتعزيز الصحة المجتمعية، وذلك لوجود فجوة بين التعليم الطبي في المؤسسات التعليمية والممارسات السريرية في المؤسسات الصحية، وهناك جهود متواصلة لسدها.
وفي ختام الحوار تم النقاش حول أهمية التحول للتعليم الطبي الالكتروني، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقديم الاستشارات الطبية للمرضى (عن بعد)، وغيرها من التقنيات الحديثة والتي تعد من الأدوات الأساسية المستجدة في التعليم الطبي والتواصل مع المجتمع.