السلطنة تحتفل باليوم العالمي لـ" الكينوا"

مزاج الثلاثاء ٠٧/يوليو/٢٠٢٠ ١٥:١١ م
السلطنة تحتفل باليوم العالمي لـ" الكينوا"

مسقط – الشبيبة

تحتفل السلطنة باليوم العالمي لنبات الكينوا أحد محاصيل الحبوب الزراعية والذي يصادف 7 يوليو من كل عام، وذلك تقديرا للمزارعين الذين يحرصون على زراعته والحفاظ عليه كغذاء للأجيال القادمة.

وقد تم إطلاق مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للكينوا في عام 2018 من قبل بعض الأفراد والمؤسسات الدولية ليكون يوم ٧ يوليو من كل عام يوما للكينوا بهدف الاهتمام بزراعته واستخدامه كغذاء للاستهلاك البشري.

يعتبر الكينوا من محاصيل الحبوب الواعدة التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تميزه بالجودة الغذائية والتنوع الجيني والقدرة على التكيف مع المناخ الجاف وظروف التربة المختلفة وانخفاض تكلفة الإنتاج، حيث أن هذه السمات تجعل منه محصولا يمكن زراعته في مختلف مناطق العالم.

كما يعتبر الكينوا من المحاصيل الصالحة للأكل كحبوب بشكل رئيسي وأوراقه التي تؤكل كخضار أو تقدم كأعلاف للحيوانات. بالإضافة إلى كونه طعاماً مناسباً لمرضى حساسية الجلوتين نظراً لخلوه من الجلوتين، كما أن حليب الكينوا مناسباً للذين يعانون من حساسية اللاكتوز الموجود في حليب البقر.

كما تتميز حبوب الكينوا بالبروتين العالي، فكل كأس من الكينوا يعطي 8 جرامات من البروتين. إضافة إلى ذلك تعد الكينوا من الأغذية الغنية بالألياف.

ومن جانب القيمة الاقتصادية للكينوا فتعود إلى الاستخدامات المتعددة له في الصناعات الغذائية والدوائية والصناعات الأخرى، ومن ناحية الصناعات الغذائية فالكينوا تستهلك كحبوب كاملة ودقيق خام أو محمص ورقائق. وتتمثل الميزة الرئيسية لاستخدام الكينوا كإضافة غذائية الى الدقيق في أنها تساعد في تلبية الطلب العالمي المتصاعد على المنتجات الخالية من الجلوتِين.

تستخرج مادة الصابونين من الكينوا التي يتم استخدامها في مجال الصناعات الدوائية والصناعات التجميلية وصناعة المنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية وغيرها من الصناعات، حيث يعتبر ميزة نسبية رفعت من جدواها الاقتصادية.

ينتمي محصول الكينوا إلى الفصيلة المرامية، وهو نبات عشبي حولي ذاتي التلقيح وذو نورة زهرية تشبه إلى حد ما السبانخ، وتعتبر البذور الجزء الصالح للأكل، ويتراوح طول النبات من) 60 -200سم) وذلك حسب نوع الصنف والبيئة المزروعة، كما أن جذوره وتدية تمتد إلى 30 سم تحت مستوى سطح الأرض، وتتميز بذور الكينوا بصغر حجمها، حيث يتراوح قطرها من 2-3 ملمتر، كما أنها تتباين من حيث الألوان فمنها الأبيض والأصفر والأحمر والأرجواني والوردي والأسود ويرجع ذلك إلى التنوع الجيني الكبير لهذا المحصول.

يفضل محصول الكينوا النهار القصير ودرجات الحرارة المنخفضة، حيث ينمو في درجة حرارة تتراوح من 15-25 درجة مئوية، كما توجد أصناف وطرز وراثية تتكيف مع العديد من المناخات.

يعتبر محصول الكينوا من المحاصيل الحساسة للحرارة العالية في مرحلتين، وهما مرحلة ما بعد الإنبات، حيث تموت النباتات إذا انخفضت الحرارة دون الصفر قبل بلوغ النبات طور الست ورقات. ومرحلة الإزهار، حيث تدخل النباتات في طور السكون وعقم اللقاح إذا تعدت الحرارة 35 درجة مئوية. وتحتاج نباتات الكينوا إلى فترة جفاف عند بلوغها طور الإزهار وتكوين الحبوب.

وبذلت السلطنة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية جهودا بإدخال محصول الكينوا الى السلطنة في عام 2013 بالتعاون مع المركز الدولي للزراعات الملحية (إكبا) ومكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وذلك لدراسة أقلمتها تحت الظروف المناخية للسلطنة. وتم تنفيذ التجارب المختبرية والحقلية لغرض تقييم الأصناف الواعدة واستجابتها لإجهادات الملوحة والحرارة. وتم التوصية بزراعة الأصناف (اكبا 3) و(اكبا 5) والصنف امريلا مرنجاني. ويجري الآن اكثارها بغرض نشرها مع المزارعين. كما يتم دراسة أصناف أخرى تحت ظروف الري بالمياه المالحة.

يزرع محصول الكينوا في السلطنة في منتصف شهر سبتمبر أو بداية أكتوبر ويمكث في الأرض مدة 6 أشهر، ويتميز محصول الكينوا بقدرته على تحمل الظروف الصعبة، فهو من المحاصيل المتحملة للجفاف ومقاوم للملوحة المتوسطة. ويحتاج محصول الكينوا إلى تربة طميية رملية أو رملية طميية جيدة الصرف ذات نسبة عالية من المواد العضوية، كما أنه يفضل التربة معتدلة القلوية (4.5 - 9.0). ويتم حرث الأرض وتسويتها جيداً مع ضمان عدم وجود الكتل الكبيرة لضمان التساوي في عمق الزراعة.

يتم استخدام 4-6 كجم/هكتار من البذور، حيث تزرع البذور في خطوط على مسافة 50 سم على مسافة تتراوح من 30 - 35 سم بين النباتات، يساعد التباعد المتساوي بين النباتات على تحسين الإنتاج على اعتبار أن وزن البذرة يساوي 0.3 جرام (53000 نبات في الهكتار أي ما يعادل من 5-6 نباتات في المتر المربع). تزرع البذور بعمق 1-2 سم بحيث يتم وضع من 2-3 بذرات في الجورة الواحدة.

يحتاج محصول الكينوا إلى أسمدة الفوسفور والبوتاسيوم والنيتروجين والتي يجب أن تضاف بناءً على تحليل التربة قبل الزراعة، وفي حالة عدم تحليل التربة فيمكن استخدام 50 كجم/هكتار فوسفور (100 كجم سوبر فوسفات الثلاثي) و50 كجم/هكتار بوتاسيوم (100 كجم سلفات البوتاسيوم) و120 كجم/هكتار نيتروجين (200 كجم/يوريا). يتم إضافة أسمدة الفوسفات والبوتاسيوم كاملة قبل الزراعة. أما بالنسبة لأسمدة النيتروجين فيتم إضافة نصف الكمية بعد أسبوع من الزراعة والنصف الأخر بعد شهر من الزراعة.

يحتاج النبات من‏300‏ إلى‏1000‏ مم من المياه في السنة لنمو المحصول بصورة جيدة ولتكوين الحبوب، بينما لا يحتاج إلى كميات كبيرة في المناطق الجبلية المرتفعة، حيث يكتفي برطوبة الندى الصباحي. أما في الأراضي المروية فيحتاج المحصول الى 33% من كميات مياه الري اللازمة لمحصول القمح أي حوالى1000م3 فقط.

تتعرض نبتة الكينوا في مراحلها الأولى (من ورقتين إلى ست ورقات) إلى يرقات العثة فتحدث فيها ثقوبا، حيث ينصح باستخدام مبيد سومي ألفا (10 جم/لتر)، بالإضافة إلى تعرضها للمنّ ونطاط الورق وحشرة البق، ويتم رش المحصول بمبيد جهازي مثل سوماثيون. أما الأمراض الأكثر شيوعا على الكينوا فهي التبقع الورقي والبياض الزغبي.
كما تهاجم الطيور محصول الكينوا في مرحلة تكون البذور والنضج لذا ينبغي تغطية الكينوا قبل مرحلة النضج.

يعتمد الحصاد على عدة عوامل منها نوع الصنف ودرجة الحرارة، حيث انها إذا وصلت لأعلى من 35 درجة مئوية تقلل من كمية البذور المنتجة، كذلك لا ينصح بالحصاد في حالة أن البذور رطبة.

تتميز الكينوا في مرحلة النضج بتساقط الأوراق وميل لون النبات إلى اللون الأصفر أو الأحمر حسب الصنف. يحصد محصول الكينوا بعد 100-120 يوم للأصناف المبكرة في النضج، أما الأصناف المتوسطة النضج فتحصد بعد 150-160 يوم، وقد يصل موعد النضج من 180-200 يوماً للأصناف المتأخرة.

يتم حصاد محصول الكينوا خلال النصف الثاني من شهر مارس وإلى بداية شهر إبريل. ويبلغ الإنتاج المثالي في الدول التي تشتهر بزراعة الكينوا من 6-11 طن/هكتار، إلا أن انتاج 3.5 طن/هكتار يعتبر جيداً في الدول الحارة، حيث أن الإنتاج يعتمد على الظروف البيئية ونوع الصنف. ويتم الحصاد في الظروف الجافة وذلك بقطع رأس البذور (الجزء العلوي) من النبات مع الحفاظ على جزءاً من الساق أسفل رأس البذور. ويتم ذلك بمقصات تقليم خاصة للقيام بهذه المهمة.

بعد غربلة حبوب الكينوا الجافة، يتم إزالة مادة الصابونين الموجودة بها يدويا أو ميكانيكيا بواسطة الغسل بالماء، حيث أن بذورها تحاط بغشاء قاسي صابوني، بعد ذلك يتم تجففيها وتعبئتها على شكل حبوب في علب بلاستيكية أو زجاجية او معدنية أو كرتونية. كما يتم طحنها كدقيق لتدخل في الصناعات الغذائية الأخرى.