كورونا عطل حركة السياحي

بلادنا الثلاثاء ٠٧/يوليو/٢٠٢٠ ٢٠:٢٢ م
كورونا عطل حركة السياحي

مسقط - ش
عطّل انتشار فايروس كورونا حركة السفر والسياحة وممارسة المغامرات، النشاطات والجولات السياحية والاستكشافية في جميع دول العالم وليس فقط في عُمان. حيث دأب بعض من شبابنا في ممارسة سياحة الاستكشاف في جبال وأودية عمان بل وقام البعض بإنشاء شركات خاصة تنظم هذه الرحلات أو تزود بأدوات الاستكشاف والتخييم. وفي ظل إغلاق ومنع كافة الممارسات السياحية، وإيمانًا من اللجنة الوطنية للشباب بأهمية الممارسات السياحية، ولِما لها دور في تعزيز السياحة في سلطنة عمان، ودعمها المتواصل للشباب المغامرين وتعاقدها الدائم بالشركات الشبابية السياحية لتحقيق بعض برامج المؤسسة؛ استطلعت اللجنة الوطنية للشباب بعض من شبابنا وتجاربهم في مواجهة التحديات والظروف السابقة في ممارسة سياحة المغامرات، ومن أصحاب المشاريع في إدارة النشاطات والجولات السياحية والاستكشافية، وعن خططهم وتوجهاتهم لما بعد كورونا!
وفي هذا الصدد قال حميد الأخزمي -شريك مؤسس لمنصة سرينا لتنظيم رحلات المغامرات في أحضان الطبيعة العمانية الساحرة : "لا شك أن ڤايروس كورونا تسبب في أزمة اقتصادية أثرت على قطاع السياحة ، ولكن من ناحية أُخرى نجد أن هذه الفترة كانت فرصة لجميع المؤسسات السياحية بأخذ استراحة صغيرة، لإعادة النظر في إحصاءات السياحة عالميًا، والتفكير في صياغة أسس جديدة، ووضع خطط استراتيجية للسنوات المقبلة، وذلك لتطوير قطاع السياحة بما يسمح لها التماشي والتعايش مع كوفيد-١٩؛ من خلال استخدام التقنيات الحديثة كالدفع الالكتروني مثلًا عوضًا عن استخدام النقود، والتفاعل مع المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لبث الأمل في المجتمع والاستعداد للعودة بحذر، فيما اتجهت بعض المؤسسات إلى نشر التوعية وتخفيف القيود على قطاع السياحة أملًا للعودة بهمة أعلى والعودة بمؤسسات أكثر تطورًا بعد الأزمة الكبيرة التي حلّت بالعالم، وهذا ما نتمناه في السلطنة حيث نصت أهداف النهضة المتجددة بقيادة المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - على السعي لإيجاد مصادر دخل أخرى غير نفطية، ويعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة التي سوف ترفد اقتصاد السلطنة مستقبلًا، وهو كذلك من أهم القطاعات المحورية للخطة الخمسية القادمة في رؤية ٢٠٤٠، و التي تهدف إلى استقطاب ١١ مليون سائح بحلول ٢٠٤٠."
ومن جانبه قال غيث الهادي –مُغامر ويعمل بشكل حر في مجال السياحة: "جائحة كورونا لم تكن في الحسبان احتلت العالم فجأة وأدت الى خسارة الكثير من الأرواح والبعض منهم يحارب هذا المرض حتى الآن. ڤايروس كورونا لم يُأثر على الأفراد فقط بل أدى إلى مشاكل اقتصادية في الكثير من الدول حول العالم، انهارت بسببهِ اقتصادات الدول، وتأثر أصحاب الأعمال التجارية بشكل عام والقطاع السياحي بشكل خاص." وأضاف الهادي: "في بداية الأمر عندما وصل هذا الوباء الى السلطنة كان بشكل سريع ومفاجئ لم نكن نعلم ما هيه الإجراءات المتبعة لتصدي هذا المرض، ولكن بفضل وزارة الصحة ودور الاعلام في بث الوعي ونشر كافة المعلومات لأتباع إجراءات الصحة والسلامة لوقاية وحماية أنفسنا والالتزام بالحظر لتجنب الاصابة بالوباء. ومع إجراءات الحظر أثر ذلك على القطاع السياحي مما أدى إلى توقف النشاط السياحي داخل السلطنة وأثر ذلك على أصحاب المشاريع السياحية من حيث توقف الأنشطة والمدخول بشكل تام. ويعتبر خريف صلاله من أهم مصادر الدخل سواء لأصحاب المشاريع السياحية ولسكان صلاله ذاتهم، الذين كانوا يوفرون قوتهم من خلال مشاريعهم الصغيرة من المناطق السياحية." وعن الحلول المؤقتة التي يمكن اتباعها قال الهادي: " أرى أنه يمكن الرجوع لتشغيل النشاط السياحي واتباع الإجراءات الصحية الوقائية المعروفة، بتقليل عدد الافراد في المجموعات السياحية والتأكد من صحة السائح، مع ارتداء الكمامات أثناء الجولات السياحية وعدم مخالطة السائح للشعب وأهالي المنطقة، ونسأل الله أن تنكشف الغمة عن هذه الأمة ويمدنا الله بالصحة والعافية."
وفي حديثنا مع الأمجاد المعولية -المدير التنفيذي والمؤسس لشركة تيبي المختصة في تقديم التجربة الاستثنائية في مجال التخييم، تقول: "التوقف عن العمل منحنا الفرصة لمراجعة استراتيجية الشركة وإعادة النظر في نموذج العمل وجعله أكثر مرونة في ظل التغيرات التي سببتها الجائحة. ومع اتجاه العالم إلى رفع الإجراءات الاحترازية تدريجيا من المتوقع أن يكون للسياحة الداخلية دور نشط للترفيه عن الناس بعد عزل دام ٣ أشهر. لذلك قمنا باستغلال هذه الفترة بالترويج عن المشروع وتعزيز التواصل مع عملائنا من خلال منصات التواصل الاجتماعي. فقمنا بمشاركة بعض التجارب معهم واستمعنا الى آرائهم وما يتطلعوا إليه بعد هذه الازمة. هذا بالإضافة إلى استكمالنا للبرنامج التدريبي الذي قدمه لنا الصندوق العماني للتكنولوجيا لكوننا من ضمن المشاريع الممولة. حيث ركزنا مع المرشدين على خطة العودة للسوق بعد الجائحة."
رياض الهنائي -مغامر عماني محب للاستكشاف، ومروج للسياحة العمانية بالتصوير، ومؤسس فريق milestone Adventure: "من وجهة نظري أرى عُمان من الممكن أن تصبح وجهة سياحية أولى في العالم، لما تمتلكه من مقومات سياحية لا يعلمها الى القليل، حيث تمتاز عمان بتنوع التضاريس مثل الجبال والسهول والأودية والكهوف والبحار والشواطئ والمساحات الزراعية وغيرها، وعلية فإنها تستقطب جميع أنواع السياح. قمت بالسفر لأكثر من ٢٠ دولة وقمت بمقارنة ما تمتلكه عمان وما تمتلكه بقية الدول التي تمتاز بالنشاط السياحي، وفي كل مره أرى بأن عمان لديها المقومات الأكبر، لدينا مطار جديد يستوعب عدد رحلات كبير ويعتبر أول انطباع جميل للسائح، ولدينا الموانئ التي من الممكن أن تستقبل الرحلات البحرية ، ولدينا أجمل الطرق التي من الممكن أي زائر القيادة عليها بكل أريحية ، ولدينا جميع التسهيلات في إجراءات التخييم ودخول المواقع السياحية، والمميز جدا أن مواقعنا السياحية ما زالت على طبيعتها بدون أي عبث (بهذا يمكننا ترتيبها وتنظيمها بطريقة شبابية حديثة مميزه وبإضافة لمسات بسيطة فقط)، وطبيعة تعامل الشعب العماني مشجعة جدا في استقطاب الزوار، وتوجد العديد من المزارات والتنوع الذي سيجدد انتعاش السائح ورؤية ما هوه جديد ومشوق، وكذلك بدأ المشاريع العمانية بالتوجه للسياحة (تأجير السيارات وأدوات التخييم والمطاعم والمغامرات وغيرها) وعليه فإن ذلك سيخلق تنافس وانخفاض في الاسعار، وايضا تفعيل برنامج الخرائط في الفترة الأخيرة google map والنقل العام والنُزل السياحية والأفكار الشبابية التي أضافت طابع جميل للسياحة."
وعن الحلول الممكنة قال الهنائي: "إذا تم تسهيل الإجراءات للشباب الذين لديهم الرغبة بعمل أي مشروع سياحي، وتفعيل مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة فالترويج السياحي، وعمل استبيانات للسياح لمعرفة احتياجاتهم (يتم ذلك في المطار أو عن طريق الشركات السياحية)، وتفعيل دور القطاع الخاص في دعم السياحة (مثلاً محطات البترول توفير wifi مجاني للسياح، اجبار المنتجعات والاستراحات بعمل دورات مياه عامة تخدم السياح، تفعيل بوابات الولايات للاستفسارات عن المناطق السياحية والمزارات في كل ولاية او محافظة) فإن لك سيعزز من السياحة في عمان ويجعلها وجهة مقصودة دائما."
المغامر والمرشد سياحي حمد الهادي وفي حديثنا معه يقول: " قطاع السياحة كان من أول القطاعات تأثرا بأزمة كوڤيد ١٩، توقف نشاط المغامرات بشكل كلي التزاما حتى قبل صدور قرار عدم ممارسة الأنشطة الرياضية ومنها نشاط المغامرات. أثناء فترة التوقف قام الأفراد وأصحاب المشاريع السياحية باتخاذ مجموعة من التدابير المعينة على التقليل والتخفيف من آثار الأزمة منها: فترة التوقف هذه أتاحت لأصحاب المشاريع مراجعة خططهم والعمل على تطوير مشاريعهم وبالأخص من الناحية التقنية والتكنولوجية وذلك استمرارا للتقيد بأساليب الوقاية بعد العودة لممارسة النشاط. بعض الأفراد استغل الفرصة لاستكشاف أماكن جديدة للمغامرات مع التزامهم بقرارات اللجنة العليا فيما يتعلق بضرورة التباعد واستخدام الأساليب الوقائية."
وفيما يخطط له أصحاب المشاريع بعد أزمة كورونا يقول الهادي: "تتلخص الخطط في التركيز على الممارسات الجديدة للسياح بعد أزمة كورونا منها التوجه للأماكن المنعزلة البعيدة عن التجمعات السكانية والتي تحقق عناصر الوقاية من العدوى بشكل معقول. مثل أنشطة التخييم والمغامرات الجبلية والوديان. والتركيز على السياحة الداخلية؛ فئة كبيرة من المواطنين ستفضّل السياحة الداخلية فضلا عن السياحة الخارجية أولا لعدم قدرتهم على دفع تكاليف السفر الخارجي بعد تأثرهم اقتصاديا بأزمة كورونا وارتفاع تكاليف الوجهات والمرافق السياحية الخارجية وكذلك قلة الثقة بعد بمستوى الأمان من الإصابة بهذا النوع من الڤيروسات. عمان حققت أرقام واحصائيات مطمئنة في أعداد المصابين وطرق وأساليب الوقاية من المرض الأمر الذي يزيد من ثقة السائح بها كوجهة سياحية أولى بعد فك الحظر وفتح المطارات، ويعمل أصحاب المشاريع السياحية على استغلال هذه النقطة بوضع خطط جذب مناسبة لهؤلاء السياح والتعاون مع أسواق عالمية أخرى لجذب السياح للسلطنة. هذا فضلا عن جذب العملاء عن طريق وضع عروض التخفيضات على الرحلات وأيضا التسويق لمدى التزامهم بإجراءات الوقاية الاحترازية أثناء الرحلات والمغامرات والتخطيط للتعاون مع وزارة السياحة والمؤسسات السياحية الأخرى في السلطنة لوضع خطة تسويقية وترويج السياحة في عمان للعالم أجمع."
واختتم حديثنا مع الشبيبة إسماعيل الذهلي –مرشد سياحي وعاشق للطبيعة العمانية بقوله: " بداية يجب أن ندرك أن السياحة في عُمان موسمية، مثلا في فصل الشتاء نتوجه للجبال والصحاري والشواطئ وهذا الأمر يجذب السيّاح من خارج السلطنة، أما السياحة في فصل الصيف وبسبب حرارة الجو فغالبا ما تكون في ممارسة الأنشطة السياحية داخل الأودية بسبب وجود المياه. أرى أن السياحة في السلطنة تأثرت كثيرا بسبب الجائحة والكثير من الشركات والفرق المحلية أغلقت كل انشطتها في هذه الفترة ولكن بنفس الوقت المناطق السياحية الآن باتت أنظف بكثير من قبل بسبب منع التجمعات وبعض المناطق السياحية. وأرى أنه لا داعي للاستعجال حول رجوع الأنشطة السياحية المحلية لان الصحة تأتي فوق كل شي."