التعايش مع كورونا لايعني الاستهتار

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٧/يوليو/٢٠٢٠ ٢٢:٣٦ م
التعايش مع كورونا لايعني الاستهتار

عيسى المسعودي

Ias1919@hotmail.com

تابعنا خلال الايام الفائتة وبشئ من الغصة والغضب الشديد ماتم تداوله عبر قنوات التواصل الاجتماعي من تجمعات وحشود كبيرة خاصة من المواطنيين على الشواطئ وبين الاودية والجبال وازدحام شديد امام بعض المؤسسات الخدمية وفي المراكز التجارية في مشاهد مؤسفة جداً تضرب عرض الحائط كل الجهود التي تبذلها الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات وبكل التنبيهات والتوجيهات التي تطالب الجميع بالالتزام بالتعلميات والاشتراطات الصحية والتي من اهمها التباعد الاجتماعي وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 لذلك فلانستغرب عندما نتابع يومياً ارتفاع اعداد الاصابات والوفيات جراء هذا الوباء والقلق والخوف الذي يصيب الجميع وهو يتابع هذه المشاهد وهذه التجمعات طالما هناك للاسف الشديد فئة من المجتمع لاتبالي وتتهاون وتستهتر بصحتها وسلامتها وصحة افراد عائلتها وبالتالي صحة افراد المجتمع ككل فهذه تصرفات غير مسؤولة ولن تصيب الفرد بنفسة وانما ستصيب عائلتة ومجتمعة والنتائج التي نتابعها يومياً عبر موقع وزارة الصحة تؤكد اننا نسير في طريق مخيف نهايته كارثية اذا استمر هذا الاستهتار والتهاون من قبل البعض في نشر هذا الوباء من خلال هذه التصرفات والتجمعات الغير مبررة والغير مسؤولة.
لقد قامت المؤسسات الحكومية خلال الاشهر الفائتة وفي مقدمتها وزارة الصحة والمؤسسات الاعلامية بدور كبير في القيام بحملات التوعية وبالعديد من الخطوات والاجراءات التي ساهمت وبشكل واضح في الحد من انتشار هذا الوباء وكانت الارقام تدل على انحصار فيروس كورونا في السلطنة ولان الحياه لابد ان تستمر وبعد تقييم الموقف من كافة الجوانب وخاصة الجوانب الاقتصادية والمعيشية لافراد المجتمع اتخذت الحكومة ممثلة في اللجنة العليا بعض القرارات والخطوات التي تبين للجميع ان فيروس كورونا سيستمر لفترة طويلة وغير محددة حتى الان لذلك علينا التعايش مع هذا الفيروس ومع هذه الظروف والمستجدات الجديدة بشروط معينة اهمها اننا نستمر في المحافظة على التزامنا بالاجراءات والاشتراطات الصحية وعلى التباعد الاجتماعي وعدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى وعدم تنظيم التجمعات او الزيارات العائلية ولكن للاسف الشديد هناك فئة من المجتمع فسرت هذا التوجه بشكل خاطئ وبدأت في التهاون والاستهتار بتنفيذ التعليمات والتوجيهات فالمجتمع اطلق صرخة غضب على هذه التجمعات لذلك ماشاهدناه من تجمعات على الشواطئ وفي الاماكن العامة والاودية والجبال ماهي الا مظهر من مظاهر الاستهتار بالفيروس وبالارواح وبصحة الناس وكأن البعض يعتقد انه بعيد عن الاصابة بالفيروس وان هذا الوباء قد انتهى وهذا مفهوم وفكر خاطئ ، كذلك من الامور المستغربة والتي تؤكد ان هناك فئة للاسف الشديد تتعامل مع الجائحة في هذه الاوقات بنوع من الاستهتار قيام بعض الموظفين بالذهاب الي العمل رغم شعورهم بالاعراض كالحمى الشديدة والصداع وغيرها من الاعراض ويشاركون زملائهم بعض التجمعات او تنظيم الاجتماعات حتى تقع الفأس فوق الرأس ويتضح بعد ذلك انه مصاب بالكورونا وبذلك يكون للاسف قد نقل العدوى لزملائه في العمل وهذا يعني تأثير كبير على صحة هؤلاء الموظفين وعائلاتهم والذين لاذنب لهم وتعطيل لعمل المؤسسة وعلينا ان نتصور كيف شخص واحد مستهتر وغير مبالي يمكن ان يؤثر وينقل العدوى لمجموعة كييرة وكذلك هناك فئة اخرى ينطبق عليها نفس الوصف عندما يقومون بتنظيم الزيارات والمناسبات العائلية وهذه التجمعات وغيرها تسبب في نقل العدوى وانتشار الفيروس بشكل كبير بين افراد المجتمع ، إن تهاون البعض في كثير من الامور جعل ارقام الاصابات والوفيات تقفز وبشكل مخيف ينذر بخطر كبير إن لم نتراجع عن هذا التهاون وهذا الاستهتار وان نعود الي اجراءات الالتزام والمحافظة على انفسنا وعلى احبابنا وزملائنا من خلال التقيد الشديد بالاشتراطات والاجراءات الصحية ، ويكفي ان نتابع حالات المرضى ومعاناتهم وهم في المستشفيات وسيارات نقل جثامين المتوفيين الي المقابر لندرك حقيقة الموقف والمشهد وان الجميع دون استثناء معرض أن يكون اسمه ( لاقدر الله ) ضمن قائمة المصابيين او المتوفين وبالتالي علينا الحرص على سلامتنا وسلامة مجتمعنا فهذا الوقت ليس وقت التهاون او الاستهتار .
أن على كل فرد منا خلال الفترة المقبلة تحمل المسؤولية وعدم التهاون في مواجهة فيروس كورونا فالوباء لايزال ينتشر ويهددنا جميعاً دون استثناء وعلينا جميعاً التعاون والتكاتف وتقديم النصيحة للجميع وتوعية افراد اسرنا بالتقيد والالتزام بالتوجيهات والاشتراطات الصحية فالوقت ليس مناسب للخروج الي الشواطئ او تنظيم التجمعات العائلية او التنزهات وانما هو وقت المحافظة على سلامتنا وعلى كل فرد ان يقوم بدورة فهي مسؤولية مشتركة في التصدي لهذه الجائحة الخطيرة فالامور بعد توفيق الله سبحانة وتعالى تعود الينا كأفراد من خلال التزامنا بالتعليمات المذكورة وحرصنا على على التعاون مع المؤسسات والجهات الحكومية فلقد راهنت هذه المؤسسات على وعي المجتمع وعلينا ان نثبت ذلك عملياً وليس فقط بالكلام وهذا لن يتحقق الا عندما نعود الي ماكنا علية سابقاً من حيث الالتزام والتقيد ، كما لايفوتنا في هذه السطور ان نشيد بالفئة الملتزمة من افراد المجتمع وندعوهم لعدم اليأس والاستمرار في التزامهم حتى نشكل لحمة وطنية في التصدي لهذه الجائحة كما ادعو اللجنة العليا مراجعة بعض الامور المتعلقة بهذه التجمعات ومتابعة الفئة المخالفة والغير متقيدة بالتعليمات وبالاجراءات وان تكون هذه المؤسسات أكثر جدية في التعامل مع بعض هذه المواقف فالاعتماد على وعي افراد المجتمع ليس دائماً نهج صحيح وبالتالي علينا مراجعته ، فمصلحة الوطن وصحة افراد المجتمع فوق كل المصالح والاعتبارات وهذه الجهات شريك اساسي في المسؤولية كما نأمل من المؤسسات الاعلامية ومن وزارة الصحة والافراد كلا حسب امكانياته وقدراته مواصلة حملات التوعية بحيث تصل هذه الرسائل التوعوية لاكبر شريحة ممكنة وان نقوم بتغير وتحديث مفهوم الرسائل التوعوية الحالية لتواكب المستجدات ولتحقق الاهداف المنشودة بحيث نساهم جميعاً ان شاء الله في الحد من انتشار هذه الجائحة والمحافظة على صحة أفراد المجتمع والحد من الارتفاع الخطير في عدد الاصابات والوفيات.