"العمانية للكتاب والأدباء" تناقش سياسية فرنسا مع عُمان حتى العام 1856

مزاج السبت ١١/يوليو/٢٠٢٠ ٢٠:٥٥ م
"العمانية للكتاب والأدباء" تناقش سياسية فرنسا مع عُمان حتى العام 1856

مسقط ـ ش
أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة التاريخ جلسة حوارية بعنوان: "سياسة فرنسا نحو عمان في الفترة من عام 1799 حتى عام 1856م"، للباحثة العراقية اطلال سالم حنا، وذلك على قناة الجمعية في ZOOM، مع بث مباشر على قنواتها في يوتيوب وتويتر.

في الأمسية التاريخية التي أدارها الدكتور سليم الهناني، تناولت الباحثة عدد من المحاور بما في ذلك محور التوجهات السياسية نحو الخليج العربي وهنا أشارت إلى التواجد الفرنسي عبر البحار حيث لم أن فرنسا لم تكن فرنسا تمتلك اسطولا بحريا حتى عام 1624م لحماية تجارتها عبر البحار، لذا قامت بعد ذلك التاريخ ببناء اسطول قوي يستخدم في وقت السلم للتجارة، مما مهد لفرنسا الطريق للدخول في الاستعمار الخارجي. حيث أشارت في حديثها إلى لويس الرابع عشر وتكوين فرنسا لإمبراطورية قوية على سواحل الهند والشرق الأقصى ومصر فأسست شركة الهند الشرقية الفرنسية على غرار شركات الهند الانجليزية والهولندية فازداد عدد الأسطول الفرنسي من 20 سفينة الى 140 عام 1661م، كان هدفه اقامة امبراطورية فرنسية في العالم القديم، وفيما يتعلق بعمان فقد أصبحت أواخر القرن السابع عشر والعقدين الأولين من القرن الثامن عشر اعظم قوة بحرية في الخليج العربي والمحيط الهندي، وظهر التفوق العماني واضحا بالتغلب على منافسيهم الأوربيين والإيرانيين سيما بعد انهيار البرتغال وانشغال إیران بشؤونها الداخلية.

وحول محور عمان والصراع الفرنسي - البريطاني 1799-1809 أشارت إطلال سالم أن فرنسا استمرت تنتهج سياسة الود والصداقة تجاه مسقط واتخذت العلاقات الفرنسية - العمانية طابع الود في طبيعتها، وكان السيد سلطان بن أحمد يسترشد في شؤونه السياسية بطبيبه الفرنسي، إلا أن سياسة الجنرال نابليون بونابرت في الشرق أتت وبعكس ما كانت تهدف إليه، إذ ساعدت بطريقة غير مباشرة في تدعيم المركز البريطاني في بحار الشرق. خاصة بعد أن ثارت شكوك بريطانيا في قيام حكومة مسقط بالتنصل من موقفها الحيادي طبقا للتقارير التي وردت إليها، والتي أشارت إلى قيام سفن مسقط التجارية بنقل المعلومات عن تحرك السفن البريطانية إلى جزيرة مورشيوس، إضافة إلى الأرباح التي يحققها العمانيون جراء بيعهم البضائع والسفن البريطانية التي يأسرها الفرنسيون، على اثرها قامت بريطانيا بفرض معاهدة في 12 أكتوبر 1798 والتي تضمنت عدة بنود، أهمها تعهد حاکم مسقط بالتعاون مع بريطانيا ضد فرنسا لغرض إضعاف النفوذ الفرنسي في المنطقة.

أما في محور فرنسا اتجاه عمان (1806 ـ 1856م)، فقد أوضحت اطلال سالم أن سياسة فرنسا تغيرت تجاه عمان منذ عام 1806 بسبب سياستها التوسعية مما ادى الى توتر العلاقات بينهما، بسبب ازمة السفينة الفرنسية لافيجلان التي وصلت إلى ميناء مسقط في 21 يوليو من 1809والتي عندما ارادت التزود بحاجتها من المؤن، وإجراء بعض الإصلاحات فيها، صادف وجودها مع وصول الفرقاطة الإنكليزية الكونكورد إلى ميناء مسقط، عندها طلب قائد الفرقاطة من رئيس الميناء تسليم السفينة الفرنسية، والذي رفض ذلك احتراما لحياد مسقط، مما عده قائد السفينة البريطانية خرقا للمعاهدات المعقودة بين بريطانيا ومسقط، منذرا بإخراج السفينة الفرنسية خلال أربع وعشرين ساعة مما اضطر رئيس الميناء إلى إصدار أوامره إلى السفينة الفرنسية بمغادرة الميناء بعد تزويدها بالمؤن، إلا إنها وقعت أسيرة الفرقاطة الإنكليزية على بعد عدة أميال من الميناء، والتي اقتادتها إلى بومباي الأمر الذي عدته فرنسا اتفاق عماني مع البريطانيين مما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين، عمان وفرنسا في ذلك الوقت.