فقه التباعد الاجتماعي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٢/يوليو/٢٠٢٠ ١٩:٥٠ م
فقه التباعد الاجتماعي

محمد بن رامس الرواس
mramis@ssds.co.om

قال تعالى : " يا ايها الذين امنو خذوا حذركم "
بالأمس القريب سألني احد الأصدقاء عبر اتصال خارجي عما يحصل في مجتمعاتنا العُمانية التي يزداد فيها خطر فايروس كورونا كوفيد ١٩، انتشاراً وتعقيداً يوماً بعد يوم، ونحن بدورنا اليوم غير مصدقين تلك الأرقام التي تزداد يوماً بعد يوم ، ومما نسمع من حكايات من هنا وهناك تدمي القلب عن حالات المعاناة مع هذا الوباء، بينما نقف محتارين من الأسباب والمسببات، وكثيراً ما نلقي اللوم تارةً على الوعي والسلوك وتارةً على السياسة الصحية وتارةً أخرى على الثقافة المجتمعية عامة .
من هذا المنطلق نتساءل عن ما يقوله فقه ديننا الحنيف فيما يحدث عند النوازل وعند انتشار الوباء والامراض بالمدن؟
حدث في العام ١٧ هجرية أن انتشر طاعون في مدينة بالشام ، فهلك خلقٌ كثير، فلما وليّهم وتولي امارتهم الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه خطب في الناس وقال "انه هذا الوجع اذا وقع (ويقصد الوباء) انما يشتعل اشتعال النار فتجنبوا منه في الجبال (أي تباعدوا)". فخرج الناس، فتفرقوا حتى رفعه الله عنهم.
واليوم ولله الحمد بيوتنا هي حصوننا وخروجنا للحاجة الملحة أمر جائز، خاصة للغذاء والدواء واغلاق الولايات جميعها أولى بأن يتم، كما أن التزامنا بمنازلنا أمر مفروض ومن فقه شريعتنا وديننا الحنيف، حيث أن هذا الوباء الخبيث كورونا، سينتهي -بإذن الله تعالى- متى ما تم التعامل معه بمثل ما فهمه وأمر به فقه الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- واليوم المسؤولية ملقاة على عاتق الجميع حتى انجلاء هذا الوباء وتصرفاتنا مرهونة بذلك التباعد واتباع الارشادات والاحترازات الوقائية التي اصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، وما على السياسة الصحية الا أن تتولى أمر التباعد الاجباري عبر القانون، بجانب الاحترازات الصحية حتى لا يحصل التفشي الغير محمود في قادم الوقت.
رسالة :علينا ان نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في مثل حالتنا اليوم لنشر الوعي الصحي والحث على السلوك المجتمعي والتباعد لحين زوال الوباء ونعمل جميعاً تحت عنوان النوازل تبيح التباعد ...
اللهم احفظ اوطاننا وسلطاننا ومجتمعاتنا، واحفظ اللهم الجميع على ما يبذلونه ويساهمون به في التخفيف علينا من هذه الجائحة، سواءً من رجال الصحة والأمن والقانون المناط بهم كافة المخاطر والصعاب ... اللهم امين