"لا شيء مستحيل"

مزاج الأحد ١٢/يوليو/٢٠٢٠ ١٩:٥٥ م
"لا شيء مستحيل"

وسط أزمة جائحة كوفيد-19 التي تجتاح العالم، تعاون مهندسون وخبراء إماراتيون على مدار الساعة لضمان الوصول الآمن لمسبار الأمل إلى موقع إطلاقه في جزيرة تانيغاشيما، التي تقع على بُعد 1000 كيلومتر جنوب العاصمة اليابانية طوكيو في إبريل الماضي، استعداداً لإطلاق أول بعثة فضائية عربية. تأتي هذه الخطوة في إطار مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وكان النقل الآمن للمسبار في ظل الجائحة العالمية القائمة بمثابة تذكير مبكر بالشعار، الذي ترفعه دولة الإمارات، ألا وهو: "لا شيء مستحيل".

في الوقت الذي تواجه فيه عملية نقل أي مركبة فضائية تواجه العديد من التعقيدات نظراً لطبيعة المركبة والأدوات وحساسيتها تجاه درجة الحرارة والرطوبة والغبار والحركة، فقد تسببت المشكلات التي جاءت في كنف جائحة كوفيد-19 في إضافة المزيد من التعقيدات لهذه العملية.

لذلك، كان لابد من مضاعفة عدد أعضاء فريق التخطيط لبعثة الإمارات إلى المريخ للإشراف على تعزيز تدابير الأمن ومنع العدوى، بالإضافة إلى التعاون مع طاقم المركبة لتلبية شروط الحجر الصحي.

بدأ شحن المسبار لأول مرة يوم 20 إبريل الماضي في تمام الساعة العاشرة صباحاً، إذ جرى نقل المركبة الفضائية براً من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي في دبي.

استغرقت عملية النقل اثنتي عشرة ساعة واستغرق المهندسون خمس ساعات لضمان تثبيت المسبار بأمن داخل حاوية شحن مصممة لتعمل كغرفة نظيفة محمولة و صغيرة الحجم. وتم إجراء تعديلات على الحاوية لضمان توفير بيئة ذات ظروف مناخية محددة من حيث درجة الحرارة والرطوبة، بينما يوفر نظام التطهير بالنيتروجين الحماية للمسبار من جزيئات الغبار المحمولة في الهواء.
ثم، نُقِّل المسبار براً بسرعات منخفضة للغاية لتقليل الاهتزازات، التي يمكن أن تتسبب في تلف أجزاء حساسة في المسبار.

وقضى متخصصون ثلاث ساعات أخرى في تحميل المركبة الفضائية على متن طائرة من طراز أنتونوف 124، التي تُعَّد واحدة من أكبر طائرات الشحن في العالم، قبل أن تنطلق في رحلة تستغرق 11 ساعة إلى مطار ناجويا باليابان.

ورافق فريق من الخبراء المسبار لمراقبته بعناية وضمان سلامته خلال مسار الرحلة.وقد اُختير هؤلاء الخبراء بعناية لتقليل أي اضطرابات قد تطرأ فجأة ومراقبة أي ظروف جوية يمكن أن تؤثر سلباً على الرحلة وحمولتها الثمينة.

عندما وصل المسبار إلى مطار تشوبو سنترير الدولي في ناغويا، خضع طاقم الطائرة لإجراءات صارمة للسيطرة على العدوى وتقليل فرصة الإصابة بفيروس كوفيد-19 في أثناء تسليمهم المسبار للطاقم الأرضي.
واستغرقت المرحلة التالية، التي تخللها نقل المسبار من مطار ناغويا إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما، ثلاثة أيام.

وبعد ذلك، جرى تنزيل مسبار الأمل من الطائرة وخضع لفحوصات صارمة تتعلق بالصحة والسلامة، قبل أن يُنقَّل في رحلة استغرقت 44 ساعة عبر البحر إلى ميناء شيماما في جزيرة تانيغاشيما. وهناك انتظر الخبراء حتى حلول الليل لنقل المسبار عبر طرق هادئة من الحركة المرورية من ميناء شيماما إلى الجهة الجنوبية من جزيرة تانيغاشيما للوصول إلى مركز تانيغاشيما للفضاء.

وتم تسليم المسبار لفريق الإطلاق قبل خضوعه لفحوصات نهائية مكثفة استعداداً لإطلاقه يوم الأربعاء 15 يوليو المقبل في رحلة تستغرق سبعة شهور من وصوله إلى كوكب المريخ في فبراير2021، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات.
يمكن متابعة العد التنازلي لإطلاق مسبار الأمل عبر موقع emiratesmarsmission.ae