"مسبار الأمل" ورحلة المريخ

مزاج الأحد ١٢/يوليو/٢٠٢٠ ٢٠:٠٠ م
"مسبار الأمل" ورحلة المريخ

"هو ترجمة لثقافة اللامستحيل التي كرستها دولة الإمارات منذ قيامها وتمارسها فكراً وعملاً ومسيرة.. هو رسالة أمل بأننا لسنا أقل من شعوب الدول المتقدمة اجتهاداً وابتكاراً.. وهو إنجاز لكل عربي، وفخر لكل إماراتي، ووسام إنجاز دائم لمهندسينا". بهذه العبارات وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسبار الأمل خلال اطلاعه على التحضيرات الأخيرة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) الذي سينطلق في الـ 15 من الشهر الحالي من مركز تانغاشيما في اليابان.

وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي خلقتها جائحة كوفيد -19، نجح القيّمون على المشروع بالالتزام بالجدول الزمني المحدد لإطلاق مسبار الأمل الذي من المقرر أن يصل إلى مداره حول كوكب المريخ في فبراير من عام 2021؛ ما يتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لإقامة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتنتظر مسبار الأمل أربع مراحل لإنجاز مهامه تبدأ بمرحلة الرحلة الفضائية ثم مرحلة الوصول إلى مداره في كوكب المريخ المتوقع في فبراير 2021، لتنطلق المرحلة الثالثة ألا وهي المهام العلمية الممتدة على مدار عامين تليها "العمليات العلمية الممتدة" التي ستستمر إلى 2024.

مراحل 12 مرّ وسيمرّ بها مسبار الأمل نعود إلى أولّها وتحديداً إلى 16 يوليو 2014. حينها أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ؛ وهو مبادرة استراتيجية بهدف تسريع عملية نمو قطاعات الفضاء والتعليم والعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة والمساهمة في تقوية الاقتصاد المعرفي في الدولة.

يأتي إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" تتويجاً لجهود نقل المعرفة وتطويرها التي بدأت عام 2006 في مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو ثمرة تعاون وثيق بين مجموعة واسعة من المهندسين الإماراتيين وشركاء دوليين في جميع أنحاء العالم لتطوير القدرات اللازمة لتصميم وهندسة مهمات فضائية.
تم تكليف مركز محمد بن راشد للفضاء من قبل حكومة دولة الإمارات بإدارة وتنفيذ جميع مراحل المشروع ووكالة الإمارات للفضاء بالإشراف العام على المشروع.

مسبار الأمل يساعد العلماء على رسم صورة متكاملة عن طبقات الغلاف الجوي للمريخ وتقصي العلاقة بينها. وبفضل استخدام ثلاثة أجهزة علمية على متنه صُممت لجمع أكبر عدد من المعلومات حول مناخ الكوكب الأحمر، سيحصل العلماء على أول صورة من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم بين فصول السنة إضافة إلى مراقبة الظواهر الجوية كالعواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، علاوةً على تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة. ولا تتوقف المهمة هنا لا بل تمتدّ إلى الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ.

مسبار الأمل يحمل الكثير من الأهداف العلمية التي تريد ترسيخ مكانة الإمارات كمنارة للتقدم في المنطقة وتعزيز جهود الأخيرة في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية. ودعونا لا ننسى أنها تريد رفع مستوى الكفاءات الإماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار.

وأرادته حكومة دولة الإمارات أيضاً رمزاً للأمل في المنطقة لتمكين الشباب الإماراتي خاصة والشباب العربي عامةً في المجالات العلمية والتقنية لتواصل أجيال اليوم رحلة السعي وراء مستقبل باهر.