الصحة والقانون والمجتمع والإعلام

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٥/يوليو/٢٠٢٠ ٢٠:٢٢ م
الصحة والقانون والمجتمع والإعلام

محمد بن رامس الرواس
mramis@ssds.co.om

يوماً بعد يوم ولا يزال فايروس كورونا جاثماً بظله الكئيب على مجتمعاتنا العُمانية التي تنتظر الفرج القريب، وهي لا تزال تعاني من عدم اجتثاثه بل ما حدث زيادة في اعداد المصابين ، ومن خلال ما نادت به اللجنة العُليا بالأمس في طلب التباعد الأسري الاجتماعي وتوخي درجات الحيطة والحذر وغيرها من الإجراءات الهامة، وجب على مجتمعاتنا العمل على وقف انتقال وتفشي هذه الجائحة بين الناس، حيث ان قلة التزام البعض منا ترك للفايروس فرصة ومنفذاً للانتقال الينا عبر التهاون وعدم الالتزام بالإجراءات والاشتراطات الصحية .
سُدت المنافذ أمام السياحة والتجمعات والزيارات ولم يبق إلا القانون أن يأخذ مجراه لمن يخالف التعليمات ويخرج عن السلوك الصحي، والجميع اليوم يريد أن يتجاوز هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، ولكن لا منفد إلا بتكاتف الجميع عن طريق الالتزام الصريح بتعليمات اللجنة العُليا التي تحرص أشد الحرص للعمل سوياً بين الجهات الثلاثة الأساسية الفاعلة في هذه الازمة ، الصحة، والقانون، والمجتمع والاعلام .
هناك مرضى يريدون أن يسافروا للعلاج، وهناك طلبة يرغبون بالعودة لمدارسهم، وهناك أصحاب أعمال يرغبون أن تفتح أبواب محلاتهم التجارية وهناك مساجد تنتظر المصلين ، وهناك أُسر التزمت أشد الالتزام وأغلقت أبواب منازلها، ولم تخرج إلا للدواء والغذاء، ولا يدخل ولا يخرج منها أحد أو غرض إلا استخدمت واتخذت الاحترازات والإجراءات الوقائية من معقمات وقفازات وكمامات وغيرها، كما ان هناك تضحيات كثيرة قام بها العديد من أبناء الوطن المخلصين، ولكن لا يزال الوطن يعاني للأسف الشديد ، وفي المقابل هناك أُناس غير مكترثين أفسدوا كل تلك التضحيات باستهتارهم وقلة وعيهم غير عابئين ولا أبهين بكل ذلك وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يخصهم، هؤلاء من يجب أن تطالهم يد القانون، فالسفينة واحدة ومتى ما تُرك فئة يعبثون بجزء منها غرق الجميع .
اليوم نحتاج قوانين أكثر صرامة، ووعي صحي مجتمعي أكثر التزاماً وجدية ومسؤولية، كما نحتاج إعلام فعّال ينقل الصورة والمأساة الحاصلة حالياً للجميع أولاً بأول ويرشدهم إلى طريق التعافي ويوضح لهم أن الطريق يمر بتضحيات تتطلب مننا الصبر والحرص.
يجب التعامل مع هذا الوباء على أننا جميعاً مصابون -لا سمح الله- لكن بداء التهاون بالعدو الفتاك ، فهذا الفايروس الذي لم يكن لينفد لمجتمعاتنا وينتشر فيها إلا من خلال تركنا للحُزم الإجرائية الصحية والتعليمات الارشادية التي دأبت اللجنة العُليا بالمناداة بها، ومتى ما تم الالتزام ستأتي العافية -بإذن الله- وسينخفض الوباء ويزول بفضله سبحانه ثم بتكاتف الجميع.