العمل التطوعي وآثاره

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٩/أغسطس/٢٠٢٠ ٢٠:٣١ م
العمل التطوعي وآثاره

محمد بن رامس الرواس

" من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة"
- رواه البخاري

لا جدل في أن الأعمال التطوعية تعتبر من أفضل الأعمال المجتمعية والإنسانية التي تساعد على تآلف أبناء المجتمع الواحد وتنمية روح التعاون والتكاتف فيما بينهم، ويسعى المتطوعين لبذل الجهد والعطاء دون اجر أو مقابل في العمل مجتمعاتهم، وهم بذلك يساهمون بنشر روح العمل الخيري الذي يُعد من الأعمال الصالحة التي حث وأثاب عليها ديننا الاسلامي الحنيف.
إن للأعمال التطوعية فوائد عظيمة وتنقسم هذه الفوائد إلى عدة أقسام منها الاجتماعية والدينية والاقتصادية، فمن الناحية الاجتماعية ، فقد أثبت علماء الاجتماع إن الأعمال التطوعية التي يؤديها الفرد أو المجموعة أو تكون من خلال المؤسسات الخيرية تعمل على تنمية القيّم الإنسانية النبيلة التي تحتاجها المجتمعات الإنسانية ومنها الألفة ، والمحبة ، والتعاون وإزالة المصاعب وغيرها من الأعمال الكثيرة بدءاً من المساهمة بإزالة آثار الكوارث الطبيعية ، وأقلها ما أشار اليه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الشريف: " إماطة الأذى عن الطريق".
أما من الناحية الدينية فقد أوصانا الله - عز وجل - في محكم التنزيل بالعمل التطوعي بشتى أنواعه سواء كان شخصياً للمسلم في أعماله وطاعاته لله ، أو بالعمل التطوعي الميداني بالمجتمع، قال تعالى (فمن تطوع خيراً فهو خيراً له) أما الرسول عليه أفضل الصلاة واتم التسليم ، فقد جاءت سنته المباركة مؤكدة لأهمية العمل التطوعي سواء الفردي أو الجماعي وصنفتها من ضمن أنبل وأكرم الأعمال الصالحة ، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام "خير الناس أنفعهم للناس" وعندما يكون المسلم نافعاً لمجتمعه فإنه يجني منافع عدة منها قضاء وقته في الأعمال الصالحة ويوجهها لأعمال الخير ومنفعة مجتمعه .
ومن الآثار الاخرى للعمل التطوعي أن المعونات المالية التي تقدم من المتبرعين للجمعيات الخيرية لأجل زيادة أعمالها سواء كانت صحية أو خدمية تؤدي إلى رفد ومساعدة ودعم لهذه الجمعيات لكي توفي بالتزاماتها وخدماتها تجاه المجتمع مما يساعد على توسع هذه الجمعيات في أعمالها التطوعية ، ولقد أشارت بعض الدراسات الاجتماعية إن العاملون في الحقل التطوعي يتخلصون من سلبيات عديدة في حياتهم ويستبدلونها بإيجابيات يحصدونها جراء أعمالهم التطوعية على المستوى الشخصي والأسري، حيث أنهم يحتسبون أعمالهم لوجه الله دون أجر أو مقابل مادي فتعود عليهم أعمالهم بالسعادة وسعة الرزق .
ولعل الفوائد الاجتماعية للأعمال الخيرية لا تحتاج لبيّان فهي من العوامل المساعدة لترابط المجتمع وتقوية الروابط بالمجتمع ، كما أنها تنشر المحبة والأمن والسلام والصحة ، وخلال الأيام الماضية تابعنا الحملة الواسعة التي قام بها مجموعة من الشباب بمحافظة ظفار لإجتثاث نبتة "البارثنيوم" من خلال الحملات التطوعية لإزالة واستئصال هذه الشجرة الغريبة والسامة ذات الزهور البيضاء التي لا توجد بها بذور وهي نبتة انتشرت بشكل كبير خلال العشرون عام الماضية بجبال ظفار، وعندما لاحظها بعض السكان قاموا بحملات تطوعية خلال هذه الفترة من العام بهدف اقتلاعها والقضاء عليها بجهود ذاتية ، هذا بجانب ما تبذله بلدية ظفار من جهود حثيثة للقضاء علي هذه النبتة السامة .