قلق وخوف يحاصر الشباب بسبب فرص العمل وكورونا

مزاج الأربعاء ١٢/أغسطس/٢٠٢٠ ٢١:٠٠ م
قلق وخوف يحاصر الشباب بسبب فرص العمل وكورونا

مسقط - خالد عرابي
احتفلت الكثير من دول العالم يوم أمس (الأربعاء) بمناسبة "اليوم العالمي للشباب" الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام ويكون الاحتفال بيوم الشباب الدولي على شكل مناقشات واحتفالات ولقاءات في جميع أنحاء العالم، ويركز معظمها إذا لم يكن جميعها على أن الشباب هم أمل الأمم وهم ثروة اليوم وعماد المستقبل، كما تركز على الاعتراف بأهمية الشباب وأهمية مشاركته في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ولكن ونحن في ظل الظروف التي مر بها العالم خلال العام الجاري وما فرضته ظروف جائجة فيروس كورونا القاسية وما غيرته من نمط وسير وشكل الحياة، وفي ظل آثارها على الناس صحيا واقتصاديا واجتماعيا في كل مكان، وبالطبع منهم الشباب .. فكيف يرى الشباب وضعه وما هي نظرت للواقع المعاش الآن ومستقبلا في ظل هذه الظروف المفروضة.

يقول رائد الأعمال وهب الجديدي: "واقع الشباب الحقيقي الآن أنه يعاني كثيرا من جراء تعرضه لانعكاسات وأثار أزمة كورونا، مما أوجد طاقات مهدورة وأفكار نائمه تنتظر الدعم والمبادرة لاحتوائها. وأضاف: كانت المنتديات والمعسكرات والتجمعات الشبابية دائرة خصبة لتفريغ هذه الطاقات ولكن وباء كورونا قلب المعادلة والموازين و راح ضحيته شباب في عمر الزهر من فقد لوظائف ومشاريع وأفكار كانت في طريقها للتبني من جهات راعية ..كل ذلك ذهب هباءا.. بتنا اليوم نبحث نحن الشباب عن كيانات تحتضننا في ظل هذه الظروف الصعبة التي للأسف الحكومات هي الأخرى تعاني من شر هذا الوباء فما بالنا بالشباب الذي يملك إمكانيات محدودة .

وأكد قائلا: "أعتقد أنه آن الأوان للشباب أن يتكاتفوا ويتكيفوا مع هذه المتغيرات ويقفوا صفا واحد لمواجهة هذا العدو الكاسر يتلاحموا في بناء أفكارهم وإدارة مشاريعهم ويعملوا تكتل بسيط ويتركوا فكرة العمل بالانفرادية وتحمل الخسارة الفردية فهذا نظام عمل قديم وأثبتت نظام الفرق هي أفضل الأنظمة لمواجهة التحديات الاقتصادية وغيرها من التحديات .

وقال: أواجه يوميا شباب يبحث بنهم عن دخل يحقق فيه استقلاليته في ظل شح الوظائف فيعمل كمروج في السوشيال ميديا يقوم بتسويق المنتجات أو يصنع منتجات حرفية وتلك تصنع منتجات منزلية وتروجها في الوسائط الاجتماعية لتكسب قوت يومها وتحقق ذاتها وكينونتها في ظل هذه المتغيرات سواء كانت اقتصاديه او اجتماعية. وهؤلاء جميعا يحتاجون إلى من يتبناهم ويأخذ بأيديهم حتى في المجالات التطوعية لأنهم باتوا بسبب الحجر المنزلي وعدم وجود أعمال أو أنشطة يدخلون في عقد نفسية والبعض منهم في كآبه وسيناريوهات مختلفة متنوعة تغافل عنها الإعلام للأسف. فنحن نحتاج إلى إعلام واعي بناء متفاعل يدخل وسط هذه الأوساط الشبابية ويتحاور معهم لأن قوام هذا البلد لن تقوم له قائمة من دون هذه الطاقات الشبابية.

الشباب أضير
وتقول جوخة عبدالله، موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص: "ماذا نتوقع من الشباب أن يتحدث عن واقعة في ظل كل ما مر به من ظروف وتحديات خلال الشهور الماضية من هذا العام .. الشباب منهم من أضير صحيا ومنهم من استقطعت رواتبه ومنهم من فقد وظائفه نهائيا .. أعتقد أن الإجابة هي أننا كشباب نشعر بالضيق وبالقلق وبنظرة لا أريد أن أقول متشائمة وإنما سأقول قلقة نحو المستقبل.

وأضافت: "بصراحة، أنا لا أتحدث عن نفسي فأنا بطبعي متفائلة وظروفي ولله الحمد والمنة أفضل من غيري بكثير ولم أتأثر كثيرا بسبب ظروف كورونا ولكن أريد أن أتحدث بصراحة عن واقع الشباب عموما وما أراه بعيني ومن حولي من خلال من ألتقيهم من الشباب من الأصحاب والأصدقاء."

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في العام 1999 التوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (عقد في لشبونه، في الفترة من 8 - 12 أغسطس 1998)، وأعلنت بناء على تلك التوصية يوم 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوم الشباب الدولي أو العالمي. ويتيح يوم الشباب الدولي الفرصة للاحتفال بالشباب وإسماع أصواتهم وأعمالهم ومبادراتهم مشاركاتهم الهادفة وتعميمها جميعا.

نوع من الضبابية
وقال محمد الزدجالي، (22 عاما) متدرب بإحدى الشركات: "نظرتنا وتوقعاتنا المستقبلية كشباب يسودها نوع من الضبابية والشعور بالقلق والخوف على المستقبل، ولا ندري كيف سيكون مستقبلنا.. فإذا ما نظرت من حولك ترى أن كثير من الشباب يبحثون عن فرص عمل وجاءت ظروف كورونا وغيرت خريطة كل شيء وأثرت على حياة الناس فوجدنا كثير من الناس وممن لديهم وظائف وخبرات يفقدون أعمالهم ووظائفهم فكيف بنا نحن الشباب كمقبلون على العمل حديثا .. بالطبع أمر مقلق."

وقالت أسماء العوفي، طالبة: "أقول ربنا يستر فلك أن تنظر إلى حال العالم من حولك صراعات وقلاقل ومشاكل وحروب وكوارث وكورونا وكل يوم أخبار مفجعة، والمشكلة بل والكارثة الكبرى هي وسائل التواصل الاجتماعي والتي جعلتنا نعيش وسط كل هذه الأحداث و لا تستطيع أن تحجب نفسك عنها.. فترى بعد كل هذا ماذا تريد أن يكون تفكير الشباب ونظرته للواقع والمستقبل؟"

وأردفت قائلة: "أنا شخصيا كطالبة في السنة النهائية أشعر بالقلق والخوف على مستقبلي لأنني أرى أن من تخرجوا قبلي وبسنوات هم الآن يعانون ويتطلعون للحصول على فرص عمل ويجدون صعوبة ويتعنون في ذلك، علاوة على أن المشكلة الأكبر أن الظروف الاقتصادية التي عكستها ظروف مرض فيروس كورونا على واقع واقتصاديات البلاد خلقت نوعا من التراجع في كل شيء فعلى سبيل المثال وكما نعرف أن الرواتب التي كانت قد تحسنت في كثير من البلدان في الفترة الماضية، ولكن الآن تراجعت وبشكل كبير كما أن التوظيف قد يأخذ شكلا و نمطا مختلف فيعتمد جزء كبير منه على العمل الجزئي وهذا يقلل من فرصنا الوظيفية بل وحتى في حال الحصول على الوظيفة يقلل من فرص حصولنا على راتب محترم كما في السابق."

1.2 مليار شاب
وبحسب موقع الأمم المتحدة: "يوجد هناك 1.2 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، يمثلون 16 بالمائة من سكان العالم. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشباب بنسبة 7 بالمائة بحلول عام 2030 - الموعد المرتجى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة - ليصل إلى حوالي 1.3 مليار شاب وشابة. ومع تزايد مطالبة الشباب بفرص أكثر إنصافا في مجتمعاتهم، أصبحت مواجهة التحديات المتعددة التي يواجهها الشباب (مثل فرص الحصول على التعليم والصحة والتوظيف والمساواة بين الجنسين) أكثر إلحاحا من أي وقت مضى."

ومن ناحية أخرى عقد "مركز الشباب العربي" الذي يترأسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة بدولة الإمارات، "مؤتمر أولويات الشباب العربي" الأول، وذلك عشية اليوم العالمي للشباب، تحت رعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة منظمة الأمم المتحدة وحضور عدد من وزراء الشباب العرب ومسؤولي القطاعات الشبابية من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وشهد المؤتمر الإعلان عن نتائج "استطلاع أولويات الشباب العربي" الذي أنجزه مركز الشباب العربي وشمل 7000 شاب وشابة من 21 دولة عربية، اختاروا الاستقرار والتعليم والصحة في قمة أولويات الشباب العربي.وشارك المؤتمر الذي أقيم بتقنية الاتصال المرئي عبر الإنترنت معالي الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولفيف من الوزراء و المسؤولين العرب.

قاطرة النمو
وقال معالي أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية في الكلمة الافتتاحية: "الأمم الشابة هي أمم ديناميكية توفر فرصا واعدة للانطلاق الاقتصادي والنمو السريع. والشباب بطبيعتهم ينظرون للمستقبل، لذلك فإن التحدي في مجتمعاتنا العربية يتمثل في التكيف مع متطلبات وطموحات هذه الكتلة الشابة والعمل باستمرار على دمجها باعتبارها القاطرة الحقيقية للنمو."

وأضاف: "لفت نظري في نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز الشباب العربي مؤخرا قدر الوعي الكبير لدى شبابنا. وظهر أن الأمن والسلامة في مقدمة أولويات الجيل الحالي من الشباب العربي بنسبة 73% من الذين استُطلعت آراؤهم، وهو ما يمثل وعياً ناضجاً لدى هؤلاء الشباب. فبدون أمن لا اقتصاد، ولا رخاء."

وأكد معاليه أن "الجامعة العربية تحتضن العديد من المبادرات التي تتعلق بقطاع الشباب وهي تؤمن إيماناً عميقاً بأن مجتمعات العرب وحكومات العرب تحتاج صورةً علمية صحيحة وواضحة عن أولويات الشباب وتوجهاته." وتوجه معاليه إلى فريق مركز الشباب العربي بالقول: "أثق أن الاستطلاع الذي بادرتم إلى إجرائه يسد نقصاً كبيراً في معرفتنا بأهم مكونات مجتمعاتنا العربية وحاملي لواء نهضته في المستقبل."

شراكات عربية
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر قال سمو الشيخ راشد النعيمي، رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، نائب رئيس مركز الشباب العربي،: "طاقات الشباب والشابات في عالمنا العربي منجم للفرص، وقد تعلمنا أن عوائد الاستثمار في الشباب متعددة ومجزية ومُستدامة، وهذا رأس مالنا الحقيقي."

وقال سموه: "إذا كان العالم سيتذكر عام 2020 بأنه عام كورونا، فإن شباب العالم العربي سيتذكرون أنهم كانوا جزءاً من أول رحلة عربية لاستكشاف المريخ عبر مسبار الأمل، وكانوا جزءاً من تشغيل أول محطة عربية للطاقة النووية."

وعن نتائج استطلاع أولويات الشباب العربي قال: "دراسة أولويات الشباب العربي جاءت لتقدم مؤشراً بحثيا من وجهة نظر الشباب العربي لأولوياتهم في هذه المرحلة. شبابنا اليوم متفقون في غالبيتهم على أولويات الأمن والسلامة والاستثمار في منظومة التعليم وجودة الرعاية الصحية وتحسين مصادر الدخل وفرص العمل وتطوير القدرات الشخصية، وغيرها من مسارات العمل التنموي الذي نحن في أمس الحاجة إليه."

وأكد سموه أن رعاية جامعة الدول العربية لمؤتمر أولويات الشباب العربي رسالة ثقة بالشباب وإيمان بدورهم ورسالتهم، لافتاً إلى أن بناء القدرات واستكشاف المواهب وصقل المهارات يتم عبر شراكات حقيقية مع المؤسسات العربية المعنية بقطاع العمل الشبابي.