التعليم أمام مرحلة تاريخية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٨/أكتوبر/٢٠٢٠ ٠٨:٥٥ ص
التعليم أمام مرحلة تاريخية

مسقط - الشبيبة 

بقلم : عيسى المسعودي

في الاول من نوفمبر المقبل ستشهد مسيرة التعليم في السلطنة مرحلة وخطوة جديدة تتمثل في التحول الي التعليم عن بعد والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في نشر العلم والمعرفة بين ابنائنا الطلبة والطالبات وخلال الفترة الفائتة قامت وزارة التربية والتعليم بمجموعة من الخطوات والجهود التي تساهم في توفير البيئة المناسبة لتطبيق هذا المفهوم الذي يمثل تحدي جديد بكل ماتعنية الكلمة من معنى سواء على الوزارة وعلى الهيئة التدريسية او على الطلبة واولياء الامور وايضا هذا التحدى سيشمل كل منه له علاقة بالعملية التدريسية فالجميع امام مواجهة هذا التحدي لانجاح تنفيذ هذا التحول الذي شاءت الظروف الاستثنائية بسبب جائحة كورونا ان تجعلنا امام خيارات صعبة وعلينا جميعاً المشاركة في تقبل الوضع ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة ليكون التطبيق سهلا ومرناً على الجميع .

لاشك اننا عندما ننظر بواقعية وعلى ارض الميدان نجد ان هناك تحديات سواء امام الوزارة او امام الطلبة اولوياء الامور فعلينا التعاون في ايجاد الحلول المناسبة لتذليل هذه التحديات لكن في البداية ينبغي التأكيد على نقطة مهمة وهي اننا ورغم هذه التحديات علينا النظر بايجابية في الموضوع وهو ان دول العالم بدأت بالفعل في الاعتماد على التعليم عن بعد ودعم هذا التوجه في مختلف المجالات وكذلك في ميادين العمل هناك العديد من المؤسسات بدات في التحول وانجاز المعاملات والاعمال عن طريق تكنولوجيا المعلومات وعن طريق الانترنت وكما يعلم الجميع وخلال السنوات الفائتة قامت الحكومة ممثلة في العديد من المؤسسات لتعزيز مفهوم الحكومة الالكترونية والتعليم جزء من هذه المنظومة لذلك من الايجابيات ان نكتشف خلال هذه المرحلة اين توجد هذه التحديات والصعوبات وايجاد الحلول لها ولعل من اهم هذه التحديات التي قد تواجهنا في تطبيق التعليم عن بعد التهيئة النفسية للجميع للاستعداد لهذه المرحلة ومواكبتها وهذا يتطلب برامج توعوية تستهدف الطلبة واولياء الامور والهيئات التدريسية لكي يكون الجميع على استعداد لذلك لابد من تكثيف برامج التوعوية خلال المرحلة الحالية والمستقبلية للتعريف عن كل مايتعلق بتطبيق التعليم عن بعد او حتى التعليم المدمج فحتى الان هذه البرامج التوعوية غير كافية اما ثاني التحديات التي قد تواجهنا في هذا المجال هي البنية الاساسية لشبكة الانترنت فكما يعلم الجميع ان العديد من الولايات في مختلف المحافظات تعاني من ضعف الشبكة فكيف سيكون الوضع عندما يبدا الطلبة في الاعتماد على الانترنت كنقطة اساسية في هذا المجال وخاصة ان الوزارة حتى الان تتحدث عن تطبيق الدراسة والتعلم بشكل مباشر بين المعلم والطالب وهذا تحد كبير وهنا اقترح ايجاد حلول من بينها ان يقوم المعلم بتصوير الحصة الدراسية او المحاضرة وتنزيلها في المنصة التعليمة حتى يرجع لها الطالب في اي وقت وعدم الاعتماد على الدراسة المباشرة لان تحدياتها كبيرة ، كذلك نجدها فرصة لدعوة شركات الاتصالات في تقبل هذا التحدي وان يمثل لهم ذلك فرصة لتعزيز شبكة الانترنت والاتصالات بشكل كامل وطرح حزم تسويقية تقدم مزايا للطلبة والطالبات ولكل المشتركين لان الجميع سيحتاج لذلك فالوضع الحالي لايلبي الطموحات ولايساهم في انجاح مفهوم التعليم عن بعد اما النقطة الثالثة والتي لاتقل اهمية عن الاولى والثانية وقد تكون أكثر اهمية هي الامكانيات المادية للاسر وللطلبة والطالبات في توفير اجهزة الحاسب الالي وفي الاشتراك في خدمة الانترنت المكلفة فكما يعلم الجميع هناك العديد من الاسر لديها مجموعة من الطلبة والجميع سيحتاج الي توفر هذه الاجهزة وتوفير الانترنت مع عدم توفر الامكانيات المادية التي تجلعهم يوفرون هذه الامكانيات. كل هذه التحديات بلاشك ان المؤسسات المعنية تدركها تماماً وهي حديث واستفسارات الجميع فلايكفى ان تهتم وزارة التربية والتعليم بان تكون جاهزة لتطبيق التعليم عن بعد او المدمج عبر مديرياتها وهيئتها الدراسية وانما عليها النظر والتفكير في الطرف الاخر من هذه العملية وهو الاهم وايجاد الحلول المناسبة لضمان تكاملية الامور لتحقيق افضل النتائج وعدم ترك الامور تسير هكذا بدون حلول واقعية وجذرية بحيث لايأتي يوم الاول من نوفمبر بدأ عملية الدراسة عن بعد ونحن امام صعوبات وتحديات كبيرة تجلعنا نعود الي نقطة الصفر ، اننا نامل من وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الاخرى المعنية والمتعاونة في تطبيق التعليم عن بعد او المدمج ان تكثف من تعاونها ودعمها خلال هذه المرحلة لتحقيق نتائج ايجابية تساهم في توفير المناخ الايجابي والمناسب لابنائنا الطلبة لتكملة مشوارهم التعليمي في هذه الاوقات الاستثنائية.