ولد بن غبيشة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٦/يناير/٢٠٢١ ٠٨:٥٣ ص
ولد بن غبيشة

مسقط - الشبيبة

بقلم: محمد الرواس

«إلى أولئك الآباء والأجداد الذين سطروا التاريخ بأفعالهم وأمجادهم التي نتباهى بها اليوم بين الأمم، فهم الذين صدوا كل ما يهدد وجودهم بكل شجاعة وبسالة وصبر على شظف العيش في ظروف تفتقد إلى كثير من الإمكانيات التي تساعد الإنسان في الدفاع عن نفسه وممتلكاته، ليتمكن من الاستمرار على قيد الحياة»..سعيد بن سالم الراشدي ولد بن غبيشة

مصدر جديد من مصادر المعلومات الموثقة ، ففي كتاب انيق وجودة ورقية ممتازة، وعبر مجريات لحوادث وأسرار ، وشخصيات واماكن ، ومعتقدات وتقاليد ، يعود بنا المؤلف سعيد بن سالم الراشدي ( ولد بن غبيشة ) ليجعلنا نتعرف عبر كتابه «آثار وأسرار صحراء الربع الخالي» فيبحر بنا وينقلنا معه الى معالم وآثار الربع الخالي وبأسلوب بسيط وسهل ، ليجوب بنا عالما مليئا بالغموض والأسرار بين كثبان رمال الربع الخالي الخلابة من خلال تصفحنا لثمانية فصول شيقة ، بدأ فيها بالحديث عن التاريخ والسكان والخصائص المجتمعية لهم ، ثم عرج على الاعراف والقبائل والعادات والتقاليد ، والالعاب الشعبية والمعتقدات ، قبل ان يصل بنا في رحلته في الكتاب الي القصص السائدة والمفردات التي يختص بها سكان الربع الخالي ، ولا يفوت ولد بن غبيشة ان يذكر المرأة البدوية ودورها البارز في الحياة الصحراوية ، ويعرج بنا بعد ذلك الي المناخ والتضاريس والموارد المائية والكثبان الرملية ومسمياتها ، مشفوع كل ذلك وغيره بالصور ، وقبل نهاية الرحلة بالكتاب تكون هناك وقفات بالواحات والأسواق والملابس والحلي التي يرتادها ويلبسها سكان صحراء الربع الخالي.

في بداية الكتاب كان هناك اعتذار جميل قدمه المؤلف الي أسرته وشكرهم على صبرهم وجهدهم معه ومساعدتهم له حتى وصل الكتاب ليد القارىء، ولقد احتوى الكتاب على معلومات موثقة اشتغل عليها الاستاذ سعيد الراشدي فترة طويلة اثمرت معلومات قيمة تحتاجها الفهرسة الإعلامية العُمانية ، كما يحتاجها السائح العربي ، ومتي ما تم ترجمة الكتاب الي لغات اخرى بالتاكيد سيكون السائح الغربي لديه الشغف لاقتناء مثل هذا الكتاب الثمين الذي يحتوي على أسرار من الربع الخالي ، وأجمل ما استوقفني الفصل السابع الذي خصصه المؤلف للرحالة والمستكشفين الذين مروا عبر صحراء الربع الخالي ، وذكر مرافقيهم والذي كان منهم والد المؤلف الذي كان يكنى «بن غبيشة» ورافق درب ويلفريد ثيسيجر الرحالة البريطاني الشهير والملقب ب(مبارك بن لندن) صاحب كتاب «الرمال العربية» الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين بين عامي 1945 و1950ميلادية.

لم يفوت الاستاذ سعيد بن سالم الراشدي ان يحمل كتابه بجانب الثراء المعلوماتي توصيات لتعزيز السياحة الصحراوية لما لها من مكانة كبيرة عند الغربيين الذين متى ما وجدوا المعلومات والسبيل والطريق ، والاقامة والمرشدين اقبلوا افواجاً وفرادى ، خاصة ان الربع الخالي منطقة ساحرة سياحياً بالنسبة لهم ، لانها تمثل عالم خيالي ينشدونه بعيداً عن اجواء الحضارة الحديثة طلباً للسكون والهدوء والمغامرة.